​إضراب عمالي في إيران.. ومسؤولون غربيون: الاحتجاجات ما عادت تهدد النظام

> طهران«الأيام»إيران إنترناشيونال:

> دخلت احتجاجات إيران، السبت، شهرها الرابع، في حين وصف مسؤولون غربيون، استمرار التحركات الاحتجاجية التي اندلعت في 16 سبتمبر الماضي عقب مصرع الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، بـ"مفاجئة"، لكنهم اعتبروا أنها "لا تشكل تهديداً مباشراً للحكومة في طهران"، بينما أفاد تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، السبت، بأن عمال قطاع النفط في الأهواز أعلنوا الإضراب عن العمل، إذ تجمعوا أمام الشركة الوطنية الإيرانية للنفط.

وقال المسؤولون، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"  إن استمرارية حركة الاحتجاج كانت "مفاجئة، بالنظر إلى السرعة التي قمعت بها الحكومة الإيرانية المظاهرات في أعوام 2009 و2017 و2019".

وغيرت استمرارية الاحتجاجات ورد السلطات الإيرانية العنيف، سياسات واشنطن وأوروبا تجاه إيران، مما أدى إلى تهدئة الدعوات المطالبة بالانخراط الدبلوماسي مع طهران، وتضاءلت الآمال في أن تتمكن واشنطن وطهران من إحياء الاتفاق النووي، بينما فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا المزيد من العقوبات على إيران بسبب الاحتجاجات.

خطر "لم يعد وشيكاً"  

وقال بعض المسؤولين للصحيفة إن "الاحتجاجات أثارت مؤقتاً مخاوف من إمكانية أن تسقط حكومة طهران بعنف"، مشيرين إلى أن "ذلك سيكون سابقة لا تريد حكومات، بما في ذلك تلك الصديقة للولايات المتحدة رؤيتها".

ومع ذلك، أشار المسؤولون الأمنيون الغربيون إلى أنهم "خلصوا إلى أن أي خطر على النظام الإيراني لم يعد وشيكاً".

وأشادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً علناً بالمتظاهرين الإيرانيين ووصفتهم بالأبطال، لكن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قالوا إن "عدم وجود قيادة موحدة يُضعف تأثير الحركة".

ويشاطرهم هذا الشعور أيضاً بعض المسؤولين الأوروبيين المقيمين في طهران، الذين أخبروا دبلوماسيين بأن الحكومة الإيرانية "ليست معرضة لخطر الإطاحة بها قريباً بسبب الاحتجاجات"، بحسب الصحيفة الأميركية.

ورجحت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز خلال الشهر الجاري أن "يتزايد خطر عدم الاستقرار بسبب ارتفاع التضخم في إيران ومشكلات اقتصادية أخرى"، لكنها ترى أن النظام لا يزال "يواصل اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا بعنف شديد".

في غضون ذلك، قال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز: إن "إطالة أمد المظاهرات الإيرانية، وكذلك تمددها الواسع في مختلف الطبقات والأعراق والمجموعات الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد، جذب انتباه محللي الوكالة".

وأوضح أن "الشعب الإيراني سأم تدهور الاقتصاد والفساد والقيود الاجتماعية والقمع السياسي والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية، وهذا على الرغم من حقيقة أن نظام طهران ليس لديه إجابة جيدة لمطالب الشباب من سكان هذا البلد".

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل في مؤتمر صحافي، إن "أنظار العالم تتجه إلى حالة حقوق الإنسان في إيران، وإن الإجراءات التي يتخذها النظام الإيراني ضد شعبه يجب ألا تمر دون عقاب".

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا على تويتر، الجمعة، "كانت وفاة مهسا أميني الوحشية نقطة تحول. الرجال والنساء الذين يحتجون في شوارع إيران ألهموا العالم"، متعهدةً بـ"الوقوف بجانبكم والبقاء معكم".

وفي إسرائيل، التي تخوض صراعاً طويل الأمد مع إيران، راقب مسؤولو الأمن عن كثب صراع عدوهم اللدود مع المظاهرات، إذ قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أنه "من المرجح أن تستمر الاضطرابات لأن المحتجين يركزون بشكل كامل على حقوق الإنسان والحريات بدلاً من المخاوف الاقتصادية"، بحسب "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين دون أن تكشف هوياتهم، قولهم إن "الأمر الملحوظ أن المحتجين دعوا إلى إنهاء حكم المرشد الإيراني علي خامنئي، وليس فقط إلى تغييرات في النظام".

وزادوا: "الأصوات النسائية المنشقة، وخاصة من عائلة خامنئي، بما في ذلك أخته، كان لها تأثير كبير"، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي أن النظام الإيراني "اهتز حتى النخاع، وتدرك الأصوات داخل النظام أن هناك أشياء يجب القيام بها".

وأعربت هيذر ويليامز، الباحثة السياسية البارزة في مؤسسة "راند" والمسؤولة السابقة في الاستخبارات الوطنية خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عن اعتقادها بأنها ترى "ما سيكون سبب نهاية إيران"، وأردفت: "لقد تم تشخيص إصابتها بالسرطان، ومن ثم يصبح السؤال هل بقي في عمرها 6 أشهر أو 6 سنوات. هذا ليس واضحاً".

تعهدات رئيسي

وسبق أن تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في خطاب ألقاه في جامعة طهران في 7 ديسمبر بـ"التعامل بحزم مع أولئك الذين يعارضون أمن البلاد وهدوئها"، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

وأشار إلى أن "ثمة اختلاف بين المتظاهرين ومثيري الشغب"، معتبراً أن "أحدهما يسعى إلى التحسين"، بينما يهدف الآخر إلى "التدمير وانعدام الأمن".

وشرعت الحكومة الإيرانية في سياسة تنفيذ أحكام بإعدام عدد من المحتجين، في الأسابيع الأخيرة، بعد أن عانت في الشهرين الأولين، إذ أعدمت 2 من المتظاهرين الذين اعتقلوا مع آلاف آخرين، بما في ذلك رجل شُنق علناً بواسطة رافعة في مدينة مشهد شرقي البلاد.

كما استخدمت الحكومة المزيد من القوة العسكرية ضد مصادر الاضطرابات في المناطق الكردية في إيران، حيث بدأت الاحتجاجات في أعقاب جنازة مهسا أميني، التي توفيت عن 22 عاماً.

وقالت جماعات حقوقية إن "ما لا يقل عن 400 متظاهر لقوا مصرعهم"، لكن الحكومة تقولهم إن عدد الضحايا وصل إلى "200 شخص".

وفي الوقت نفسه، تحدث المسؤولون الإيرانيون عن إجراء تغييرات لاسترضاء المحتجين، من بينها حل "شرطة الأخلاق"، التي فرضت منذ فترة طويلة قواعد اللباس في إيران.

ورفض المحتجون الإيرانيون وأنصارهم التغييرات باعتبارها لا تذهب بعيداً بما فيه الكفاية. ويقول البعض إن تطبيق الحجاب الإلزامي مستمر.

ولفت مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم "يعتقدون بأن إيران ستزيد من أنشطتها المسلحة في الشرق الأوسط كوسيلة لتحويل الانتباه عما يحدث داخل البلاد وزيادة معنويات الحرس الثوري وهي القوة العسكرية المكلفة بحماية نظام الحكم في البلاد".

بدوره، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن "الوضع في البلاد اليوم حرج. لقد نزل كل الأعداء في العالم إلى الميدان للقضاء على نظام الجمهورية الإسلامية"، بحسب شبكة "إيران إنترناشيونال".

كما صرح ممثل خامنئي في مدينة مشهد أحمد علم الهدى بقوله "كل الدنيا تحاربنا.. لقد أرسلوا مجموعة من المرتزقة يخلعن الحجاب في الشارع حتى نتراجع، ونقول هذه هي إرادة الناس، أي ناس، يجب ألا نتراجع".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى