هذا الحبيب يا محب

>
طريقة النبي في الأكل والشرب هدي النبي في الأكل ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يأكل مما تيسّر له من الطعام والشراب، ولا يرفض ما قُدّم له، ولا يطلب ما لا يجده، وقد روت عنه السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّه كان يحبّ الحلوى والعسل، فقالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ)، وكان -عليه الصلاة والسلام- يأكل اللّحم مطبوخاً ومشويّاً، وقد روى أبو هريرة عنه فقال: (أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة)، كما كان رسول الله يحبّ الثريد؛ وهو الخبز المقطّع المنقوع في مرق اللّحم، وربما يكون اللحم معه، وأكل -عليه الصلاة والسلام- الدّباء؛ وهو اليقطين أو القرع، وقد يجمع رسول الله بين نوعين من الطعام، فقد شوهد وهو يأكل الرُّطب مع ثمر القثاء، ولم يرد عنه أنّه عاب طعاماً قط، فإن أراده أكله، وإن لم يُردْه تركه، فقد روى ابن عباس عن خالد

بن الوليد أنّه دخل على خالته ميمونة، فوجد عندها ضبّاً كانت أختها قد أهدتها إياه، فقدّمته للنبي ليأكل منه، فقالت إحدى النساء: أخبروا رسول الله أنّه ضبّ، فلما علم ذلك امتنع عنه، فسأله خالد إن كان أكله حراماً؟ فأجابه بالنفي، وإنّما لم يكن الضّباب في بلده، لذلك تعافُهُ نفسه، فأكل خالد منه ورسول الله ينظر إليه. وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصبر على الجوع حتّى يظهر أثر ذلك على صوته، وقد يصل به الأمر لِأَن يربط حجراً على بطنه ليُسكِت جوعه، وأحياناً يمرّ شهرٌ وأكثر دون أن يوقَد في بيته نار الطعام، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- وقالت: (إنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إلى الهِلَالِ، ثُمَّ الهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ، وما أُوقِدَتْ في أبْيَاتِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَارٌ، فَقُلتُ يا خَالَةُ: ما كانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الأسْوَدَانِ: التَّمْرُ والمَاءُ).

وكان -عليه الصلاة والسلام- يستخدم في أكله أصبعه الوسطى والإبهام والسّبّابة، فقد جاء عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ كانَ يأْكلُ بثلاثِ أصابعَ، ولاَ يمسحُ يدَهُ حتَّى يلعقَها)، وكان يتجنّب الأكل والشرب عندما يكون متّكئاً على جنبه الأيمن أو الأيسر، لِما في ذلك من التكبّر، ولا يأكل مما أُهديَ له حتى يأكل منها أصحابها، وذلك لِما حصل معه في الشاة المسمومة التي أُهديت له يوم خيبر، ومات بعض أصحابه منها، وكان النبيّ يكره أن يأكل الطعام الساخن، ويتركه حتى يذهب بخاره.

يبدأ النبيّ طعامه بقول: "بسم الله"، ويأمر من معه بالتّسمية، ويقول لهم: (إذا أكَلَ أحدُكُم فليذكُرِ اسمَ اللَّهِ تعالى، فإن نسِيَ أن يذكرَ اسمَ اللَّهِ تعالى في أوَّلِهِ فليقُلْ: بسمِ اللَّهِ أوَّلَهُ وآخرَهُ)، ثمّ إذا فرغ من طعامه قال: (الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مبارَكًا، غيرَ مَكْفيٍّ، ولا مودَّعٍ، ولا مُستغنًى عنهُ ربَّنا).


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى