ما سبب مغادرة قناة إيران إنترناشيونال من لندن إلى واشنطن

> لندن "الأيام"

> ​اضطرت قناة “إيران إنترناشيونال” التلفزيونية إلى وقف البث من مقرها الرئيسي في بريطانيا، بعد أن حذرت شرطة سكوتلانديارد موظفيها من أنها لا تستطيع حمايتهم من القتلة أو الخاطفين المدعومين من طهران على أراضي المملكة المتحدة.

وأعلنت القناة أن سلامة صحافييها من تهديدات النظام الإيراني تقتضي وقف بث برامجها من لندن، ونقل جميع نشراتها الإخبارية على مدار 24 ساعة إلى واشنطن، حيث أبلغت الشرطة مدراء “إيران إنترناشيونال” بوجود تهديدات خطيرة وفورية على سلامة الصحافيين الإيرانيين العاملين في القناة.

ويعمل في المقر حوالي 100 موظف، أغلبهم مقيمون في بريطانيا منذ فترة طويلة.

ونشرت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا السبت بيانا أعربت فيه عن شكرها لقناة “إيران إنترناشيونال” على استجابتها للتحذيرات التي أطلقتها، ونقل مكتبها من لندن إلى واشنطن، مؤكدة أنها ستستمر في التعاون مع شركائها لتقديم الحماية للقناة والعاملين فيها.

وجاء في بيان الشرطة “جهودنا خلال العامين الماضيين تضاعفت للتحقيق في التهديدات الخارجية التي تستهدف الصحافيين، وأي محاولة لترهيب وإيذاء المواطنين البريطانيين أو المقيمين على أراضيها أمر غير مقبول على الإطلاق”.

وأضافت الشرطة البريطانية “نحن عازمون على العمل مع الحكومة وشركائنا لضمان أن تكون المملكة المتحدة بيئة آمنة لوسائل الإعلام ولهذه القناة (إيران إنترناشيونال)”.

وأوضح علي أصغر رمضان بور أحد مدراء “إيران إنترناشيونال” أن “اجتماعا عقد الجمعة السابع عشر من فبراير بين خبراء من شرطة لندن معنيين بتوفير الأمن لقناة إيران إنترناشيونال وموظفيها، وبين فريق الأمن بالقناة، حيث قدمت شرطة لندن تقييمات جديدة للأوضاع خلال الاجتماع، وطرحت توصيات محددة حول كيفية مواصلة تعاونها مع الصحافيين المقيمين في لندن”.

وقال رمضان بور “بناء على توصيات الشرطة، توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه من الأفضل القيام ببث البرامج الإخبارية عبر مكاتبنا في واشنطن لفترة من الوقت”.

ووصف هذا الحدث بأنه “مرحلة جديدة” من العمل الإخباري لـ”إيران إنترناشيونال”، قائلا “نأمل أن تبقى لدينا الفرصة لمواصلة نشاطنا الإخباري بصمود”. وأكد أن التغيير الحاصل لن يؤثر أبدا على جودة برامج القناة من حيث الروتين وأولويات الأخبار، وسوف يستمر العمل الإعلامي “المنصف والمتوازن والموضوعي”، مضيفا “نعتقد أنه من حق الشعب الإيراني في جميع أنحاء العالم أن يطلع على التطورات في إيران والعالم من خلال الصحافيين”.

وتابع رمضان بور “لن يتغير استمرار بث البرامج، سوى بعض التغييرات الطفيفة في توقيت بعض البرامج الإخبارية - التحليلية التي كنا نجريها هنا في لندن”.

وأكدت “إيران إنترناشيونال” أنها ستظل ملتزمة بمهمتها المتمثلة في تقديم تقارير عادلة ودقيقة ومتوازنة للتطورات في إيران والعالم، وشددت مرة أخرى على أن هذا النوع من التهديدات لن يؤثر على العمل المهني للقناة.

وكانت أحدث التهديدات التي تعرضت لها “إيران إنترناشيونال”، حين أعلنت شرطة العاصمة في لندن، عبر بيان لها الاثنين الماضي، أن مواطنا نمساويا يُدعى محمد حسين دوتاييف تمت محاكمته أمام محكمة في وستمنستر بتهمة محاولة ارتكاب جرائم تتعلق بعمليات إرهابية ضد مقر “إيران إنترناشيونال”.

وسافر دوتاييف الذي يبلغ من العمر 30 عاما إلى بريطانيا بتذكرة ذهاب فقط وتم القبض عليه وهو يصور ترتيبات أمنية خارج مقر القناة في مجمع تجاري في تشيسويك، غرب لندن.

وبحسب البيان الذي نشرته شرطة لندن، فقد ألقت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية القبض على المشتبه به يوم الحادي عشر من فبراير الحالي، واتهمته المحكمة بمحاولة جمع معلومات لتنفيذ عمليات إرهابية.

ويعمل في المقر حوالي 100 موظف، كثير منهم مقيمون في بريطانيا منذ فترة طويلة.

وقال محمود عنيات مدير عام القناة في بيان “لا أصدق أن الأمر وصل إلى هذا الحد. تسببت دولة أجنبية في مثل هذا التهديد الخطير للجمهور البريطاني على الأراضي البريطانية لدرجة أننا يجب أن نتحرك”. وأضاف “لنكن واضحين، هذا ليس مجرد تهديد لمحطتنا التلفزيونية، ولكن للجمهور البريطاني بشكل عام. هذا اعتداء على قيم السيادة وحرية التعبير التي لطالما اعتزت بها المملكة المتحدة”.

وأشار مات جوكس رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا الخميس إلى أن هذه القوة تتعامل بشكل متزايد مع تهديدات من دول معادية، بما في ذلك روسيا والصين وإيران.

وقال جوكس إن الشرطة والأجهزة الأمنية عملت عن كثب “لإحباط 15 مؤامرة منذ بداية عام 2022 إما لخطف أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة يُنظر إليهم على أنهم أعداء للنظام الإيراني”.

وقد هددت السلطات الإيرانية مرارا وتكرارا “إيران إنترناشيونال” وموظفيها، وزادت هذه التهديدات بشكل كبير بعد تغطية انتفاضة الشعب الإيراني في الأشهر الأخيرة. ولا يزال المتضررون يتلقون المشورة والدعم المناسبين، وقد تم وضع عدد من التدابير الأمنية الوقائية للتخفيف من هذه التهديدات.

وعمّت الاحتجاجات البلاد في سبتمبر الماضي في أعقاب وفاة مهسا أميني، وهي امرأة تبلغ من العمر 22 عاما، احتجزتها شرطة الآداب الإيرانية بزعم أنها لم ترتد حجابها بشكل صحيح. وفي أكتوبر الماضي أعلنت الحكومة الإيرانية فرض عقوبات على “إيران إنترناشونال” و”بي.بي.سي” الفارسية، متهمة إياهما بـ”التحريض على أعمال الشغب” و”دعم الإرهاب” بسبب تغطيتهما للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد خلال الشهرين الماضيين.

وتحظر السلطات الإيرانية دخول طواقم القناتين، لكن هيئة لمراقبة حرية الصحافة تقول إنهما من بين المصادر الرئيسية للأخبار والمعلومات في بلد تتعرض فيه وسائل الإعلام المستقلة والصحافيون للاضطهاد باستمرار.

كما أفادت “إيران إنترناشيونال” في نوفمبر الماضي بتهديد مباشر بالقتل من الحرس الثوري الإيراني ضد اثنين من صحافييها في المملكة المتحدة، وقالت إن موظفيها أبلغوا بالتهديدات الموجهة إليهم من قبل شرطة العاصمة.

وجاء في بيان “إيران إنترناشيونال” “صحافيونا يتعرضون للمضايقة على مدار 24 ساعة في اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذه التهديدات ضد حياة الصحافيين البريطانيين الإيرانيين العاملين في المملكة المتحدة تمثل تصعيدا كبيرا وخطيرا لحملة النظام الإيراني لترويع الصحافيين الإيرانيين العاملين في الخارج”.

كما أعلنت “القناة 11” في التلفزيون الإسرائيلي، في وقت سابق، أن الموساد أبلغ جهاز المخابرات الداخلية في المملكة المتحدة “إم 15” بشأن التهديدات ضد المواطنين الإيرانيين في بريطانيا، وخاصة الصحافيين العاملين في “إيران إنترناشيونال”.

وفي نوفمبر الماضي نشرت شرطة العاصمة مؤقتا عربات مدرعة وضباطا بأسلحة نارية في مكاتب شركة “إيران إنترناشيونال” بعد تحذير الموظفين من أنهم يواجهون تهديدا “وشيكا” و”حقيقيا على الحياة”. وقامت الشرطة بتطويق مكاتب شركة “فولانت ميديا” التي تدير قناة “إيران إنترناشيونال نيوز”، بعد تلقيها تهديدا حقيقيا.

وفي نفس الشهر قال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب إن طهران صنّفت قناة إيران إنترناشيونال كمنظمة “إرهابية”، وإن جميع أشكال التعاون والروابط معها ستعتبر تهديدا للأمن القومي، وأنه ستتم ملاحقة “عملائها”، حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما اتهم المملكة المتحدة بنشر دعاية ضد المؤسسة الدينية الإيرانية، وحذر من أنها “ستدفع ثمن إجراءاتها”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها تهديدات النظام الإيراني ضد وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في المملكة المتحدة. فقبل ثلاث سنوات، وفي أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019، طالب اتحاد الصحافيين البريطانيين، في بيان يدين التهديدات ضد موظفي “إيران إنترناشيونال” والقسم الفارسي في قناة “بي.بي.سي”، النظام الإيراني بوقف حملة المضايقات بحق الصحافيين الإيرانيين.

وفي الوقت نفسه أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين عن حالات مماثلة، وأن صحافيين إيرانيين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك تعرضوا للمضايقة والتهديد بالطريقة نفسها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى