محامٍ يفند "القصد الجنائي والقصد الاحتمالي" في مقتل حنين البكري

> عدن "الأيام" ريم رامي :

> تحدَّث لـ "الأيام" المحامي وضاح الفداوي حول قضية الرأي العام الطفلة المقتولة (حنين إبراهيم البكري) قائلًا "لقد كان حكم القاضي عصام جرز في قضية مقتل المجني عليها معصومة الدم حنين البكري بإعدام القاتل حسين محمد حسين هرهرة رميًا بالرصاص حتى الموت صحيح، فقد استند القاضي في حكمه على القصد الاحتمالي ونص المادة (9) الفقرة الثانية من قانون الجرائم والعقوبات اليمني.

مردفًا وهذا شرح للقصد المباشر والقصد الاحتمالي مع الأمثلة لبروفيسور القانون الجنائي الدكتور علي حسن الشرفي في كتابه النظرية العامة للجريمة شارحًا القصد الاحتمالي والفرق بينه وبين القصد المباشر.
وضاح الفداوي
وضاح الفداوي


وأضاف ينقسم العمد أو القصد الجنائي وفقًا لمعيار الإرادة ومدى رغبة الشخص في تحقيق نتيجة معينة إلى قصد مباشر وقصد احتمالي.

القصد المباشر وهو أن يقصد الشخص نتيجة معينة مباشرة من فعلته، ويعبر عن رغبته في تلك النتيجة بكافة التصرفات الدالة على تلك الرغبة.

ومثاله (أخذ زيد سلاحه وذهب إلى عمرو ووقف أمامه ووضع السلاح باتجاه رأسه وقال له تشهد على روحك وأطلق عليه النار بدون أي وجه شرعي فسقط عمرو قتيلًا) والحكم في هذه الحالة القصاص "الإعدام" وهذا واضح وبدون شك لتحقق العمد.

وتابع الحقوقي الفداوي حديثه لـ "الأيام" أما القصد الاحتمالي فيقول الدكتور علي حسن الشرفي هو ذلك القصد الذي من حيث التوقع يتوقع فيه الفاعل حدوث النتيجة التي تحققت من قيامه بذلك الفعل.

ومن حيث تقبل النتيجة هو الذي يكون عند الفاعل أن تتحقق تلك النتيجة أو لا تتحقق، أي أن رغبته في حصول النتيجة تساوي أو تزيد قليلًا عن رغبته في عدم حصولها، وهو يعتبر عمد مثله مثل القصد المباشر.

ومثال ذلك (شخص يتقنص ببندقيته على حيوان أو جماد في مكانٍ مزدحم بالبشر، ولم يصدر منه أي تنبيه أو تحذير أو أي فعل من شأنه أن يحذر الناس الموجودين قرب الهدف أو خلفه للابتعاد، فقنص إنسانًا كان يسير في تلك الزحمة خلف أو بجانب الهدف الذي أراد أن يتقنصه، فما الحكم هنا؟).

الإجابة: تحقق العمد في الفعل والعقوبة ستكون هي الإعدام.

وأكمل المحامي الفداوي في قضية المجني عليها حنين البكري قام الجاني بإطلاق أعيرة نارية باتجاه السيارة التي كانت على متنها الطفلة حنين وشقيقتها راوية وقد كانت السيارة في شارع مزدحم بالبشر وكانت النتيجة مقتل حنين وإصابة راوية وقد كان يتوقع موت أحد المارة حيث كان الشارع مزدحمًا بالبشر.

وأما من حيث تقبل النتيجة فقد تساوى لديه أن تصيب رصاصاته السيارة التي كان يطلق النار عليها، أو تصيب أي إنسان كان يمر في تلك الزحمة، فالأمر سيان بالنسبة إليه، بدليل أنه أطلق رصاصاته في شارع مزدحم بالناس ولم يصدر منه أي تحذير أو تنبيه لمن كانوا قريبين من موقع السيارة التي كان يريد إطلاق النار عليها ناهيك عن علمه بازدحام المكان بالناس ومع ذلك قام بإطلاق النار على نفس المكان، وعلى هذا يكون حكم عدالة المحكمة على قاتل الطفلة حنين البكري بالإعدام رميًا بالرصاص حتى الموت، صحيح حتى وإن لم يكن يعلم بوجود المجني عليها وشقيقتها داخل السيارة.

حيث نصت المادة (9) الفقرة الثانية من قانون الجرائم والعقوبات اليمني.

ويتحقق القصد كذلك إذا توقع الجاني نتيجة إجرامية لفعله فأقدم عليه قابلًا حدوث النتيجة.

بمعنى أن هذه المادة من قانون الجرائم والعقوبات اليمني قد أعلنت بوضوح أن توقع الفاعل النتيجة الإجرامية كافٍ لقيام العمد وإن اتجهت الإرادة لتحقيق نتيجة أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى