محمد بن زايد.. من عدن إلى العلمين

> دون مقدمات ظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الساحل الشمالي المصري وسط حفاوة الناس صغارًا وكبارًا رجالًا ونساءً يصافحونه ويلتقطون الصور التذكارية معه، وهو بكل تواضع يبادلهم الحديث والابتسامات. أجمل ما في المشهد المصري يبقى عفوية كل شيء تناقلته اللقطات والصور القادمة من مدينة العلميْن، فما حدث كان أزهى ما يمكن التعبير عنه من محبة الناس الصادقة لشخص الرجل الأقوى في الشرق الأوسط، وأحد أهم الشخصيات السياسية الدولية.

حجم التقدير والاحترام لشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، امتداد للتقدير والاحترام ذاته والإجلال لشخصية والده المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

توارُث الخصال المحمودة سمة من سمات الشخصيات القيادية، فلقد كان الوالد طيّب المعشر محبًا للناس حاضنًا لهم، لا يفرق بين أحد منهم، فكل من يعيش على أرض الإمارات هو ابن من أبنائها. زايد الذي قال يومًا مقولته الخالدة «الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، واللي يجينا حياه الله»، لم يكن استثنائيًا فلقد ترك من بعده رجالًا وبنات استثنائيين، حملوا الخصال والقيّم الإنسانية النبيلة، ولم يتركوا شيئًا من الإرث الطيب لوالدهم إلا كانوا عليه.

الرجال يُعرفون في الشدائد فهكذا عَرَف المصريون كما كل العرب الإمارات من بعد تأسيسها، فلقد كانت أول من ساند الجيش المصري بعد أن حطم خط بارليف وعبر القناة. فلم تكتفِ بأن أوقفت إمدادات النفط بل كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول قائد عربي يلتقي الرئيس السادات.

التعبير الحقيقي عن الأمن القومي العربي هو جوهر العقيدة السياسية الإماراتية، وحجم الإدراك لمفهوم الأمن يحرك السياسة. ففي كل أزمة تتقدم القيادة لتكون في المقدمة دائمًا، وعلى ذلك يتم استيعاب زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس، طيب الله ثراه، للعاصمة الجنوبية عدن عندما عُزلت عن محيطها الإقليمي بعد الاستقلال حتى فتحت لها الإمارات الأبواب، فكان المشهد الخالد آنذاك باستقبال الشيخ زايد حينما غصت الشوارع بمئات الآلاف من الناس لتحيته تقديرًا وإجلالًا له.

عدن وكل أنحاء الجنوب تتوق لاستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، فهذه أمنية تمتلئ بها نفوس الملايين، فكما كان الوالد وفيًا كان ابنه وفيًا سخيًا كريمًا شجاعًا في مواجهة كربة عدن الكبرى.

الدم الإماراتي الذي سقى تراب عدن والمكلا وأنحاء البلاد لا يوازيه أي وفاء سيقدمه الجنوبيون لتلك الوقفة المشهودة. في مليونية الوفاء لدولة الإمارات سبتمبر 2019 خرجت الجموع وأنشدت فخرًا وفرحًا نشيد الإمارات الوطني بعد نشيدها الجنوبي، من سقطرى إلى الغبضة، ومرورًا بالشحر وعتق وزنجبار ولحج والضالع، وحتى التواهي قضى الناس يومهم للتعبير عن محبتهم للإمارات وشيوخها.

لا غرابة أن ترى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سوق من الأسواق الإماراتية، أو في بيت أحد من المقيمين قبل المواطنين، فهذه مسألة معتادة، وحتى وإن رأيته يسير من دون حراسة في الإسكندرية أو بغداد أو دمشق أو نواكشوط أو مراكش، فهذه أيضًا مسألة عادية. فالرجل الذي وقف مع الإنسان في أزماته سيكون محفوظًا من ربه الأعلى، وساكنًا في القلوب بين الصدور.

في جائحة كورونا والناس يتخطفهم الخوف سرت عبارته «لا تشلون همّ» كالنسيم شفت النفوس وأزالت الكدر والخوف، قوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في عقيدته الصادقة، فهو مؤمن بأن الله مع الحق وأن الحق مؤيد بالله، ولا عجب فمنْ أحسنَ للناس أحسن الله إليه، وقد قال الله في كتابه العظيم: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».

* كاتب يمني
صحيفة الاتحاد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى