شبام كوكبان.. حكاية مدينة يمنية معلقة في كبد السماء

> العين الإخبارية

> إلى الغرب من صنعاء، تربض مدينة تاريخية فريدة على هضبة جبلية شاهقة رملية اللون تُرى ليلاً كأنها نجم يتلألأ وتبرز نهاراً بين الغيوم كنقش معلَّق في كبد السماء.

إنّها مدينة شبام كوكبان التاريخية الواقعة في محافظة المحويت (على بعد 43 كيلومتراً غرب صنعاء) الغنية بالكثير من النقوش والآثار الحميرية والتي حوّلت بعض مبانيها الأثرية، حرب مليشيات الحوثي الإرهابية، إلى ركام وأنقاض بعد اتخاذها ثكنة عسكرية.

وامتد عبث الحوثيين إلى مبانيها وقلاعها وحصونها الأثرية وحتى مسجدها الكبير بعد أن لطختها شعارات الموت وعبارات عريضة باللون الأخضر تمجّد رموز المليشيات الانقلابية كمؤسسها الإرهابي حسين الحوثي.

مدينة الملوك عرضة للنهب

وتنسب المدينة إلى "شبام بن عبدالله بن حشم بن حاشد الحميري"، وسُمّيت قديماً بمدينة "يحبس"، وتمتد لنحو 3 كيلومترات وتحتوي على الكثير من المباني المصنوعة من الطوب اللبن.

وتضم المدينة مبانٍ مطرزة بالأحجار الأرجوانية الممزوجة بـ"الحمرة" ومبانٍ مصنوعة من الحجر الرملي المنحوت من الصخر ذاته الذي شُيّدت عليه المدينة الأثرية.

وتعود شبام كوكبان إلى ما قبل القرن السابع قبل الميلاد وأطلق عليها "مدينة الملوك" لشدة تحصينها ولاتخاذها من قِبَل ملوك الدول المتعاقبة مركزاً لإدارة شؤون دولهم، وكان السبئيون أول من استوطنها فيما ظل فيها "آل يعفر" الحميريون حتى القرن الـ13 هـ .

وقال مصدر لـ"العين الإخبارية": "الكثير من مناطق شبام كوكبان التاريخية تعرّض للنهب والعبث وطال مناطق واسعة في الجزء الشمالي الشرقي منها من قبل الباحثين عن الكنوز ومهربي الآثار التابعين للحوثيين، كما تستخدمها المليشيات باستمرار للحشد العسكري".

بوابة المحويت الشرقية

توصف شبام كوكبان بأنها البوابة الشرقية للمحويت وتعد من أقدم المدن اليمنية المدرجة لدى منظمة اليونسكو، وتتألف من مدينة مسوَّرة يحيطها جبل عظيم يعتليه حصن "كوكبان" البالغ ارتفاعه حوالي 3 آلاف متر فوق سطح البحر.

وتتألف مدينة شبام كوكبان من مئات المنازل القديمة، أهمها "دار السمسرة" المؤلف من 3 طوابق والذي يعود تاريخ تشييده للقرن التاسع الميلادي، وفقاً للمراجع التاريخية.

وتحتضن المدينة معبدين الأول خاص بالإله "عثتر"، إله قبيلة سبأ، والثاني لـ"المقة" إله قبيلة فيشان الحميرية، ويقعان في الجنوب الغربي من المدينة على جبل "اللو" أو جبل "دخار" ويطلق عليه المجمع التعبدي.

وبعد دخول الإسلام في القرون الوسطى، شيد آل يعفر "الجامع الكبير" والأضرحة وعمائر مدنية تتمثل في السوق القديم ومكوناته والحمام القديم وعمائر حربية تتمثل في سور المدينة وبواباته وأبراجه المحكمة.

كما تضم المدينة، قلعة "القلشة"، إحدى القلاع الحصينة والمنيعة أمام الغزاة فيما يعرف مدخل المدينة الوحيد بـ"باب الحديد" وبداخلها السدود الحميرية والأيوبية وفي الخارج تدهش الناظر المدرجات في وادي النعيم والأهجر وحصن بكر التاريخي في قاع الأضلاع قرب المدينة.

ووصلت شبام كوكبان إلى رقي ثقافي وديني رفيع تمثل بنحت الصخور لتشكل فيها كهوف وغرف تم استخدامها كمقابر صخرية في الجبال الصم المواجهة للمدينة.

كما نحت الأجداد في هذه الجبال الصم مدافن الحبوب والتي كانت تحتفظ بالطعام لسنوات وكان يلجأ إليها عند إي حصار وهي ما جعل موقعها الفريد محل أطماع الإمامة والحوثية التي عمدت مؤخراً لتشويه تاريخها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى