هل ستتوقف أطماع إيران عند حدود صعدة؟

> قامت ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد النظام الملكي الإمامي، بينما كان الثوار بقيادة القوميين العرب مدعومين في ذلك الوقت من الزعيم جمال عبد الناصر، كان النظام الملكي  الإمامي مدعومًا من (المفاوض الاستراتيجي) في محادثات السلام اليوم.
قامت الوحدة على دمج نظامين جمهوريين، وإنشاء الجمهورية اليمنية وكانت أهم أسس الوحدة الاندماجية بين النظامين هي: النظام الجمهوري، التداول السلمي للسلطة، وتعدد الأحزاب وحرية الصحافة. وأهم فقرة في الدستور هي المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون، ومبدأ تساوي الفرص في التعليم والوظيفة العامة ووفق مبدأ الاستحقاق.

ووقع عن اتفاقية الوحدة في 22 مايو من عام 1990 الرئيس صالح نيابة عن الجمهورية في الشمال، والأمين العام للحزب الاشتراكي نيابة عن الجمهورية في الجنوب، وأسس الرئيس صالح حزب الإصلاح الذي كان ثاني أكبر حزب سياسي في اليمن، وقاعدته الشعبية من (الشوافع) إلا أن رئيس الحزب كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر( زيدي المذهب) و بدأ حزب الإصلاح منافسة صالح سياسيًا، وشن هجومًا واسعًا ضد صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام. كان صالح من أدهى العرب سياسيًا، فشارك حزب الإصلاح في الحكم، وأثبت لعامة الشعب أن حزب الإصلاح   أكثر فسادًا من أي حزب آخر عندما يكون بالسلطة، وعندما أراد صالح توريث حكمه لابنه توريثًا ديمقراطيًا، أثار ذلك حفيظة ابن رئيس الإصلاح الذي كان يعتبر نفسه أجدر وأصلح من(ابن الرئيس صالح).
تحالف حزب الإصلاح مع (حاكم نظام صنعاء اليوم)  ضد الرئيس صالح وضد الجمهورية، فقبل صالح على مضض الاستقالة ورفض الخروج من اليمن وظل يلعب بالقفز على رؤوس الثعابين وتحالف مع (الإمامة) وتم طرد حزب الإصلاح وقيادته من صنعاء، بل من كل أراضي اليمن الشمالي، وأثبت أن حزب الإصلاح ليس له أي قاعدة شعبية في اليمن، وأدرك صالح في أيامه الأخيرة أن تحالفه مع (الإمامة) أدى إلى سقوط الجمهورية، وهي آخر شعرة يمكن أن تعيده أو تعيد ابنه إلى الحكم فثار عليهم ولقي مصرعه.
قام نظام صنعاء المناصر لـ(الإمامة) باحتفال وعرض عسكري مهيب في21    من سبتمبر استمرارًا للتحول من النظام الجمهوري إلى النظام الملكي.

ففي يوم 21 سبتمبر 2014 احتلت (الإمامة) العاصمة صنعاء وسيطرت على مؤسسات الجيش وذلك بمساعدة   وتخطيط الرئيس صالح، ووضعت الرئيس المنتخب  عبد ربه منصور تحت الإقامة الجبرية.

فتحول الجيش الذي أسسه الرئيس صالح من جيش يحميه ويحمي نظامه، إلى جيش يحمي نظام صنعاء ويحمي الحكم الملكي، فالجيش اليمني كبقية الجيوش العربية ليست له عقيدة تحمي أوطانهم وشعوبهم، باستثناء جيش مصر العظيم الوحيد الذي خاض الحروب، دفاعًا عن الأمة العربية وليس فقط عن وطنه مصر.
وبعد أن قدم (المفاوض الاستراتيجي) الكثير من التنازلات لتعبيد الطريق أمام نظام صنعاء، من تحول الجمهورية إلى الملكية، وإعادة تموضعه من الثورة السبتمبرية الجمهورية الأم، وحنينه إلى الماضي الداعم للإمامة.

إلا أن اليوم غير البارحة، (وإمامة) اليوم غير (إمامة) الأمس. فالزيدية عقيدة لا تؤمن  بالجمهورية، و تؤمن أن الحكم (إلاهي) منزل على الإمام (السيد) ولا يحق لأحد أن يشاركه في الحكم، و ماغير ذلك ماهي إلا عقيدة (التقية).

 وقام نظام صنعاء بإلغاء جميع المبادئ التي قامت عليها الثورة السبتمبرية الأولى، وكذا إلغاء جميع الأسس التي قامت عليها الوحدة اليمنية مع إيمانهم الكامل أن القبائل اليمنية لا تصلح أن تحكم وأن الحكم فقط لأبناء (البطنيين) وأن سادة القوم هم الهاشميون العدنانيون أما (أصل العرب) اليمنيون القحطانيون ليس لهم من السلطة إلا الخضوع. مازال (المفاوض الاستراتيجي) يكمل مسلسل الأخطاء التي أوقعت الأمة العربية في أزمات متتالية، فهو أخطأ عندما وقف ضد الثورة السبتمبرية الأم، وضد زعيم القومية العربية،

وأخطأ عندما ساند الحرب ضد حامي الأمة العربية من أطماع التوسع الإيراني، وأخطأ عندما لم يجعل المناطق المحررة في الجنوب اليمني نموذجًا للتنمية والبناء، وقام بخلق مكونات ومليشيات، هدفها عدم استقرار الوضع سياسيًا، متحججًا بإمكانية انفصال الجنوب عن الشمال.

وبعد أن استطاع نظام صنعاء انتزاع تنازلات من (المفاوض الاستراتيجي) تبقى له الاعتراف الدولي بشرعية حكمه! سيقوم بتمثيلية الانتخاب والفوز بها كما نعرف جميعًا في بلادنا العربية، مالك السلطة غصبًا يفوز بالانتخابات بنسبة 99 % شرعًا. سقط شمال اليمن بيد الإمامة وستحكم (الإمامة) شمال اليمن إلى ما شاء الله.

ولن يسقط الجنوب أبدًا بيد الإمامة حتى وإن أراد (المفاوض الاستراتيجي) ذلك، فالجنوبيون يعشقون الجمهورية والنظام والقانون والعدل والمساواة.
وعلى (المفاوض الاستراتيجي) أن يدرك أن هذا لن يكون خطأ، سيكون سهمًا يصيب صاحبه بمقتل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى