خارطة "الهزات" في اليمن.. النشاط الزلزالي ومؤشرات الوضع الراهن

> «الأيام» خيوط:

> دفع الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب بالتزامن مع فيضانات ليبيا، إضافة إلى زلزال تركيا وسوريا وما أعقبه من هزات متتالية في السادس من فبراير الماضي 2023، إلى البحث في الوضع الجيولوجي وتتبع الخارطة الزلزالية والبركانية لليمن، استنادًا إلى تقارير وأبحاث ودراسات صادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية والمركز الوطني للمعلومات.

وتتأثر اليمن بعددٍ من أنظمة التصدع الموازية والمتعامدة على كلٍّ من البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تؤدي إلى حدوث الزلازل نتيجة إعادة النشاط أو الحركة على مستويات هذه الصدوع، نتيجة لقوى أخرى جديدة وبأي اتجاه، متسببة في حدوث حركات باتجاهات مختلفة وبإزاحات متباينة.

وتشكّل الأحداث المسجلة في البحر الأحمر وخليج عدن معظم ما يرصد في محطات الرصد الزلزالي اليمنية، إذ تتجاوز حصيلة زلازل خليج عدن 50 % من إجمالي النشاط الزلزالي ونحو 25 % في البحر الأحمر، وهذا يدل على أن كلًّا من البحر الأحمر وخليج عدن يتأثران بالوضع التكتوني، الناتج عن التكسرات في القشرة البحرية وحركة الصهر الجوفي، المتدفق من الشقوق الناتجة عن أنظمة التصدع في القشرة البحرية، بحسب مختصين جيولوجيين.

خارطة الزلازل ومناطقها وتبعاتها


واستنادًا إلى سجلات التاريخ الزلزالي في اليمن، والذي بدأ توثيقه بزلزال صحراء سبأ بمدينة مأرب في القرن السابع عشر، ومن خلال تتبع حدوث الزلازل في اليمن من حيث مناطق نشوئها وأسلوب تكرارها وفترات حدوثها وعودتها، يلاحظ أنّ النشاط الزلزالي في اليمن لا يحدث بشكل عشوائي، وإنما يكون مرتبطًا بمناطق التصدع الرئيسية عند حدود الصفائح أو الصدوع الثانوية داخل تلك الصفائح التكتونية أو مناطق الحقول البركانية النشطة، كما تشير بعض الدراسات التاريخية بأن تكرار الزلازل في جنوب الجزيرة العربية والبحر الأحمر وخليج عدن يحدث كل أربع سنوات وكل (20–30) سنة.

ويعتبر زلزال ذمار عام 1982، من أكبر وأهم الحوادث الزلزالية في جنوب شبه الجزيرة العربية، إذ خلف أكثر من 2500 قتيل وأضرارًا لأكثر من 12 ألف مسكن وعدد كبير من المرافق والخدمات، كما يعتبر زلزال صعدة عام 1941 من أقوى الزلازل التي ضربت اليمن، حيث خلف الزلزال حوالي 1200 قتيل ودمر 17000 منزل، حيث استمر تردد الهزات قرابة ثلاثة أشهر.

إضافة إلى زلزال العدين عام 1991، الذي ألحق أضرارًا كثيرة في الأرواح والممتلكات، حيث بلغ عدد الوفيات 12 شخصًا، كما شهد اليمن خلال السنوات الماضية العديدَ من الهزات الخفيفة والزلال التي تقل قوتها عن درجتين.

وتتعرض اليمن مؤخرًا، من وقت لآخر، للأعاصير والسيول التي تضرب البلاد بشكل مستمر، وتتسبب بأضرار مادية وبشرية عالية نسبيًّا، فخلال السنوات الأخيرة منذ العام 2015، ضربت اليمن عدة أعاصير، منها: تشابالا، ومكونو، وليان، حيث تسببت بفيضانات واسعة النطاق أودت بوفاة العشرات، وأسفرت عن خسائر بالمليارات في الممتلكات المادية والبشرية.

في السياق، تصنَّف البراكين الأحدث في اليمن، من حيث العمر والتكوين، في أطار البراكين الخامدة؛ نظرًا لأنها قد مرت فترة زمنية طويلة على ثورانها.

ما هي البراكين؟


هي تكسُّرات وشقوق وتجاويف على سطح الأرض، ومن خلالها يتسرّب الصهير، وتُقذَف المواد الصلبة، وتتصاعد الغازات والأبخرة.

أمّا الانفلاقات، فهي عبارة عن منخفضات نشأت بفعل التهشُّم الكامل لسماكة المنطقة الصخرية، تحت تأثير قوى التمدّد لأجزاء الصفائح. ويعتبر خليج عدن هو الأقدمَ في التكوين، وبدأ انفلاقه من الشرق باتجاه الغرب، ويلي ذلك انفلاق البحر الأحمر، بَدءًا بجنوبه وانتهاءً بشماله؛ نتيجة الحركات النسبية لأفريقيا، وتحديدًا الدرع النوبي والصومال وشبه جزيرة سيناء.

تعريف: تصنَّف البراكين الأحدث في اليمن من حيث العمر والتكوين، في إطار البراكين الخامدة؛ نظرًا لأنّها قد مرّت فترة زمنية طويلة على ثورانها، فعلى سبيل المثال: براكين الشريط الساحلي لخليج عدن، ومنها خرز، والخط الواصل بين منطقة عمران وعدن، فقد مضى على نشاطها بضعة ملايين من السنين.

ولعلَّ أحدث نشاط لبركان شقرة في أبين، قد تم قبل حوالي 260 ألف عام. وهكذا الحال بالنسبة للحقول البركانية في منطقة همدان (شمال غرب صنعاء)، ومنطقة صرواح– مأرب، وحتى منطقة ذمار- رداع، فكلّها من الناحية النظرية تعتبر خاملة.

سلسلة تراب اليمن:


يطلق عليها "البراكين الثلاثية"، وتنكشف في المناطق الغربية لليمن، بمساحة تُقدَّر بحوالي 42000 كيلومتر مربع، وسمك يصل إلى 2000 متر.

تقع الصخور البركانية في إطار الصفيحة العربية في غرب الجزيرة العربية، وتمتدّ على مسافة طولها 3000كم من اليمن عبر السعودية، والأردن، وسوريا. وتكوّن هذه الصخور مجتمعةً أحد أوسع النطاقات البركانية القلوية في العالم، مغطية مساحة تعادل ثلث مساحة اليمن.

في حين الأحجام الواسعة من الصخور الطفحية البركانية هي نتائج لاحقة لعدة عمليات جوفية في باطن الأرض، أدّت إلى تكوين الامتداد القارّي من خلال انفلاق خليج عدن والبحر الأحمر في الجزء الغربي لليمن، حيث تتكوّن تضاريس المرتفعات. ويبلغ أعلى ارتفاع فيها 3666م فوق سطح البحر، والمتمثّل بجبل "النبي شعيب" في صنعاء، الذي يعتبر أعلى قمة في اليمن.

وتحتل هذه الصخور مساحة، قدرها 50000 كيلومتر مربع؛ أي حوالي 10 % من المساحة الإجمالية للجمهورية اليمنية، وما يعادل 28 % من المساحة الكليّة للصخور البركانية في الصفيحة العربية.

التوزيع الجغرافيّ للبراكين في اليمن:

تنكشف في خمسة حقول: 1- صنعاء 2- ذمار 3- مأرب 4- عدن 5- شُقرة، وعلى مساحة تقدر بحوالي 9000 كيلومتر مربع، حيث تتكون من صخور البازلت والريوليت والتف، ويعود عمرها إلى الميوسين الأعلى، وحتى العهد الحديث (8 – 700 مليون سنة).

وتتكوّن من مجموعتين:

الأولى؛ وتحوي البراكين الواقعة ما بين جزيرة بريم وعدن، وهي نسبيًّا أقدم، وقد تكوّنت خلال الفترة الزمنية من 10 ملايين عام وحتى 5 ملايين عام.

الثانية؛ فهي تلك الواقعة شرق عدن، وتتضمن: شقرة – بئر علي – عتق وغيرها، كما يضاف إلى هذه المجموعة الحقول البركانية الداخلية، وهي: صرواح – مأرب – صنعاء – عمران – ذمار – رداع (جبل إسبيل، وجبل اللسي، وما بينهما)، وهذه المجموعة هي نسبيًّا أحدث، ونشأت فيما بين 5 ملايين عام وحتى وقتنا الحاضر.

وأهم البراكين التي حدثت في اليمن: جبل المرها في صنعاء – بئر برهوت في حضرموت – حقل بلحاف في شبوة – حقل ذمار – حرة السواد في أبين – جزر حنيش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى