من هو سلوان موميكا الذي يثير ردودا غاضبة بحرق القرآن

> ستوكهولم "الأيام" العرب:

> ​كان سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي أثار موجتي غضب في أقلّ من شهر لتدنيسه القرآن في ستوكهولم، رجلاً يميل إلى التحفظ، لكن ماضيه في العراق حافل بنشاط سياسي واحتجاجي وصلات مع مجموعات مسيحية مسلّحة.

في 28 يونيو داس الرجل الذي يبلغ من العمر 37 عاما نسخة من القرآن قبل أن يدسّ فيها قطعا من لحم خنزير ويحرق بضع صفحات منها أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في اليوم الأول من عيد الأضحى. ونظّم الخميس تجمّعا جديدا سمحت به الشرطة السويدية داس خلاله مصحفا ومزّق صفحات منه أمام سفارة العراق.

في المرتين، تحدّى سلوان موميكا متظاهرين معارضين كانوا ينتقدون تصرّفه وواجه إهاناتهم بابتسامة متكلّفة. وقال في 28 يونيو إن ما قام به يهدف إلى تنبيه المجتمع السويدي إلى "خطر هذا الكتاب".

قبل انتقاله إلى منفاه في السويد، تشير حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى محاولته الانخراط في العمل السياسي في العراق، بما في ذلك صلات له مع مجموعة مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

انضم سلوان، بعد اجتياح تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، محافظة نينوى ومدناً عراقية أخرى عام 2014، إلى فصيل مسلح مسيحي يعرف باسم "بابليون"، قبل أن ينشق عنه، ويشكل “كتائب روح الله عيسى بن مريم” المنضوية تحت أحد فصائل الحشد الشعبي.

يقول عن نفسه إنه "عراقي ليبرالي علماني ملحد، ومعارض للحكومة والنظام العراقي، وقد أسس وترأس حزب الاتحاد السرياني بين أعوام 2014 – 2018".

ولد سلوان في قضاء الحمدانية التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراقي، ذي الغالبية المسيحية السريانية، وانتقل بعد إنهاء دراسته الابتدائية مع عائلته إلى مدينة بغداد، قبل أن ينتقلوا جميعاً إلى مدينة أربيل في كردستان العراق.

شارك في التظاهرات الواسعة ضد الفساد في العراق في نهاية 2019، الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي قمعتها السلطات بقسوة وقتل خلالها أكثر من 600 شخص.

خطّط موميكا في البداية للقيام بعمله في ستوكهولم في فبراير، لكن الشرطة حظرت التجمّع آنذاك، مشيرة إلى خطر إخلاله بالنظام العام. وطعن المنظمون في منع التظاهرة وأصدرت محكمة إدارية في بداية أبريل، ثم محكمة الاستئناف الإدارية في منتصف يونيو، قرارا لمصلحتهم.

وردا على سؤال لصحيفة “أفتونبلاديت” السويدية في أبريل، أكد سلوان موميكا أنه لا يهدف إلى “المسّ بهذا البلد الذي استقبله وحافظ على كرامته”، موضحا أنه يأمل أن يمنع القرآن في السويد. لكن سلوكه المثير للجدل سبّب مشكلة دبلوماسية للحكومة السويدية.

وأثار تصرّفه في 28 يونيو إدانات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في تركيا التي تنتظر ستوكهولم ضوءا أخضر منها لتنضمّ السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). ودعت منظمة التعاون الإسلامي ومقرّها السعودية إلى اتخاذ تدابير جماعية لمنع حرق مصاحف مرة أخرى.

وفي بغداد، اقتحم أنصار رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر السفارة السويدية لفترة وجيزة. وأدانت الحكومة السويدية ما وصفته بـ”العمل المعادي للإسلام"، وفتحت الشرطة تحقيقا في “التحريض ضد مجموعة عرقية" لأن إحراق المصحف حدث أمام مسجد. لكن هذا الاستنفار و"آلاف التهديدات بالقتل” التي تلقاها سلوان موميكا على حدّ قوله، لم تضعف تصميمه.

وقال لصحيفة "إكسبريسن" السويدية "في غضون عشرة أيام، سأحرق العلم العراقي والقرآن أمام السفارة العراقية في ستوكهولم"، نافيا أن تكون أفعاله "جرائم كراهية".

ودفع قرار السويد السماح بالتجمّع الثاني، العراق إلى الردّ بطرد السفيرة السويدية في بغداد وتعليق ترخيص مجموعة "إريكسون" السويدية العملاقة لمعدات الاتصالات في البلاد.

وأُحرقت السفارة السويدية في بغداد خلال تظاهرة جديدة لمؤيدي مقتدى الصدر، وجرت تظاهرات في العراق وإيران ولبنان الجمعة، وأعلنت إيران أنها لن تقبل بالسفير السويدي الجديد بعد انتهاء مهام سلفه ولن تعيّن سفيرا لها في ستوكهولم.

وفرقت القوات الأمنية العراقية في وقت مبكر صباح السبت المئات من المحتجين المناصرين لمقتدى الصدر الذين حاولوا دخول المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث تقع خصوصاً مقرات سفارات غربية، في تحرّك جديد ضدّ تدنيس القرآن.

وأفاد مصدر حكومي وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن قوات الأمن العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع لصد المئات من المحتجين أثناء محاولتهم الوصول إلى السفارة الدنماركية في بغداد في ساعة مبكرة من صباح السبت بعد أنباء عن حرق مصحف في الدنمارك.

ويقول مراقبون إن المجموعات الشيعية تريد استثمار حادثة حرق القرآن للمزايدة على بعضها البعض وكسب التعاطف في الشارع العراقي خاصة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي ركب الموجة منذ اللحظة الأولى للعودة إلى الواجهة.

على مواقع التواصل الاجتماعي، علّق سلوان موميكا القادم من محافظة نينوى (شمال) على أخبار العراق بالتعبير عن خيبة أمله من السياسة والتنديد بحركة مقتدى الصدر.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله السبت إن من يرتكبون "جريمة تدنيس القرآن" يجب أن يواجهوا "أقسى عقوبة" وطالب السويد بتسليمهم لمحاكمتهم في الدول الإسلامية.

وقال خامنئي في بيان نقلته وسائل الإعلام "يتفق جميع علماء المسلمين على أن من يدنس القرآن يستحق أقسى عقوبة.. وواجب تلك الحكومة (السويدية) تسليم الجاني إلى الأنظمة القضائية في الدول الإسلامية".

وعقب تحركّه الخميس، نشر على فيسبوك رسالة تعهّد فيها "بمواصلة مواجهة الفكر الإسلامي والمتاجرين به حتى يتمّ حظره". ويعيش والد سلوان موميكا صباح متى في ألمانيا، وقد أعلن قبل حادثة حرق المصحف بنحو ثلاثة أشهر براءته منه بسبب مشاكل أسرية.

وحال الغضب من فعل سلوان واضح للعيان في منطقته، حيث يقول بعض السكان المحليين المسيحيين إنهم يخشون من أن أفعال سلوان "ستتسبب  للمسيحيين في العراق بالقلق خوفاً من استخدام ذلك من قبل بعض المتطرفين المسلمين كحجة للاعتداء علينا".

وأقرّ سلوان موميكا في أوائل يوليو بأن لديه طموحات سياسية في السويد قائلاً إنه يأمل في أن يترشح يومًا ما للبرلمان عن حزب الديمقراطيين السويديين المناهض للهجرة. وردّ الحزب المؤيد للحكومة الائتلافية الحالية برئاسة أولف كريسترسون أن تصرفات سلوان موميكا لا تمثّله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى