بوساطة عمانية.. ​الإفراج عن موظف إغاثة بلجيكي ودبلوماسي إيراني

> مسقط «الأيام» العرب:

>
​حققت الدبلوماسية العمانية إنجازا جديدا ينضاف إلى رصيدها، بعد أن قادت وساطتها إلى تنفيذ صفقة تبادل سجناء بين إيران وبلجيكا.

وأطلق الجمعة، سراح موظف إغاثة بلجيكي مسجون في إيران، في المقابل أفرجت بروكسل عن دبلوماسي إيراني متهم بتورطه في عملية تفجير إرهابية، قبل أكثر من عامين.

ويأتي نجاح الوساطة العمانية قبل يومين من زيارة يعتزم السلطان هيثم بن طارق القيام بها إلى طهران، والتي من المرجح أن تبحث جملة من الملفات المشتركة ومنها الدور العماني في مسار تطبيع إيران لعلاقاتها مع عدد من الدول العربية.
وترتبط عمان بعلاقات وثيقة مع طهران وخصومها على السواء وهو ما مكنها من تحقيق إنجازات دبلوماسية مهمة ومنها تلك التي هي في علاقة بتبادل سجناء.

وقال بيان للديوان السلطاني العماني امتثالًا لأوامر السُّلطان هيثم بن طارق لتلبية التماس الحكومتين الإيرانية والبلجيكية للمساعدة في تسوية قضية الرعايا المُتحفظ عليهم في البلدين، أسفرت المساعي العُمانية عن اتفاق الجانبين على صفقة للإفراج المُتبادل، حيث تم نقل المُفرج عنهم من طهران وبروكسل إلى مسقط الجمعة تمهيدًا لعودتهم إلى بلدانهم.

وثمّنت سلطنةُ عُمان في البيان الروح الإيجابية العالية التي سادت المُباحثات في مسقط بين الجانبين الإيراني والبلجيكي، وحرصهما على تسوية هذا الملف الإنساني.

وألقي القبض على موظف الإغاثة أوليفييه فاندكاستيل أثناء زيارة إلى إيران في فبراير 2022 وحُكم عليه في يناير بالسجن 40 عاما والجلد 74 جلدة بتهم من بينها التجسس.

وأدين الدبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي في بلجيكا عام 2021 فيما يتصل بمؤامرة تفجير تم إحباطها في فرنسا وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما، ورفض كل بلد التهم الموجهة لمواطنه ووصفها بأنها ملفقة.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في وقت لاحق الجمعة “بينما أتحدث الآن، فإن البلجيكي أوليفييه فاندكاستيل في طريقه إلى بلجيكا. إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيكون معنا هذا المساء حرا طليقا أخيرا”.

وأضاف دي كرو "الليلة الماضية نُقل أوليفييه إلى عُمان حيث تمت رعايته من قبل فريق من الجنود والدبلوماسيين البلجيكيين. وخضع في الصباح لعدد من الفحوصات الطبية لتقييم حالته الصحية وتمكينه من العودة في أفضل ظروف ممكنة".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تغريدة على تويتر، "أسدالله أسدي، دبلوماسيّنا البريء الذي اعتقل بشكل غير قانوني في ألمانيا وبلجيكا لأكثر من عامين في انتهاك للقانون الدولي، في طريقه الآن إلى الوطن".

وكانت بلجيكا أعلنت في أبريل الماضي أنها "تنظر" في طلب طهران المتعلق بنقل الدبلوماسي الإيراني. وقال رئيس الوزراء آنذاك "صحيح أن إيران طلبت رسميا استرداد (أسدالله) أسدي"، مضيفا "ننظر حاليا في هذا الطلب".
وأقرّ البرلمان البلجيكي في يوليو 2022 معاهدة لتبادل السجناء مع إيران رأت فيها الحكومة فرصة لإطلاق فاندكاستيل. ودخل النص حيّز التنفيذ في 18 أبريل الماضي.

وملفّ تسليم أسدي حسّاس جدا بالنسبة إلى الحكومة البلجيكية التي تصطدم باحتجاج من المعارضين الإيرانيين في المنفى. ويرى معارضون أن السماح بعودته إلى طهران يرقى إلى مستوى تشجيع “إرهاب دولة” الذي تمارسه إيران.

واتهمت مجموعة معارضة إيرانية في المنفى بلجيكا بدفع “فدية مخزية”. وقال “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” ومقره باريس في بيان إن "الإفراج عن الإرهابي، فدية مخزية للإرهاب واحتجاز الرهائن"، معتبرا أن ذلك "سيشجع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران على مواصلة جرائمها".
ويرى متابعون أنه بغض النظر عن الجدل المثار حول عملية التبادل التي جرت، ومدى صحتها، فإن الثابت أن عمان أثبتت مجددا أنها محل ثقة الحكومات الغربية، التي تلجأ إلى وساطتها في كل هزة مع طهران.

ويشير المتابعون إلى أن عمان حققت على مدى الأشهر الماضية نجاحات مهمة في الوساطة لإطلاق سراح سجناء غربيين لدى إيران.
وكانت الوساطة العمانية نجحت في أكتوبر الماضي في الإفراج عن المواطن الأميركي باقر نمازي، وهو أحد أربعة أميركيين طالبت واشنطن بالإفراج عنهم في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم مع طهران.

كما يحسب لعمان دورها في إطلاق سراح البريطانيتين من أصول إيرانية، نازانين زاغاري – راتكليف وأنوشه آشوري في مارس من العام الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى