عدن ساحة معركة إثنية بين المهاجرين الإثيوبيين

> عدن «الأيام» خاص:

> ​مصدر أمني يوضح لـ "الأيام" تفاصيل مواجهات الإثيوبيين
مواجهات الأورمو والأمهرة الأفارقة تخلف أضرارًا بالغة في الممتلكات الخاصة والعامة
مطالبة رسمية لمنظمة الهجرة الدولية بترحيل الأفارقة حفاظًا على أهالي عدن


> شهدت مديريتا المنصورة والشيخ عثمان في العاصمة عدن، أمس الجمعة، أحداث شغب عارمة ومواجهات عنيفة وجرائم جسيمة بين المهاجرين الأثيوبيين حيث نشرت الرعب بين أوساط المواطنين في المدينة.

وبدأت أحداث الشغب والفوضى التي أقدم عليها المهاجرون الأثيوبيون عقب مقتل مهاجر من القومية الأورمية على يد آخر من الأمهرة، وسرعان ما تبعها اندلاع مواجهات عنيفة بين المهاجرين الأفارقة من قوميتي الأورومو والأمهرة.
ووقعت الحادثة فجر أمس حيث أقدم مهاجر أثيوبي أمهري على ذبح مهاجر من القومية الأورمية.

وحدثت الواقعة بالقرب من جولة القاهرة في الشيخ عثمان بعدن وتسببت بحالة من الغضب في صفوف المهاجرين الأورومو الذين طاردوا في الشوارع المهاجرين الأمهرة.

وشهدت شوارع الشيخ عثمان والمنصورة ودارسعد بين الجانبين تدخلت على إثرها قوات الحزام الأمني وفرقت جموع المشاغبين.

وقال مصدر أمني إن جثة القتيل نقلت إلى مستشفى الجمهورية لحفظها في ثلاجة الموتى هناك.
ونشرت قوات الحزام الأمني عددًا من الأطقم لاحقًا لضبط الأمن في شوارع الشيخ عثمان.

وأصدرت إدارة أمن العاصمة عدن، أمس الجمعة، بيانًا حول الأحداث المؤسفة التي شهدتها عدد من المديريات بين مجاميع من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي.

وجاء في نص البيان: "تابعت إدارة أمن العاصمة عدن بحرص بالغ الأحداث المؤسفة التي شهدتها عدد من المديريات، يومي الخميس والجمعة، والناتجة عن شجار بين مجاميع من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، قبل أن تأخذ منحى تصاعديًا وأعمال شغب تسببت بأضرار بالغة في الممتلكات الخاصة والعامة.

وإزاء ذلك، كان حريًا بالأجهزة الأمنية، ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقها، التدخل لفض الاشتباك حفاظًا على الأرواح والسكينة العامة للمواطنين، وفق القواعد والإجراءات القانونية.


إنَّ ما شهدته عدن جراء هذه الأحداث المؤسفة يتطلب معالجة جذرية لمشكلة المهاجرين غير الشرعيين، وقد سبق لإدارة أمن العاصمة والسلطة المحلية والجهات الحكومية، أن ناشدوا في أكثر من خطاب ومناسبة جميع الجهات المعنية بهذا الشأن، دون أي استجابة.

تؤكد إدارة أمن عدن حرصها على تقديم كافة التسهيلات والشراكة والتعاون في سبيل إيجاد معالجة حقيقية لمشكلة الهجرة غير الشرعية، كما تجدد مناشدتها للمجتمع الدولي، ومنظمة الهجرة الدولية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وكافة الجهات ذات العلاقة، للتدخل العاجل، والتحرك وفق خطة عملية مزمنة لمعالجة هذه المشكلة التي تهدد أمن واستقرار المدينة.

وتهيب إدارة أمن عدن بوسائل الإعلام المحلية والدولية، توخي الحذر، واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الانسياق وراء المصادر المضللة، ونشر المعلومات المغلوطة".

إلى ذلك، ذكر شهود عيان أن الاشتباكات بين الأورمو دارت رحاها في شارع التسعين وجولة الكرّاع ومدينة البساتين لتمتد إلى جولة السفينة وصولًا إلى أسواق الشيخ عثمان وتنتهي في شارع بيروت.

وأوضح مواطنون محليون أن المواجهات كانت بين مجاميع من قوميتين إثيوبيتين تفترش جولات المديريات وتسببت بمقتل شخص من الأورومو الكراع إضافة إلى جرح بالعشرات، فيما ذكرت بعض المصادر المحلية أن عدد القتلى قد ارتفع لاحقًا إلى 5 أشخاص.

وأضافوا بأن المواجهات العنيفة بين المهاجرين الأثيوبيين تعود إلى أسباب وانتماءات دينية وقبلية أججت أعمال العنف بين الطرفين في مدينة عدن التي تضم الآلاف من الأثيوبيين الذين تكتظ بهم شوارع المدينة منذ سنوات ويفترشون الأرصفة والجولات.
وقال مصدر أمني لـ "الأيام" مساء أمس الجمعة "إن المهاجرين غير الشرعيين من الإثيوبيين في العاصمة عدن طالبوا بالعودة إلى وطنهم".


وأشار المصدر إلى أن قيادة مركز شرطة القاهرة ممثلةً بالعقيد محمد عمر عبدالله مدير المركز وبمعية النقيب عبدالحميد فضل وعدد من أفراد المركز قاموا بالنزول إلى الموقع الذي حدث فيه العراك وسيطروا على الوضع في أسرع وقت بدءًا من دوَّار السفينة مرورًا إلى شارع التسعين.
وكشف المصدر الأمني أن العديد من أبناء الجالية الأورومية (غير النظامية) توافدوا أمس الأول الخميس من دوّار السفينة وعلى امتداد خط التسعين حسب المصادر والمعلومات.

وبتوجيه من قائد مركز شرطة القاهرة نزلت قوة بقيادة النقيب عبدالحميد فضل، وبعد أن تحدث معهم قائد القوة تم اصطحاب عدد منهم إلى مقر المنظمة الإثيوبية للتحاور معهم حول أسباب التجمهر فردوا بأنهم يريدون العودة إلى وطنهم (إثيوبيا).
فقالت لهم المنظمة "إنها لا تستطيع أن تعيدهم إلى ديارهم بسبب الحرب التي تدور رحاها هناك".

مضيفًا المصدر أنه وبعدما تم إعادتهم إلى مكانهم تفاجأت القوة الأمنية أن الذين كانوا متجمهرين حدث بينهم عراك بالأيدي ورمي بالأحجار في شارع التسعين نتج عنه حدوث جريمة قتل لأحد الأفارقة أمام مطعم (بلحاف) وتم نقل الجثة إلى ثلاجة مستشفى الجمهورية في مديرية خور مكسر.

وقام عدد من أفراد مركز شرطة القاهرة بنقلهم إلى مقر المركز تمهيدًا لتحويلهم إلى مأوى مؤقت حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
ونقل المصدر أنه وفي عصر أمس الجمعة شنَّـت قوة أمنية من مركز شرطة القاهرة حملة ضبط على المهاجرين غير القانونيين الأفارقة بعد أن أحدثوا فوضى عارمة وأقلقوا السكينة العامة في المدينة.

من جهة أخرى كشف مصدر أمني آخر لـ "الأيام" أنه وبناءً على المعلومات الواردة فقد دارت اشتباكات بالعصي والحدائد بين أفارقة إثيوبيين (مسلمون، ونصارى) وقد تعرض أفريقي مسلم للقتل في شارع التسعين - حسب إفادات المواطنين والتحريات.

وعلى إثر ذلك تم نقل عدد من الأفارقة غير الشرعيين المتجولين في الشوارع بواسطة (دينا) ترافقها عدد من الأطقم إلى (حوش) مبنى المنظمة الأثيوبية في منطقة البساتين بمديرية دار سعد.
وأضاف المصدر أن الاشتباكات قد تجددت بعنف أمس الجمعة بين الإثيوبيين في العاصمة عدن حيث دارت مواجهات بالسلاح الأبيض في مديرية الشيخ عثمان.

وواصل المصدر أنه في بادئ الأمر رفض مستشفى 22 مايو في مديرية المنصورة استقبال جرحى الأفارقة الإثيوبيين، فتم تحويلهم إلى مستشفيات الجمهورية والصداقة، ولكن فيما بعد استقبل مستشفى 22 مايو حالتين من المصابين فقط، بينما تم تحويل الذين أصيبوا بجروح خطيرة إلى مستشفى أطباء بلا حدود.

هذا وناشد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية الشيخ عثمان العميد رياض درويش، مكتب الهجرة الدولية بسرعة ترحيل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين إلى مكان آخر خارج العاصمة عدن.

وأشار العميد رياض درويش أنه قبل أيام قامت مجاميع باقتحام إحدى بيوت المواطنين وبعض المحلات، مما تسبب بحالة من الاضطراب في المديرية وإدخال الذعر على قلوب المواطنين وإقلاق السكينة وعدم ارتياح المواطنين في مديرياتهم بسبب تواجد هذه المجاميع من المهاجرين الأفارقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى