صنعاء: احتلال الجنوب كان خطأ ومكيدة أوقعنا فيها صالح

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> عمدت سلطات الأمر الواقع المسيطرة على محافظات الشمال إلى مغازلة الجنوب والظهور بشكل المتودد والمتأسف جرَّاء غزو الجنوب في العام 2015. بالتزامن مع حراك سياسي في الجنوب لاستعادة الدولة وفك الارتباط عن الشمال، يرافقه اعتراف إقليمي ودولي بمركزية القضية الجنوبية.

وبثت قناة الهوية التابعة لجماعة الحوثي، نهاية الأسبوع الماضي، حوارا مع القائد العسكري الأول داخل الجماعة في حروبها الستة وأحد أهم قياداتها العسكريين، عبدالله عيضه الرزامي، وخصص الحوار في بدايته للحديث عن الجنوب، وعن موقف مؤسس الجماعة حسين الحوثي بمعارضة حرب صيف 94م ضد الجنوب، حين كان عضواً لمجلس النواب آنذاك، وزعم بأن هذا الموقف كان السبب في نفي الحوثي إلى إيران وشن الحروب لاحقا ضد الجماعة في صعدة.

الرزامي أدلى في الحوار بتصريح لافت، اعتبر فيه احتياج جماعة الحوثي للجنوب عام 2015م بانه "خطأ" وزعم بأن ذلك كان "خدعة" من قبل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح "انتقامًا لموقفنا في حرب 94م"، الذي زعم بأنه "أكسب محبة كبيرة لحسين الحوثي في قلوب أبناء الجنوب".

وكان رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع التابعة لقوات الحوثي اللواء عبدالله يحيى الحاكم، قال في تصريحات صحفية أمس الأول، إن "ترتيبات خفية يتم اتخاذها في المجال السياسي والدبلوماسي والعسكري في المحافظات الجنوبية بشكل واضح".

وزعم الحاكم حرص جماعته على تحقيق السلام، كاشفا عن تخوف الحوثيين مما قال إنها "أسوأ الاحتمالات من قبل الطرف الآخر، الذين يعيدون ترتيباتهم في المحافظات الجنوبية بشكل واضح".

وخلال الفترة الأخيرة تزايدت محاولات جماعة الحوثي في مغازلة أبناء الجنوب والتودد إليهم، ومحاولة طمس جرائمها بحقهم أثناء اجتياحها لمناطق ومدن الجنوب عام 2015م.

وبحسب مراقبين فإن محاولات جماعة الحوثي بالتودد إلى أبناء الجنوب وإنكار اجتياح المليشيات لمناطق الجنوب عام 2015، يعكس حجم العجز الذي يعتري الجماعة عسكريا جراء الهزائم القاسية التي تتلقاها مليشيات الجماعة على يد المقاومة الجنوبية منذ 8 سنوات.

أبرز هذه المحاولات كانت الخطوة التي أقدمت عليها الجماعة مؤخرا بإطلاق سراح اللواء فيصل رجـب، الذي أسرته أثناء المعارك التي قادها الرجل مع عدد من القيادات العسكرية الموالية للشرعية في محافظة لحج في مارس 2015م، في محاولة لمنع قوات الجماعة من اجتياح العاصمة عدن.

إطلاق الجماعة للواء فيصل رجـب، جاء استجابة للوفد القبلي الذي قدم من محافظة أبين إلى صنعاء بتنسيق مسبق معها عبر قيادات إخوانية متواجدة في مسقط، في خطوة كان الهدف منها ظاهره التودد إلى أبناء الجنوب وباطنه محاولة إثارة الفتنة المناطقية بينهم، إلا أنها فشلت في ذلك.

فظهور الرجل بعد إطلاق سراحه وهو يعاني صعوبة بالغة في المشي على قدميه، أعاد التذكير بالمعاملة القاسية التي لاقاها من قبل جماعة الحوثي في سجونها، وكيف سمحت له بالتواصل مع أسرته هاتفيا لمرَّتين فقط ولدقائق محدودة طيلة الثماني سنوات التي قضاها في الأسر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى