لحج.. أضاحي العيد لمن استطاع إليها سبيلًا

> صلاح بن غالب

> ارتفعت أسعار الأضاحي في أسواق محافظة لحج (جنوب اليمن) إلى مستويات غير مسبوقة، أثقلت كاهل المواطنين، بطريقة توشك أن تحرمهم من فرحة العيد.

يأتي هذا في ظل ظروف معيشية يكابدها اليمنيون البسطاء، وسط تأخر صرف المرتبات، بالإضافة إلى تدهور سعر العملة المحلية، الذي ألقى بتأثيراته على مختلف السلع المستوردة.

وضع كهذا جعل الحصول على الأضاحي أمرًا ليس في متناول المواطنين اليمنيين بمحافظة لحج، الذين استطلع «المشاهد» آراءهم وأوضاعهم المعيشية، وقدرتهم على شراء المواشي.

لمن استطاع إليه سبيلا

وأوضح الشيخ القبلي سليمان العطري "أن أضحية العيد صارت لمن استطاع إليها سبيلا؛ نتيجة غلاء أسعارها مقارنة بما يعيشه المواطنون من واقع مرير ووضع اقتصادي ينهار دون أي اكتراث من قبل الحكومة.

وأضاف العطري، أن المواطن صار مقيدًا بأغلال الغلاء الهستيري والارتفاع الجنوني للأسعار في كل شيء، فخلال الثلاثة الأشهر الماضية مرّ علينا رمضان ومتطلباته، ثم عيد الفطر واحتياجاته، والآن حلّ عيد الأضحى ومتطلباته من أضحية وملابس وغيرها.


ولفت إلى أنه أمام متطلبات العيد، تقزم الراتب الحكومي فصار لا يساوي أكثر من 60 دولارًا، ولا يصرف إلا بعد مدة تتراوح ما بين 3- 6 أشهر، وإذا جاء فسرعان ما يغرق في بحر الديون -حد وصفه-

نزيف الريال والحرب

المواطن وليد سعيد قال: "إن سعر الأضحية ”الماعز البلدي” تراوح ما بين 200- 250 ألف ريال يمني، بينما تراوح سعر الأضحية ”الضأن البلدي” ما بين 150- 290 ألف ريال يمني، مقابل وصول سعر الأضحية من الثيران إلى أكثر من مليون ريال يمني.

وأضاف سعيد أن سبب ذلك يرجع إلى استمرار الحرب الدائرة في اليمن، وارتفاع تكاليف تربية الماشية؛ نتيجة غلاء الأعلاف والأدوية البيطرية للوقاية من نفوقها، وتباعد الطرقات البديلة عن الوعرة عند عملية النقل.

المواشي المستوردة

وفي ذات السياق، قال أحد تجار الأضاحي منصور المقرمي: "إن زيادة أسعار الأضاحي هذا الموسم جاء بسبب استيراد المواشي بالعملة الصعبة من الصومال.

ويتضاعف هذا الوضع في ظل تراجع العملة المحلية، فضلا عن ارتفاع أجور النقل وارتفاع إيجار الحضائر داخل الأسواق، وفرض جبايات غير قانونية أثناء النقل، كل ذلك ضاعف من ارتفاع أسعار الأضاحي.

وضع كارثي

مواطنون كثر تحدثوا: "أن الغلاء المعيشي، وضعف القدرة الشرائية عند المواطن منعهم من الحصول على أضحية لأفراد أسرهم، الأمر الذي سيحرم العديد من العائلات من الاستمتاع بهذه المناسبة الدينية.

وأضافوا أنه يتوجب على الحكومة وداعميها وضع معالجات حقيقية لوقف نزيف العملة المحلية؛ للتخفيف من جور الغلاء المتصاعد يوما بعد آخر، ورفع سقف الأجور والمرتبات؛ بما يوفر لقمة عيش كريمة للموظف الحكومي ومن يعول.

يشار إلى أن تأثيرات الصراع المسلح في اليمن الذي دخل عامه التاسع على التوالي قد تسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وصار ثلثا السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط تراجع العملة المحلية ووصول سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 1380 ريالا يمنيا، وسعر الريال السعودي إلى 370 ريالا يمنيا.

تراجع الإنتاج المحلي

إثر الصراع الجاري في اليمن على كمية إنتاج اليمن من اللحوم الحمراء. فقد انخفض الإنتاج المحلي للحوم الحمراء في اليمن من 255.8 ألف طن في 2014 إلى 136.8 ألف طن في 2018، حسب دراسة لمجلة اتحاد الجامعات العربية للعلوم الزراعية نشرت في 2019. ويستهلك اليمن نحو 371.5 ألف طن سنويا من اللحوم الحمراء والدواجن، ويؤمن قطاع الدواجن نحو 68 % من الاحتياج، يغطي الإنتاج المحلي للدواجن النصف منه بواقع 50 %، حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

"المشاهد نت".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى