الشراكة في مهب الريح.. العليمي يشعل غضب الجنوب

> عدن "الأيام" محمد فضل مرشد:

>
​أشعلت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي بشأن إرجاء القضية الجنوبية إلى ما بعد انتهاء الأزمة اليمنية غضب الشارع الجنوبي.

وكان العليمي قد قال في حوار صحفي أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أمس الأول، إن "القضية الجنوبية مهمة وعادلة وحلها بالحوار سيتم ما بعد إنهاء الأزمة في اليمن".

واستثنى العليمي في حديثه القضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي من مفاوضات التسوية الشاملة في اليمن، مؤكدا بأن أي تسوية أو اتفاق سيتم بين "الشرعية" و"الحوثيين"، وهو ما يخالف مقررات اتفاق الرياض والإعلان الرئاسي الخاص بتشكيل مجلس القيادة، والذين قاما على الشراكة ما بين الجنوب وقوى الشرعية اليمنية.
  • أزمة جديدة
وفجرت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي حول مستقبل القضية الجنوبية أزمة جديدة بينه وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وصف في بيان على لسان ناطقه الرسمي تصريحات العليمي بأنها "غير دقيقة، ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي".

وأكد بيان المجلس الانتقالي على أن "نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل ولن يكون كذلك أبدا، بل إنه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح".

وأعلن بيان الانتقالي الرفض القاطع لاستثناء وإرجاء القضية الجنوبية من أي تسوية سياسية قادمة، مؤكدا بأنه قد "تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها، وعبره سيحدد ما يطلقون عليه شكل الدولة تفاوضيا".

وطالب المجلس الانتقالي بإنهاء ما وصفه بـ ”عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه، والمعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة".

مشددا على أن استمرار المماطلة في تنفيذ الالتزامات الواردة في مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي تمثل "مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية برمتها".
  • تلويح بفض الشراكة
وردا على تصريحات العليمي، لوح ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس وحدة شؤون المفاوضات، بفض الشراكة بين الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي.

وقال الخبجي  إن "مماطلة العليمي تدفعنا إلى فض الشراكة من المجلس الرئاسي والحكومة"،  متوعدا بـ "اتخاذ إجراءات حاسمة في الأيام القادمة لضمان الحفاظ على ثورة قضيتنا".

وأضاف الخبجي: "استمرار الأمر بهذا التهميش والتقييد والعمل على المماطلة وترحيل الملفات أمر قد يدفع المجلس الانتقالي لاتخاذ خطوات جريئة، وهو ما قد يصل إلى فض الشراكة السياسية سواء في مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة".

وأردف القيادي الانتقالي ناصر الخبجي، موضحا بأن "خيارات أخرى أمام المجلس الانتقالي قد تكون حاسمة".
  • ارتهان الجنوب مرفوض
وبنفس الشأن، أكد وزير الخدمة المدنية والتأمينات د. عبدالناصر الوالي، أن "الاعتراف بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم هو أساس أي شراكة يراد لها أن تستمر".
وشدد الوزير الوالي على أن "لا مساومة على دولة الجنوب وعاصمتها عدن".

وقال الوالي: "نحن نكن كل الاحترام والتقدير للأشقاء في دول التحالف العربي، المملكة العربية السعودية الجارة والشقيقة الكبرى لا يمكن أن ننسى فضلها بعد الله في تحرير الجنوب،  ودولة الإمارات العربية المتحدة فضلها بعد الله كبير أيضا ولها الوفاء منا، ومصر العروبة والسودان وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان تربطنا بهم علاقات أخوية متينة لا ينفك وثاقها، ونحن لم ندلس ولم نكذب على أحد منذ أول يوم لعاصفة الحزم.. دخلنا الحرب حتى قبل أن تتدخل قوى التحالف العربي تحت "علم الجنوب" ومن أجل التصدي للغزوة الثانية على الجنوب من قبل نظام علي عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين، ولم نكن حينها نعلم أن هناك تحالف عربي سيتشكل ناهيك عن انه سيتدخل.. لم يرفع احد حينها علم غير "علم الجنوب" وشعار غير "استعادة دولة الجنوب" بحدودها المعروفة حتى مايو عام 1990م".

وأضاف الوالي: "تدخل الحلفاء في دعم الشعب في الشمال والجنوب وهذا حق لهم ولا نستطيع أن نقول أو ننفي أنهم تدخلوا من أجل دعم استعادة شعب الجنوب لدولته، ولكن نحن أيضا كقوى وطنية جنوبية وكشعب جنوبي لم نتحدث معهم أو نتفق معهم بأننا ندعم الوحدة أو نؤيد العودة إلى صنعاء، وحاربنا تحت ظل التحالف العربي وكجزء منه واستطعنا تحرير كل أراضي الجنوب في حدوده المعروفة حتى مايو عام 1990م مع بعض النتوءات البسيطة وليس ذنبنا أن القوى القبلية والحزبية الشمالية لم تستطع أن تحرر أراضيها وتسقط الانقلاب في صنعاء".

وأكد بأن "محاولة أخذ الجنوب رهينة حتى تتحرر صنعاء أمر غير مقبول على الاطلاق من شعب الجنوب".
وأختتم الوزير عبدالناصر الوالي بقوله: "إدارة الجنوب أمر آخر تماما، ولا يمكن أن يتنازل الجنوبيين عن إدارة شؤونهم ومواردهم ولا بأي حال من الأحوال، وعدن لن تكون عاصمة بديلة للقوى الشمالية حتى تعود هذه القوى إلى صنعاء، وأي محاولة في هذا الاتجاه ستكون عواقبها وخيمة".
  • تحايل على الاتفاقات
رئيس لجنة الحوار الجنوبي الخارجي أحمد عمر بن فريد، وصف تصريحات العليمي بشأن تأجيل القضية الجنوبية إلى ما بعد اتفاق قوى الأزمة اليمنية بـ "التحيل على اتفاق الشراكة مع الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي".

وقال بن فريد في تغريدة على تويتر: "إن البيان الختامي لمشاورات الرياض فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية أكد على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة "مفاوضات وقف الحرب" وليس فيما بعدها كما يريد أو يتمنى البعض".

وأضاف قائلا: "يتطلب وضع إطار تفاوضي خاص بهذه القضية من الآن".

وأختتم بن فريد: "آخر ما نحتاجه حاليا هو أن يتم التحايل على هذا الاتفاق بقصد أو بدونه".
  • وقائع الأرض
واعتبر الباحث السياسي اليمني يعقوب السفياني أن تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، فيما يخص قضية الجنوب، عكست "موقفا سلبيا لم يكن متوقعا، أزعج على الفور الشركاء في الرئاسي من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي رد ببيان رسمي عبر فيه عن امتعاضه وجدد التأكيد على ما يريده بشأن هذه القضية".

أما نائب رئيس الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي أنيس الشرفي، أكد بأنه "لا سلام ولا استقرار إلا حين يتبوأ الجنوب مكانته في الأسرة الدولية كدولة مستقلة".
وقال الشرفي في منشور بتويتر: ‏لا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا حين يتبوأ الجنوب مكانته عضو كامل في الأسرة الدولية كدولة وهوية وشعب مستقل.. شرقوا أو غربوا سيظل الجنوب مفتاح السلام".

 أما د. عيدروس نصر ناصر ، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية فقال: "لم يكن سرا أن الجنوبيين يتمسكون بمطلب استعادة دولتهم بعد أن فشلت تجربة الوحدة المرتجلة في عامها الأول، وكان يكفي الجنوبيين التمسك بأرضهم ورفض التعامل مع ورثة دولة7/7 باعتبارها قوة غزو واحتلال حتى وإن كانوا يعيشون حالة النزوح عن عاصمة دولتهم، لكن أسباب يطول الحديث فيها كانت وراء تأجيل هذا القرار، كان أهمها الالتزام الأخلاقي تجاه الأشقاء في قيادة عاصفة الحزم، واعتبار هزيمة المشروع الانقلابي المدعوم من إيران أولويةً تسبق أية أولوية أخرى".
  • تساؤل
المحلل السياسي صلاح السقلدي، علق بدوره متحدثا عن "ثنائية عودة العليمي أو الزبيدي إلى العاصمة عدن خلال الفترة القادمة".
وقال السقلدي: "إن عاد رشاد العليمي إلى عدن وبقي عيدروس الزبيدي بالخارج فهذا سيكون مؤشرا على ضعف ورخاوة موقف الانتقالي أمام العليمي المستقوي بصولجان وبفضلات أكواب أمير النفط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى