الإرهاب في الساحل الأفريقي.. أرقام مفزعة ودوافع معقدة

> «الأيام» العين الإخبارية:

> بينما يحتفي العالم باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، تواجه منطقة الساحل في أفريقيا واقعا مؤلما بسبب زيادة وتيرة هذه الآفة.

فمنطقة الساحل الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تحولت، بحسب تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2023، إلى بؤرة للإرهاب في الوقت الراهن.

إذ سجلت هذه المنطقة أكبر عدد من الوفيات جراء الإرهاب عام 2022، مقارنة بجنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعين.

وشكّلت الوفيات في منطقة الساحل 43% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم عام 2022، مقارنة بـ1% فقط في 2007.

وتشكل بوركينا فاسو ومالي، 73% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في منطقة الساحل عام 2022، و52%من جميع الوفيات الناجمة عن الإرهاب في دول جنوب الصحراء الكبرى.

وسجل البلدان زيادات كبيرة في العمليات الإرهابية، مع زيادة الوفيات في بوركينا فاسو بنسبة 50% إلى 1135 قتيلا، وفي مالي بنسبة 56% إلى 944 قتيلا.

وباتت الهجمات في هذين البلدين أكثر فتكاً، مع تزايد عدد الضحايا في كل هجوم بنسبة 48% بدءا من عام 2021.

وتُنسب معظم الهجمات في هذين البلدين إلى جماعات متطرفة مجهولة، على الرغم من نشاط تنظيمي "داعش" وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في هاتين الدولتين.

وامتد العنف في بوركينا فاسو أيضًا إلى البلدان المجاورة، حيث سجلت توغو وبنين أسوأ درجاتهما على الإطلاق في مؤشر الإرهاب العالمي.

كانت الزيادة في العمليات الإرهابية في منطقة الساحل هائلة، حيث ارتفعت بنسبة تزيد على 2000% في السنوات الخمس عشرة الماضية.

وفاقم الوضع السياسي في منطقة الساحل هذه الزيادة، بوقوع 6 محاولات انقلاب منذ عام 2021، نجحت أربع منها.

وعن الدوافع الأساسية لهذه الهجمات، جاءت ندرة المياه، ونقص الغذاء، والاستقطاب العرقي، والنمو السكاني القوي، والتدخلات الخارجية، والمنافسة الجيوسياسية، والصراع على مناطق الرعي، ونمو الأيديولوجية السلفية الإسلامية العابرة للحدود الوطنية، والحكومات الضعيفة. بحسب مؤشر الإرهاب العالمي.

وتمتد منطقة الساحل الأفريقي بعرض القارة الأفريقية أسفل شريط الصحراء الكبرى، من السنغال وموريتانيا في الشمال الغربي، إلى جيبوتي وإريتريا، وإثيوبيا، في القرن الأفريقي، وصولا إلى بوركينا فاسو ومالي، والنيجر، وتشاد، والسودان.

الناجون.. خوف في الذاكرة

وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، الذي صادف أمس الإثنين، تحت شعار: "الإرث: البحث عن الأمل وبناء مستقبل سلمي"، ما يزال بعض الناجين من الإرهاب يعيشون في خوف.

وقالت ليليان مونييفا، الكينية التي نجت من انفجار قنبلة في نيروبي عام 1998 استهدف سفارة الولايات المتحدة: "في ذلك اليوم، كنت في المبنى أعمل مع لجنة خدمة المعلمين. كنا نعمل بشكل روتيني، ولم نتوقع حدوث شيء سيئ. كنا مشغولين بممارسة أعمالنا المعتادة عندما وقع الانفجار الأول. ومن المضحك أنني لم أسمع الانفجار الثاني مطلقًا، لاعتقادي أنني كنت ميتة".

وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية، تصاعد الهجمات الإرهابية في كينيا لتخلف ما لا يقل عن 30 قتيلاً من أفراد الأمن في الأجزاء الساحلية والشمالية الشرقية من البلاد، بسبب الكمائن التي نصبتها حركة الشباب الصومالية.

وأمام اللجنة البرلمانية للأمن القومي والدفاع والعلاقات الخارجية، أكد كيثور كينديكي، أمين مجلس الوزراء الكيني للداخلية وإدارة الحكومة الوطنية، أن الحكومة ستعزز الدوريات في المناطق المتضررة من حركة الشباب والجماعات الأخرى.

ووفقا لتقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2023، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي، تصدر تنظيم داعش والجماعات الموالية له، تليها حركة الشباب، وجيش تحرير بلوشستان، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين كأكثر التنظيمات الإرهابية دموية في العالم، عام 2022.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى