من 1990 إلى اليوم والشباب يدفعون فاتورة الإخفاق السياسي بين عدن وصنعاء

> محمد رائد

> دفعت الظروف التي تعيشها البلاد، من الناحية الاقتصادية في توسع الفجوة المالية بين صنعاء وعدن، إلى جانب الأوضاع التي تمر بها البلاد جراء الحرب للعام التاسع على التوالي، آلاف الشباب إلى الانخراط مع أطراف الصراع والجماعات المسلحة وممارسة ظواهر دخيلة، وينبذها المجتمع خلاف إدمانه على الممنوعات.

وفي هذا الصدد، قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي مؤمن السقاف في حديثه لـ "الأيام": "يلجأ الشباب إلى العنف والمخدرات والتطرف والانضمام للجماعات الإرهابية، بسبب الفراغ والوضع الموجود حاليًا، وكذا عدم وجود أشياء تشغلهم".

وأشار السقاف إلى إن هدف المجلس الاستراتيجي يسعى لتمكين الشباب في جميع المجالات المختلفة كلٌّ حسب اختصاصه.


وأضاف السقاف: "إن الشباب جزء من الوضع والواقع في العاصمة عدن والذي نعيشه في تردي الخدمات، لكن نحن نعوِّل بشكل كبير على الشباب في تغيير هذا الواقع، الشباب لديه الطاقة ولديه الطموح وعنده القدرة على ترجمة رؤية من هم أكثر خبرة في جميع المجالات، لتحويلها إلى أرض الواقع".

ولفت مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون الشباب والرياضة إلى أن التعيينات الأخيرة التي قام بها المجلس، وإعادة هيكلة المجلس والقوات الأمنية في الفترة القادمة، كلها ستعتمد على الشباب، وظهر جليا في تعيينات هيئة الرئاسة والدوائر، وسيكون نصيب الشباب أكبر في الفترة القادمة، لأن الشباب هم الحاضر والمستقبل، مضيفا نحن لا ننكر جهود من هم أكثر خبرة، لكن هذه الفترة فترة الشباب لنعطيهم الفرصة ويكون واقعًا جديدًا لعدن وشبابها.

وتابع مؤمن السقاف: "الرياضة هي أكبر وسيلة لمواجهة الإرهاب والتطرف، ونحن نسعى إلى تفعيل الأنشطة الرياضية، وستكون خلال الشهر القادم عودة عجلة دوران الرياضة في أمور سيتم الإعلان عنها في قريبا بالتواريخ والمواعيد المحددة لها".
مؤمن حسن السقاف
مؤمن حسن السقاف


من جانبه قال لـ "الأيام" المهندس نزار ناصر هيثم، رئيس الهيئة الشبابية للمجلس الانتقالي الجنوبي: "إن المخدرات هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال التي كانت قائمة في الجنوب منذ عام 1994م".
نزار ناصر هيثم
نزار ناصر هيثم


وواصل المهندس نزار هيثم هذه رسمت بعناية لكي يتم تدمير الأجيال الجنوبية وشبابها، وبالتالي ما يحصل الآن هو ثمرة لهذا التخطيط الجهنمي، الذي قادته تلك العصابة الإجرامية، ودورنا بكل تأكيد إنهاء هذه الآفات الدخيلة على مجتمعنا، بالتوعية وكذا إشراك الشباب بالأنشطة السياسية والرياضية والثقافية، وسيكون الشباب الواجهة التي ستتصدى لهذا المشروع الدخيل.

ولفت رئيس الهيئة الشبابية :"حال الشباب في العاصمة عدن ينطبق على حال الشباب في المحافظات الجنوبية، فيجب أن ندعمهم في رسم السياسة المستقبلية التي سيقودونها هم".


وأضاف هيثم في اليوم العالمي للشباب نستذكر أرواح العديد من الشباب الذين ضحوا بأرواحهم لكي يتم تحقيق الهدف المنشود، وهو استعادة الوطن الجنوبي، وآخر ضحاياه القائد الشهيد عبداللطيف السيد، أحد الشباب الرائعين الذي ضحَّـى بحياته في سبيل مكافحة الإرهاب والتي هي آفة مجتمعية دخيلة على مجتمع الجنوب، وسيتم اجتثاثها بفضل أبطاله وبقية الشباب في القوات المسلحة الجنوبية.

وتابع المهندس نزار هيثم: "إنه واجب علينا أن نضع السياسات العامة التي يجب أن ينتهجها هؤلاء الشباب بحكم أنهم لا يمتلكون الخبرة، وبالتالي يجب أن تبذل بشكل كبير، لكي يستطيعوا أن يديروا مستقبلهم ولذلك لا بد أن تكون هناك دورات كثيرة وورش للتأهيل، وخاصة أن هناك قرارًا لمجلس الأمن رقم (2050) الذي يدعم هذا الأمر ويحث على مشاركتهم في صنع السلام والقرار".

من جانبها وأشارت المحامية نيران حسن سوقي رئيسة هيئة الإغاثة والأعمال الإنسانية في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى أن واقع الشباب في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام واقع مؤلم جدا، هناك الكثير من الشباب وخصوصا من بعد جيل العام 1990م أصبح بطريقة ممنهجة من قوى الشمال التي سيطرت على الجنوب منذ تلك الفترة. تدمير ممنهج لعقول الشباب إيمانا منها بأن الشباب هم عماد المستقبل في أي دولة.

وأكملت :"عانى الجنوب الكثير منذ عام 90 وحتى هذه اللحظة من تهميش وإقصاء للشباب وتدمير عقول الشباب بإدخال المخدرات، إضافة إلى التسيب في التعليم والذي هو أساس ارتقاء الشعوب".

ولفتت سوقي إلى أن غياب الوعي والثقافة والبطالة التي جعلت من الشباب يتنصل عن تحمل المسؤولية في أي قرار ممكن أن يتخذه، إضافة إلى الوضع الإنساني الذي يعيش فيه الشعب، لا يستطيع أن يتعلم، ولا يستطيع أن يكمل دراسته نتيجة غلاء الأسعار.

وحول حوادث العنف التي حدثت في العاصمة عدن مؤخرا، قالت نيران سوقي: "نحن لا نستطيع أن نحلل كل الأسباب، لكن ما زالت الإجراءات القانونية تجري لتعريف ما هو السبب الرئيس، الذي جعل من هؤلاء الشباب يرتكبون مثل هذه الجرائم".
نيران حسن سوقي
نيران حسن سوقي


وأشارت المحامية نيران سوقي إلى أن توعية الشباب من خلال إقامة الورش والندوات واحتواء الشباب، والمفروض هي مسألة قانونية وأخلاقية أمام الحكومة، أنها تركز على هذه الفئة، ولدينا وزير الشباب والرياضة، ومن المفترض أن البرامج التي ننفذها في المجلس الانتقالي الجنوبي، تكون الوزارة قد نفذتها من سابق، ومنحوا الشباب من تلك المساحة البرامجية ما يمكن.

إلى ذلك قال خالد محسن الخليفي وكيل قطاع الرياضة في وزارة الشباب والرياضة: "شبابنا في هذه الأيام في ظل هذه الظروف التي يمر بها الوطن ظروف الحرب، ما زال الشباب موجودًا على الساحة، ويقوم بدوره الفعَّـال في كل المجالات على مستوى العاصمة عدن وعلى مستوى الوطن بشكلٍ عام".
خالد محسن الخليفي
خالد محسن الخليفي


وقال الكريحي كنعان رئيس دائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي: "نسعى بطريقة عامة إلى أن تحدث نقلة نوعية في عملية الواقع الشبابي، واقع شباب الجنوب اليوم عانى كثير من التهميش والتدمير خلال المرحلة السابقة، ونحن بعون الله مع المخلصين من الشباب نسعى إلى انتشال هذا الواقع المحزن، واستبداله بواقع جديد يصنعه الشباب بسواعدهم".

وحول قصص العنف الأخيرة، أشار كنعان إلى أن الجريمة تظل جريمة بكل أنواعها ومقاييسها، هناك تغييب وعي لذا يجب تنبيه الشباب من مخاطر حمل السلاح وتجنب المخدرات وما ينتج عنها من تفكك النسيج المجتمعي ويجب علينا أن نقف ضد الجريمة مهما كانت.

وتابع رئيس دائرة الشباب والرياضة أن البطالة والامتناع عن التعليم هي من أسباب عزوف الشباب عن الوعي والتثقيف.

مستطردًا أن الدولة خارجة من وضع حرب، متمنيًا أن تعود الدولة حتى يحظى الشباب بمجتمع واعٍ ينعم بالأمن والسلام.

ومن خلال "الأيام" كشف الكريحي كنعان رئيس دائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي، أنه بصدد إنشاء مجلس تنسيقي يضم اتحادات طلاب الجامعات، لإيجاد مخرج حقيقي للطلاب وتوحيد جهودهم وضمهم وربط مشكلاتهم ومعالجتها. [img]الكريحي كنعان.copy.webp[/img]

وتابع أنه في جانب المجتمع المدني نسعى إلى إيجاد شراكة حقيقية مع المبادرات الشبابية ورأينا أنها فعَّالة في هذا الجانب وحظيت بدور كبير ولنا علاقتنا معها وكلنا شركاء في العمل المجتمعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى