تدهور المعيشة يغلق شركات توصيل وجبات الطعام في صنعاء

> «الأيام» الشرق الأوسط:

> أدى التدهور المعيشي والاقتصادي الحاد في العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية، أخيراً، إلى قيام 4 شركات محلية ناشئة من أصل 10 شركات عاملة في توصيل وجبات الطعام بإغلاق أبوابها وتسريح عمالها، نتيجة تراجع الإقبال على الاشتراك بخدماتها. بحسب ما أكدته مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».

وأوضحت المصادر أن بعض تلك الشركات لا تزال تصارع من أجل البقاء في صنعاء وسط معاناة يكابدها العاملون فيها، في ظل استمرار التراجع الذي يشهده سوق توصيل الطعام في مناطق عدة تحت سيطرة الجماعة الحوثية.


وكان سوق توصيل الطعام في صنعاء ومحافظات أخرى شهد قبل نحو ثلاث سنوات انتعاشاً طفيفاً أثناء تفشي فيروس «كوفيد - 19»، حيث لجأ يمنيون وقتها بدافع الخوف إلى طلب الطعام «أون لاين» عوضاً عن الذهاب إلى المطاعم.

ويأتي في مقدمة شركات توصيل الطعام الواقعة مقراتها في صنعاء شركات «توصيل، تساهيل، وجباتي، سفري، زادي، طلباتي، تجربتي، النعيم، السريع»، حيث تعمل كوسيط بين المطاعم وطالبي خدمة الطعام، ويتم التوصيل مقابل دفع رسوم الخدمة عبر الدراجات النارية والهوائية.

حاجة لتجويد الخدمة

يقول خالد محمد، وهو مشترك سابق بالخدمة، إن توصيل الطعام عبر الإنترنت تعد فكرة جيدة في اليمن، لكنها لا تزال رديئة جداً ولم ترق للمستوى المطلوب، مقارنة بما تقدمه شركات أخرى في دول عربية من خدمات ممتازة في هذا المجال.

وأوضح أن استغناءه منذ فترة عن الخدمة يعود إلى ارتفاع سعر خدمة التوصيل التي تصل إلى ما يعادل 8 دولارات عند طلب وجبة واحدة، إلى جانب سعر وجبة الطعام.

ووصف مشترك آخر من إب معظم تطبيقات توصيل الطعام في مركز المحافظة (مدينة إب) بـ«السيئة جداً». وقال إن الطلبات تصل إليه متأخرة، موضحاً أنه طلب قبل أيام وجبة غداء لكنه ظل منتظراً وقتها نحو نصف ساعة لوصول تأكيد الطلب، وأعقبه الانتظار ساعة أخرى لحين وصول طلبه إلى المنزل.


وشكا مشتركون آخرون من وجود سلبيات عديدة في تطبيقات الشركات، منها عدم وجود طريقة الدفع الإلكتروني إلى جانب الدفع الكاش، واستمرار اختيار المسؤولين عن الخدمة مطاعم بعينها وعدم إدراجهم مطاعم أخرى ضمن التطبيقات، إضافة إلى عدم وجود حوافظ طعام صحية لدى عمال التوصيل.

ويؤكد مسؤول في شركة توصيل بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الخدمات التي يقدمونها دائماً لا تنال إعجاب المشتركين. وقال: إنه في حال حدوث أي إخفاق أو تأخير للوجبات فالسبب يعود إلى إدارة المطعم، وليس إلى القائمين على التطبيق أو العاملين في خدمة التوصيل.

تراجع في الإقبال

المسؤول تحدث عن معاناة يكابدها العاملون بذلك القطاع؛ في مقدمها تراجع إقبال الناس على الاشتراك بالخدمة، مناشداً ملاك المطاعم والعاملين في التوصيل الالتزام بجودة الخدمة، بهدف الحفاظ على ما بقي من الشركات العاملة.

وعن طبيعة الوجبات، يقول عامل توصيل في صنعاء، إن غالبية طلبات المشتركين تتركز على الوجبات الخفيفة والسريعة، خصوصاً عند الإفطار والعشاء، مضيفاً: أن طلبات الغداء تتركز على الأرز الأبيض مع الدجاج ووجبات يمنية أخرى مثل السلتة والزربيان العدني، والبروست والسلطات والمشكلات بأنواعها.


وتكاد تخلو طلبات المشتركين - بحسب العامل - من المأكولات باهظة الثمن، كالأكلات البحرية والمشويات والمندي والحنيذ والمقلقل والعقدة والفحسة، وهي أكلات يمنية يضاف إليها عند إعدادها كميات من اللحوم.

يشار إلى أن كثيراً من العاملين في شركات توصيل الطعام في صنعاء وغيرها، هم من الموظفين الحكوميين ممن توقفت رواتبهم منذ سنوات.

وكان الآلاف من السكان في مناطق سيطرة الحوثيين اتجهوا بعد تصاعد معاناتهم نتيجة انحسار فرص العمل واتساع رقعة الجوع والفقر والبطالة وانقطاع الرواتب، إلى العمل في مهن مختلفة ومتعددة، منها تأسيس مشروعات متواضعة، أملاً في الحصول على مصدر دخل لأسرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى