الشراء بالتقسيط للأضحية وسيلة لذوي الدخل المحدود في لحج

> هشام عطيري

> يسعى العديد من المواطنين والعاملين والموظفين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك على شراء الأضحية، التي تعد إحدى شعائر الإسلام، وسنة يتقرب بها المسلمون إلى الله، ولكن المواطن البسيط غير قادر على شراء تلك الأضحية وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي في الأسواق وخاصة الأنواع البلدي التي وصلت قيمتها إلى أضعاف مضاعفة من قيمة راتب الموظف.


الشراء بالتقسيط للأضحية أصبحت وسيلة الكثير من العمال والموظفين ذوي الرواتب المنخفضة في توفير أضحية العيد لأسرهم فيما لجأ آخرون لشراء تلك الأضحية بهدف إعادة بيعها وتوفير مبلغ مالي يساعده في مصاريف العيد.

أحد الموظفين قال إن راتبه الشهري يصل إلى خمسين ألف ريال وهذا الراتب بالكاد يغطي معيشة الحياة اليومية لأسرته وغير قادر على شراء قيمة الأضحية نقدا، وهو ما دفعه إلى شراء تلك الأضحية بالتقسيط حيث بلغت تكلفتها مبلغ 200 ألف ريال تقسط عليه شهريا مبلغ عشرون ألف ريال على مدى عشرة أشهر لإدخال الفرحة والبهجة على أطفاله قائلا: لقد لجأت لهذه الطريقة رغم صعوبتها، فلم يتبق لدي من الراتب سوى ثلاثين ألف ريال بعد التقسيط الشهري، وهو ما يدفعني إلى بذل جهد كبير وإيجاد عمل إضافي يساعدني في توفير مبالغ مالية لأسرتي حيث أن 30 ألف ريال، لا توفر قيمة كيس دقيق ناهيك عن المواد الغذائية الأخرى ومتطلبات العيد، في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار وانهيار العملة.


قضية الاستدانة في توفير الأضحية ومدى مشروعيتها فقد أوضح أحد المشايخ في حديث لـ "الأيام " قائلا : "إذا استدان وهو قادر على أداء الدين يجوز أن يستدين ويستحب، ولكن إذا يعلم أنه لا يستطيع على أدائه فلا يجوز له أن يستدين"

هناك من يسعى من الموظفين محدودي الدخل والفقراء للاستدانة في شراء الأضحية من التجار، ليس بهدف أن يضحي، ولكن لتوفير مبلغ مالي يساعده على مواجهة غلاء المعيشة.


الموظف م. ن قال إنه يسعى من خلال الشراء بالدين للأضحية من حساب راتبه الشهري لغرض بيع هذه الأضحية، وتوفير مبلغ من المال ليساعده في مجابهة الحياة اليومية، مشيرًا إلى أنه أخذ أضحية بالدين كلفته 200 ألف ريال بقسط شهري 20 ألف ريال على عشرة أشهر، قام ببيعه في السوق بـ 105 ألف ريال وهو ما يعني أنه خسر95 ألف ريال من قيمة الأضحية، بهدف توفير هذا المبلغ المالي قائلا: "أنا غير قادر على أن أضحي، ولكن دفعني احتياجي لمبلغ مالي، للدخول في برنامج الدين عبر إدارتي، وتوفير أضحية من التاجر لأبيعها في السوق، احتياجي للمال ضروري لأسرتي وأطفالي، رغم أن هذا المبلغ الذي تحصلت عليه من بيع الأضحية لن يستمر طويلا، في ظل ظروف الحياة ومتطلبات العيد، ودفع أجزاء من الديون التي على كاهلي".


أغلب المحتاجين للتقسيط في شراء الأضحية هم الموظفون والعاملون ذوو الدخل المحدود في مختلف مرافق العمل الحكومي، وهي وسيلة اتبعها الكثير من العمال في كل المناسبات، وأصبحت عادة لهؤلاء العمال في الشراء بالتقسيط، على حساب رواتبهم الشهرية الضئيلة.

خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى