أحلى ختام لأجمل رواية

> * لا شيء يضاهي متعة كرة القدم، هي سحر لوحدها، جنونها يستحيل إيجاده، حتى في المسلسلات والأفلام، ما تفعله شيء خارق للعادة وما تقدمه أمرٌ خيالي، من أسعد عشاق كرة القدم لسنوات استحق أن ينهي مسيرته بأغلى ألقاب المستديرة.

* "ميسي" يحقق حلمه .. ميسي بعد طول انتظار يفوز بكأس العالم .. ميسي أخيرًا إبتسمت له كرة القدم، فكان نهائي الأحد أحلى ختام لأجمل رواية عرفها التاريخ .. أراد العالم كله أن يتوّج ميسي على مسرح لوسيل بمن فيهم أعداءه أو بمصطلح الرياضة وأخلاقها"منافسيه" البرازيليين .. صبره وتفانيه ورباطة جأشه منحته لقب طال انتظاره.

* أُحكمي بأحكامك، مثلما شئت، تمنّعي واستعصي، مثلما تريدين، لكنك ستنحنين غصبًا لسيد القوم وتردين الدين الذي له عليك، أنصف الحظ كأس العالم أخيرا، ليأخذ مكانه بين يدي ليونيل، هذا الأخير أضاف إسمًا جديدا لإسمه، وأصبح إسمه (الشيخ ميسي)، بعد أن ارتدى الزي الرسمي لدولة قطر هدية من أميرها.

* رفع الشيخ "الكأس"، التي استعصت عليه زمناً طويلاً، وهنا ولأول مرة في التاريخ، ستغلق كُتب التاريخ، ليكتب كاتبه آخر سطر فيه قبل إغلاقه، بأن ليونيل ميسي، إبن روزاريو (مدينة العشوائيات والمنازل الريفية) هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وملكها المتوّج بلا منازع، لتغلق الكتب أخيرًا، لحين ظهور أسطورة بحجم وتاريخ وإنجاز ميسي.

* كرة القدم كانت مديّنة لليونيل، وعلى قدر ما أعطاها من جهده وموهبته، أدارت ظهرها له، وكادت أن تلقيه على قارعة طريق غير المتوّجين بالمونديال .. مسيرة الذهب لميسي، ما كان من العدل أن يكتسي السواد جانبًا منها، وما كان من الإنصاف أن تنتهي مسيرته الدولية على وقع التخاذل كما يردد البعض، كرة القدم رأفت بحال العشاق من بوابة قطر 2022، وعزمت الليو على طاولة المتوجين بالمونديال، بل وجعلت كرسيه يتوسط طاولة الشرف، فهو الأمير وحده والحاكم بأمره.

* أخيرًا ميسي ملك اللعبة، بعد أن قرر التاريخ وكرة القدم أن ترضخ للمنطق، وتنقاد له دون إكراه، قررت أن تخضع لحكم الملايين وتطوّق عنقه بقلادة الأفضل بعد سنوات طويلة من القطيعة والجفاء غير المبررين، لقد اكتملت السبحة في عُقد ميسي الفريد، التي كان الكل يشاهدها، ويستمتع بجمالها، إلا قلة قليلة ممن أزعجتهم رصاصات أقدامه الحارقة.

* المرة الأولى التي نشعر فيها أن معظم شعوب العالم كانت تتمناها له، أرادوا له الفرح والمسرّة، وهو الذي طالما صدّرها لقلوب العشاق ببذخ جزيل، لتكون أجمل خاتمة لأفضل مسيرة كروية شهدها كوكب الأرض، ليؤكد أنه الأعظم في عالم المستديرة، مد رجليك يا ميسي طويلًا واسترح على كرسي عرش الكرة، فأنت الملك، وما دونك لا يرقون إلى مستواك المذهل.

* نعلم تمامًا أن ملاعب كرة القدم ستشعر بـ "اليُتم" من بعدك، وستفقد متعتها وحلاوتها، ويعم الشحوب مدرجاتها، فمن كان عنوان بهجتها وأساس فرحتها سيترجل قريبًا، وستغادر بمغادرته أعين ظلت لعقدين من الزمن محدّقة لشاشات التلفزة، جاعلة من اليوم الذي تظهر فيه عليها، يوم للسعادة وفسحة لمغادرة ما يحاصرها من أحزان.

* نسخة 2022م أبت إلا أن تكون مكتملة الأركان، حيث توّج فيها ميسي بالأفضلية المطلقة، وقطر بالأفضلية التاريخية، ليكون الختام مسكًا وعنبرًا وعودًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى