صيادو أبين لـ "الأيام": شركات الاصطياد تجرف الثروة السمكية وتجبر الصيادين الدخول إلى مسافات بعيدة

> ماجد أحمد مهدي

> ارتفاع أسعار معدات ولوازم الاصطياد تجبر الصيادين على الجلوس في البيوت

> مع تدني المخزون السمكي في  سواحل محافظة أبين خلال السنوات الماضية بفعل عملية الاصطياد الجائر وغير المنتظم من قبل شركات الاصطياد التي لا تحافظ على الثروة السمكية من الاندثار وهو ما أثر سلبًا وبشكل مباشر على شريحة الصيادين ونشاطهم في البحر، حيث وصل حال كثير من الصيادين إلى الحضيض واضطروا إلى الدخول إلى مسافات بعيدة بحثًا عن مختلف أنواع الأسماك، ناهيك عن ارتفاع  معدات ولوازم الاصطياد وعدم قدرتهم على شراءها وتجاهل دور الجمعيات السمكية في النهوض بأوضاع منتسبيها عن طريق تقديم القروض والضمانات من مؤسسات بيع المعدات السمكية لممارسة نشاطهم وتحسين وضع أسرهم المادي وتسديد ما عليهم من ديون وعلى المنظمات الدولية تلمس هموم ومعاناة الصيادين بصورة استثنائية وخصوصا هذه الأيام.

تنشيط أوضاع الصيادين

عبدالله محمد محول
عبدالله محمد محول

أوضح الأخ عبدالله محمد محول السلال أمين عام الاتحاد التعاوني السمكي فرع أبين في تصريح  لـ "الأيام" قائلا: "نحن نقوم حاليا بأعمال تنشيطية للصيادين لانتشالهم من وضعهم المتردي نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية الذي يمرون بها من غلاء المعيشة وصعوبة توفر مادة البترول الذي يحتاجها الصياد باستمرار حيث وصل حال الكثير منهم إلى مرحلة عدم الوفاء بالتزاماته اليومية تجاه أسرته ولذا نسعى الآن إلى تفعيل عمل الجمعيات السمكية في محافظة أبين من خلال حصر الأسماك التي تذهب للتجار دون أن تخصم الاستقطاعات للجمعيات وخصوصا صنف(الحبار) لكي تستفيد الجمعيات من تلك الاستقطاعات في النهوض بأوضاع منتسبيها من الصيادين".


تفعيل نشاط الجمعيات قبل عام 2014م
وأضاف السلال توجد لدينا خطة فصلية سيتم من خلالها ترتيب برنامج نزول إلى الجمعيات السمكية في محافظة أبين لتعريف الصيادين بطرق الاصطياد الصحيحة وكما نحثهم على نشر ثقافة التعاون فيما بينهم لأن الصيادين أصبحوا الآن متناثرين والجمعيات خاوية على عروشها وعليها التزامات تجاه السلطة المحلية لا بد من الوفاء بها ويجب لم الشمل والتقارب وتوحيد الجهود وتفعيل نشاط الجمعيات مثل ما كانت عليه قبل عام 2014م ولا بد من توحيد جهود الصيادين والعمل بروح الفريق الواحد بما يعود عليهم بالنفع والفائدة من خلال تعريف الصيادين بكيفية الحراج ومساعدتهم في النهوض والعمل على ترويج سلعتهم لكي يستفيدوا منها لأن التجار يشترون أصناف الثمد والديرك من الصيادين بأسعار أقل، ومن ثم يعيدون بيعها بأسعار مرتفعة جدا بأضعاف من الذي اشتروها وهذا يعد خسارة فادحة في حق الصيادين المغلوب على أمرهم.


تضرر الصيادين

وأفاد أمين عام الاتحاد التعاوني السمكي: "مع ظاهرة الغلاء الفاحش هذه الأيام ارتفع كل شيء وأصبح الصياد يأخذ الشباك بـ 280000 والكرب بـ150000 ورصاص بـ 70000 وحبال بـ 80000 وعوامات بـ 80000 وكل هذا مقيد على ظهر الصيادين على شكل قروض يقسط عليه ويخصم من إنتاجه السمكي، فكيف سيوفي بكل هذا مع التاجر في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وكثرة العمالة في البحر (المعملة) وانخفاض المخزون السمكي عن ذي قبل بكثير نظرا لعمليات الاصطياد الجائر وغير المنتظم وعدم المحاسبة له من قبل الجهات ذات الاختصاص وكل ما تريده هو تشجيع الصيادين على الوفاء بالتزاماتهم تجاه التجار وتحسين من وضعه المعيشي المادي.

استقطاع عبر الجمعيات

وأشار السلال ما نسعى إلى تنفيذه الآن هو إنشاء اتفاقيات مع المؤسسات المتخصصة في بيع معدات ولوازم الاصطياد السمكي مثل مؤسسة داؤود ومؤسسة العمودي وزوزوكي ويتم التعامل معها عبر الجمعيات السمكية مباشرة لحماية الصياد من جشع الشركات التي تنهب الصيادين دون أن تقدم لهم يد العون والمساعدة وسيتم استقطاعات الصيادين عبر الجمعيات وهذه الخطوة نفذناها في عام 2000م إلى 2014م أنا والشيخ محمد عوض القنبلة الأمين العام الاتحاد التعاوني السمكي في الجمهورية السابق وكانت ناجحة جدا واستفاد منها كثير من صيادين محافظة أبين ونطالب قيادة السلطة المحلية في المحافظة بمساعدة الصيادين لتحسين وضعهم المادي والمعيشي من خلال تقديم دعم مباشر للجمعيات السمكية في توفير مشاريع مستدامة يستفاد منها.

جلوس العاجزين في البيوت
عبدالله ناصر
عبدالله ناصر

وأكد مسؤول حراج مركز الإنزال السمكي بمدينة زنجبار الأخ عبدالله ناصر في تصريح لصحيفة "الأيام" قائلا: مع صعوبة الحياة وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في المحافظات الجنوبية بشكل عام ومحافظة أبين بشكل خاص ألقى بظلاله على كثير من الصيادين الذين يعانوا الأمرين وقدرت الجمعيات السمكية لا تقدم لهم أي نوع من أنواع المساعدة وحتى أثناء توزيع المساعدات، وبالنسبة للدعومات من المنظمات الدولية أو الإقليمية لا تذهب إلى مستحقيها من الصيادين الضباحة الذي وصل بهم الحال إلى عدم دخول البحر لعدة أشهر متواصلة لعدم قدرته توفير احتياجات الدخول من شباك ومحروقات (مادة البترول) ناهيك عن جرف مختلف أنواع الأسماك من قبل شركات الاصطياد التي حرمت الكثير منهم من الاصطياد وتوفير لقمة عيش كريمة لأسرهم، وعبر صحيفة "الأيام" لسان حال الجنوب نناشد وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وجميع المنظمات الدولية والإقليمية باستشعار معاناة وحال كثير من الصيادين الذي وصلوا له مؤخرا، وهم الآن بحاجة إلى تدخل مباشر وعاجل لانتشالهم من هذا الوضع المتردي والصعب الذي أثقل كواهلهم وأجبرهم على الجلوس في البيوت جلوس العاجزين عن العمل.


رجل يستحق الشكر والثناء على ما قدمه
ومن جانبه، قال الصياد عمار ناصر عياش جمعية الشيخ عبدالله السمكية في مدينة زنجبار "يعاني الصيادين من كثير أشياء منها غلاء المعيشة، وصعوبة توفير احتياجات ولوازم معدات الاصطياد، لأننا نأخذ تلك المعدات من تجار الجملة بالعملة الصعبة وبالريال السعودي أما عملتنا المحلية الريال اليمني التي أصبحت لا تساوي شيء وعاد معظم تلك المعدات نوع تايوان وليست أصلي لن تدوم سواء أشهر معدودة ونحن نبيع إنتاجنا السمكي بالريال اليمني وأصبح الشغل في البحر خسارة بلا فائدة والجمعية أصبح دورها مغيب لا تقدم شيء لأعضائها من الصيادين.
وأضاف عياش كل التسهيلات التي نحتاج لها من لوازم الاصطياد والمحروقات التي ارتفعت أسعارها يوفرها لنا مسؤول حراج مركز الإنزال السمكي بمنطقة الشيخ عبدالله بمدينة زنجبار الأخ عبدالله ناصر ، فلولا هذا الرجل لتوقف كثير من الصيادين عن دخول البحر فهو يبذل جهود كبيرة وغير عادية في تسويق الإنتاج السمكي وتوفير الثلج لحفظ الأسماك من التلف، فله منّا كل الشكر والتقدير والامتنان على ما يقدمه من خدمات كبيرة وجليلة ونطالب الجهات ذات الاختصاص بتوفير مصنع ثلج بشكل عاجل لحفظ الأسماك من التلف لأنها مصدر رزقنا الوحيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى