روائي يمني يكتب في قالب صوفي ظروف الحرب ومآسيها

> صالح البيضاني:

> ​أحمد قاسم العريقي كاتب وروائي يمني حاصل على جائزة السرد اليمني عام 2022 وجائزة محمد عبدالولي للرواية عام 2023. يكتب العريقي في مجموعة متنوعة من المجالات الأدبية، بما في ذلك الرواية والقصة القصيرة والشعر.

تتميز أعمال العريقي باهتمامها بالقضايا الاجتماعية والسياسية اليمنية. وفي هذا الحوار يتحدث العريقي عن كتاباته وشغفه بالأدب ومستقبل الرواية اليمنية.

  • وقت للرواية

تدور الكثير من أعمال العريقي، ومن بينها روايته “باهوت يفرس” الفائزة مؤخرا بجائزة محمد عبدالولي للرواية، في قالب صوفي. وعن سبب ذلك يقول لـ”العرب”: “عشنا في الماضي في القرية في مجتمع يجل الصوفية، حيث لا تنقطع فيها قراءة الموالد والحضرة، وهو ما أثر فينا.

أقدر الفكر الصوفي كثيرا، هو فكر محب للبشرية جميعا يرى أن الإنسان أيا كان جنسه ودينه روح من روح الله، فكر يدعو إلى المحبة والسلام بين البشر، والصوفية يزهدون في السلطة ولا يسعون وراءها تحت أي ذريعة، ينتقدونها كما انتقد الصوفي أحمد بن علون حكام بني رسول”.

ويضيف “لم أدرِ أنني أميل إلى الفكر الصوفي إلا من خلال أعمالي، فروايتي الأولى ‘تعرية’ فيها شخصية صوفية، ورواية ‘يوم مات الشيطان’ تدعو للمحبة والسلام بين البشر

ونبذ العنف والتطرف، وفي روايتي الأخيرة ‘باهوت يفرس’ تحدثت كثيرا عن الفكر الصوفي وبالذات فكر أحمد ابن علوان وتطرقت إلى فترة الحكم التي عاشها”.

يوصف العريقي بأنه كاتب غزير الإنتاج على الصعيد الروائي، وعن السر خلف هذه الغزارة الإبداعية وهل هي نتيجة وقت فائض أم تجربة حياة حافلة، يقول لـ”العرب”: “أنا أكتب في السنة ثلاث روايات ومن ثم أعيد قراءة كل رواية وتنقيحها وأعطيها الوقت الكافي التي تستحقه وأسابق بها في الجوائز العربية، إذا لم تنجح أعيد مراجعتها وتحسينها. ثم إنني أرى الوقت من ذهب حتى في عملي في المركز الوطني لعلاج الأورام إذا وجدت فراغا أقضيه في مراجعة الرواية. وهناك عامل آخر اكتسبته من خلال كتابة الرواية وهو الخبرة التي تأخذك إلى الاحتراف”.

  • غياب أكاديمي

 يعتبر العريقي أن الكثير من الزخم السردي الذي يشهده اليمن، يعود الفضل فيه إلى نادي القصة الذي يلعب دورا في إنعاش الحركة السردية في اليمن، ويضيف “نادي القصة الذي يرأسه محمد الغربي عمران، لعب دورا في إخراج جيل من الروائيين في اليمن وهذا الرجل الوحيد في اليمن الذي يخدم المشهد الروائي اليمني بقوة، من خلال تشجيع الكتاب على قراءة الكتب المتعلقة ببناء الرواية وتقنياتها، وعلى الصعيد الشخصي استفدت كثيرا من النصائح التي يقدمها الغربي عمران”.

بدأ العريقي مشواره الأدبي قاصا وشاعرا قبل أن يتحول إلى كتابة الرواية، عن مشواره هذا وإمكانية عودته إلى القصة مجددا بعد أن أبحر في عوالم الكتابة الروائية، يقول “بدأت أولا في كتابة المقامة (مقامات

العريقي) وهي عمل نقدي بأسلوب المقامات ثم اتجهت إلى الشعر ثم القصة القصيرة ثم الحكاية الشعبية بالعربية والإنجليزية ومن ثم الرواية التي يبدو أني أدمنت كتابتها، وفي الوقت نفسه أكتب الشعر بين الحين والآخر، وبالذات الشعر الغنائي”.

نسأل العريقي عن الحرب وأين مكانها في سردياته؟ فيجيب “نحن ننقل آلامنا وما يعانيه الوطن من كوارث داخلية ومؤامرات بقلب سردي شيق لا يمل المرء من قراءته وفي جميع أعمالي الرواية ما عدا روايتي الأولى التي كتبتها قبل 2011، والتي مزجت فيها بين التصوف والفلسفة، وكل أعمالي التالية تطرقت فيها إلى الحرب وبشاعاتها على الصعيد الإنساني”.

وعن الغياب شبه التام للحركة النقدية في اليمن وخصوصا فيما يتعلق بالرواية، وكيف يتعامل مع هذا الفراغ النقدي وكيف يتلقى ردود الفعل على أعماله؟ يقول العريقي لـ”العرب”: “المشهد النقدي غائب لعدم اهتمام أساتذة الجامعات في هذا المجال.

هناك فقط نقد انطباعي لا يرقى إلى تحسين أداء الرواية. أساتذة الجامعات لم يسهموا في تقدم المشهد الروائي اليمني حتى أنهم لا يدرسون الروايات اليمنية في الجامعات. ولا أجدهم يبحثون عن الرواية اليمنية الناضجة التي تعبر عن حقيقة المشهد الثقافي اليمني وتعكس واقع السرد الأدبي”.

العرب اللندنية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى