متقاعدون يناشدون رفع رواتبهم التي لا تواكب معيشتهم البائسة

> وئام عبدالله الزميلي:

>
ليس هناك سيولة كافية لصرف رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين

> حيث كانت مكاتب بريد (المنصورة، وخور مكسر) مكتضتين بكبار السن، وفارغتين من النقود -كما يقول أحد المتقاعدين- يقفون في طوابير طويلة تحت الرطوبة العالية، ودرجات الحرارة المرتفعة، على أمل أن يستلموا رواتبهم الضئيلة التي لا تسد احتياجاتهم الأساسية، والبؤس الأشد من ذلك أن الصرف كان ليومٍ واحد فقط، بعدها أغلقت مكاتب البريد أبوابها أمام الموظفين المتقاعدين، كونهم ليس لهم مال كافٍ لتكملة صرف رواتبهم الضعيفة.

قال المتقاعد عرفات شهاب علي أحمد وهو متقاعد مدني من العمالة الفائضة، وعضو الهيئة الإدارية في جمعية المتقاعدين بالعاصمة عدن "أنا تقاعدت في 2008م وراتبي 30000 ريال ولا يتواكب مع هذه الأوضاع الاقتصادية، ولست أنا فقط من أعاني وإنما جميع المتقاعدين، وقدمنا عدة تظلمات للهيئة العامة للمعاشات واللجنة الرئاسية، ووجدنا استجابة ضعيفة من الهيئة وإلى الآن لم يحظَ جميع المتقاعدين بشيء، إلا نسبة بسيطة جدًا حظوا بتسوية ورفع زهيد لمرتباتهم.


 فنحن لا ننكر جهد الهيئة العامة لمعاشات المتقاعدين، لكنه بطيء، ونطالبهم برفع الجهد والعمل أكثر فلم نعد نستطيع العيش برواتبنا هذه".

وأشارت الأستاذة نجوى أحمد عبده متقاعدة من المعهد المهني، إلى أن تقاعدها كان في 2009م براتب 32000 ريال، لكن تم رفعه في الشهرين الماضيين إلى 54000 ريال، لكنها لا تكفي، وليس لها قيمة، ولا تسد الجوع العارم الذي نعيشه، فالأوضاع هذه تلزمك العمل بجانب عملك القديم، لكن كبر السن سبب لنا إعاقة، وهذا موت بالبطيء ونحن الضحية.

وأضاف المواطن علي أحمد سالم متقاعد من المؤسسة العامة للسياحة، بأنه بدأ العمل في العام 1968م وحتى عام 2004م، ومن ثم تقاعد وراتبه التقاعدي 31000 ريال بعد 36 سنة خدمة، لا يستطع حتى شراء السمك لعائلته، كون الكيلو الواحد 10000 ريال، وسلة الرز ب10500 ريال وهذه جريمة فعلًا، والمستشفيات عبارة عن تجارة لا يقدر أن يسعف نفسه أو أحد من أسرته، بسبب عدم قدرته على مواكبة رسوم المستشفيات، وندعو الله دائمًا بالعافية، نظرًا لما نعاني منه، والحالة يُـرثى لها والعملة بالحضيض والغلاء فاحش، والشعب يموت.

ولفت المتقاعد عارف سعيد العمري متقاعد من الجيش، إلى أن راتبه التقاعدي هو 25000 ريال يمني، والمبلغ الضعيف هذا يسعى خلفه ما يقارب الـ4 أيام ولم يستلمه إلى الآن، وهذا عذاب وظلم، والرواتب على حالها لم تزد، وفوق ذلك لا يستلمها براحة وسلام.

وقال المواطن أحمد حسن عبيد متقاعد من مؤسسة الصرف الصحي والمياه "إنني متقاعد منذ 30 سنة على راتب ومقداره 31000 ريال لا أكثر، ولم يزد ريال واحد إلى يومنا هذا، وأنا كوني المعيل الوحيد لأسرتي، ومسكني بالإيجار وأعاني كثيرًا، وناشدنا برفع رواتبنا وسعينا خلف ذلك لكن دون جدوى".

المواطنة نادية محمد صالح الغرباني تحدثت أنها تقبض راتب والدها المتوفى، وتعيش عليه لكنه زهيد جدًا 30000 ريال، وهو مبلغ لا يساوي شيئًا، فإذا كان ذوو الدخل العالي يعانون من الغلاء فكيف بذوي الدخل المحدود؟
وتساءلت ماذا نعمل؟ وإلى أين نذهب؟ وناشدت جميع الجهات المختصة برفع رواتب المتقاعدين التي ليست لها قيمة أصلًا.

وأشار المتقاعد المدني من مصنع السجائر عبدالسلام محمد حيدرة إلى أن راتبه قليل جدًا، وهو الوحيد الذي يقوم على شؤون أهله ولديه خمسة أطفال، ويقطن بمنزله بالإيجار، ولا يستطيع أن يفي بأبسط الحقوق لأولاده، بسبب ضعف راتبه، مضيفًا كلنا نعلم الغلاء المعيشي ومبالغ الإيجارات الفاحشة، والذي يعتبر راتبه ثلث سعر الإيجار.

ومن جهته قال المواطن قاسم أحمد عبدالله والمتقاعد من الجيش "نحن مظلومون، فراتبي 23000 ريال وهو ليس بقيمة عبوة زيت صغيرة، وأنا متقاعد حرب عام 1989م، ومصاب، حتى دفتر معاشي مكتوب عليه معاق، ومع ذلك لم يلتفت إليه أحد، وكله كذب في كذب وليس بوسعنا عمل شيء مع الأسف إننا ننتظر موتنا فقط".

أما المواطنة سعيدة محمد حسن لفتت إلى أنها جاءت لاستلام راتب زوجها المتوفى، وهو متقاعد من الهيئة العامة للأسماك، وراتبه 30000 ريال، الراتب لا يكفي شيئًا، ولديها ديون كثيرة، وابنها مبتور القدم، وعنده أطفال ولا يستطيع مساعدتي، حيث يكفيه همه، وأنا عاجزة عن العيش بكرامة الحياة البسيطة.


المواطن عبيد علي محمد العاقل وهو متقاعد من شركة التجارة الداخلية، أوضح بأنه متقاعد من عام 2006م، ولا يستطيع شراء سلة دقيق براتبه، وصابر ما يقارب 30 سنة، ولم يستجيبوا لهم بزيادة الراتب ولم يضيفوا شيئًا يذكر، وسئموا من الوضع هذا والعيش المظلم الذي لا نور له.

ومنذ العام 2009م والمواطن عوض عبدالله محسن من إدارة التربية والتعليم، يستلم راتب 96000 ريال، وعندما يقارن معاشه الشهري بالحياة المعيشية التي في هذا الزمان، يجد أنه لا يستطيع أن يلبي متطلبات أسرته الأساسية، ولا أن يقبض مرتبه من العاصمة عدن، بل من مكتب بريد المنصورة أو مكتب بريد خور مكسر، وإلى الآن لم يستلم شيئًا، وكل ما يسمعه دائمًا تعالوا غدًا فالنقود قد نفدت.

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى