ميناء الحديدة مفتوح على مصراعية والموانئ الجنوبية مهددة!

> "الأيام" غرفة الأخبار

>
​في ظل التصعيد من جانب حكومة (الشرعية) في اليمن ضد جماعة الحوثيين، أعلنت صنعاء بالأمس عن وصول السفن بشكل منتظم ومباشر إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، الأمر الذي يعد انفراجة في المشهد المعقد الذي يسود البلاد منذ العام 2015.

يرى مراقبون أن المبادرات والمشاورات والوساطة العمانية بين صنعاء والرياض قد تمت ترجمتها إلى واقع على الأرض من خلال تنفيذ البنود المتعلقة بالشأن الإنساني المتمثل في الأدوية والمواد الغذائية وعمليات التنقل وعدم ربطها بالعملية العسكرية، هذا الأمر قد يؤدي إلى التوافق على هدنة طويلة الأمد ربما لا تقل عن سنة، حيث يمكن أن تكون مفتاح للحل الشامل في البلاد.

بداية، يقول د. عبد الستار الشميري، مدير مركز جهود للدراسات باليمن، "هناك محاولات أممية لترويض الميليشيات الحوثية (أنصار الله) عبر إعطائها مزيدا من المكاسب الاقتصادية وأداة ذلك هو الشق الإنساني المستعصي في اليمن، حيث تطرح الميليشيات أنها تريد انفراجة في الشق الإنساني حتى يستكمل أي حوار حول أي حل شامل أو هدنة طويلة".
  • أزمة الشرعية
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"،"الملف الإنساني يلقي بظلاله بالفعل في القضية اليمنية، ولكن الميليشيات الحوثية استثمرت هذا الجانب استثمار كبير، وأصبح لديها ميناء الحديدة مفتوح على مصراعية للسفن التجارية والسفن التي تعمل في مجال تهريب السلاح، القضية أصبحت معقدة".

وأشار الشميري إلى أن"الشرعية تعاني من أزمة خانقة، حيث أن جميع الموانئ التابعة لها أو التي تديرها مغلقة بسبب الضربات الحوثية، التي أجبرت آبار النفط والغاز على التوقف ومنع عمليات التصدير، وميناء عدن اليوم على وشك التعطل، بينما تتدفق المعونات وتأتي السفن التجارية إلى موانئ الميليشيات الحوثية، هناك معادلة غير وازنة في اليمن في اللحظة الراهنة، حيث تميل القوة العسكرية إلى جانب الحوثيين مدعومين من الجانب الإيراني بالتكتيك والصواريخ، التي ربما أخافت المجتمع الدولي من إعاقة تدفق الطاقة في البحر الأحمر، وبناء عليه تم إعطاء والسماح للميليشيات بفتح رحلات جديدة من مطار صنعاء، واستقبال رحلات لا مشروطة وبدون تفتيش في مطار الحديدة وغيرها من المواني التي تسيطر عليها مثل "ميناء ميدي ورأس الصليب والصليف ورأس عيسى وغيرها".
  • وضع معقد
وأكد الشميري "أن هذا الوضع المعقد لكن في باب الحوار الشامل الذي يسوق له المبعوث الأممي والذي لا جديد فيه حتى اللحظة وكله أوهام وسراب، ليس هناك أي تقارب حول أي نقاط حقيقية، إنما هناك محاولة للخروج من هذا الوهم والذهاب لصنع هدنة قد تكون هذه الهدنة لسنة على الأقل".
  • خطوة إيجابية
في المقابل يقول، أكرم الحاج، الكاتب والمحلل السياسي اليمني، "في اعتقادي أن وصول أكثر من 15 سفينة متنوعة الحاويات إلى ميناء الحديدة اليمني الذي تسيطر عليه أنصار الله، تعد خطوة إيجابية في ظل الوساطة العمانية التي انطلقت منذ أشهر ما بين صنعاء والرياض، على اعتبار أن التخاذل الأممي لم يخط أي خطوة إيجابية وإنسانية طوال سنوات الحرب الثمانية، لذا فإن هذه السفن التي تم استقدامها تأتي أيضا في ظل اللقاءات ما بين صنعاء والرياض عن طريق الوساطات التي كانت تأتي من سلطنة عمان إلى صنعاء، كما لاحظنا تحركات من جانب المبعوث الأممي في الفترة الأخيرة، حتى تثبت أنها متواجدة وتبذل كل السبل من أجل تحقيق السلام بين اليمن والسعودية".

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"،"منذ أكثر من أسبوع هناك حركة جادة من قبل صنعاء لإعادة ميناء الحديدة إلى وضعه الطبيعي الذي كان عليه قبل استهدافه من قبل التحالف بعد شن الحرب، وتزامنا مع الموانئ البحرية، هناك أيضا خطوات سريعة من أجل إعادة تأهيل مطار الحديدة وإعادة تشغيله، وهذا يؤكد أن صنعاء استطاعت أن ترسل طوال ثمان سنوات من الحرب رسائلها إلى السعودية والإمارات، بعد وصول صواريخ ومسيرات صنعاء إلى العمق السعودي.
  • انهيار داخلي
وأوضح الحاج، "أن المتتبع لشأن التحالف الذي تقوده الرياض وحكومة عدن، نجد أن هناك فجوة كبيرة داخل التحالف الذي يقود الحرب على اليمن علاوة على أن هناك شتات بين فصائل شرعية (رشاد العليمي)، أضف إلى ذلك المشاكل بين القوى السياسية الجنوبية الداعية للانفصال، لذا فإن وزير خارجية العليمي ووصفه لما يحدث من مشاورات بأنها لعبة، أعتقد أن هذا أمر طبيعي لأن شرعيتهم في حالة انهيار داخلي لعدة اعتبارات، أهمها عاصفة الفساد الكبيرة التي عمت هذا المكون".

وفيما يتعلق بالفصائل الجنوبية يقول المحلل السياسي: "هناك انقسامات كبيرة بين الفصائل الجنوبية التي تتبع ولاءات سياسية متعددة، لذا فإن ما يحدث في الجنوب هو أمر طبيعي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى