لحج.. مدن تشيد في قنوات السيول.. من يتحمل المسؤولية؟

> تقرير/ هشام عطيري:

> شهدت السنوات الماضية قيام مواطنين بعمليات بناء المساكن والمنشآت في بطون وضفاف الأودية وزادت حدة عمليات البناء بعد حرب 2015م في ظل تراخي وغياب الأجهزة المختصة في ضبط تلك المخالفات التي تهدد الساكنين في حالة حدوث التغيرات المناخية وهطول الأمطار بكميات كبيرة يتدفق على أثرها السيول قد تؤدي إلى مالا يحمد عقباها.

وادي تبن يتفرع منه الوادي الصغير الذي يصب تاريخيا في منطقة العريش والمطار فيما الوادي الكبير يصب في الحسوة وبحر عدن تاريخيا شهد الواديان الصغير والكبير عمليات بناء للعديد من المساكن والمنشآت في بطون وضفاف تلك الأودية وخاصة غربي الوهط وشرق العند وهو ما يشكل خطر حقيقي على الساكنين في تلك المناطق.


يقول صديق سليم أحد المهتمين بالنشاط المجتمعي والزراعي، أن المصب التاريخي للوديان الكبير والصغير في العريش والمطار والآخر في الحسوة وبحر عدن.

مشيرا إلى أن هناك مناطق في بطون أودية الواديان تحولت إلى مناطق سكنية ومنشآت تجارية وخاصة في غربي الوهط وشرق العند بمديرية تبن زادت حدته بناء هذه المساكن خلال السبع السنوات الماضية دون حسيب أو رقيب حيث تقدر أعداد الأسر بالمئات في تلك المناطق الخطرة.

وقال إن عرض وادي كبير في منطقة بيت عياض يصل إلى 200 فيما يصل إلى مناطق الوهط والحسوة لمسافة 6 أمتار أو أقل حيث تم بناء مدن سكنية وتجارية في بطن الوادي مشكل خطر محدق بهؤلاء المواطنين في حالة حدوث السيول وهو ما قد يشبه ما حدث في درنة.

يدعو صديق سليم السلطات المحلية في لحج وعدن إلى تدارك الموقف قبل حدوث الكارثة من خلال تشكيل لجان مشتركة واعتماد أهل الخبرة وأهل العلم وتوفير الإمكانيات لإيجاد الحلول والمعالجات لتجنب الساكنين في تلك المناطق لتجنب الكارثة.


وأوضح صديق سليم أن من قام بعملية البناء في بطن الوادي هو يعلم أنه مجرى سيل لدى ننصح بعدم البناء في مجاري السيول، كاشفا أن هناك أربع مديريات قد تتعرض لكارثة السيول إذا سمح الله.

وأشار صديق في حديثه أنه يتطلب من الجهات الزراعية العمل على محاولة العمل على إنشاء قنوات تصريف مياه السيول بعيدا عن المدن السكنية، إضافة إلى وضع المصدات الترابية والخرسانية لتغير اتجاه السيول، إضافة إلى قيام الجهات المختصة بحصر تلك المناطق السكنية التي بنيت على مجرى السيول وإحالة المخالفين للنيابات المختصة.


وكشف صديق سليم أن أغلب ممن قام بعمليات البناء في بطون الأودية ومجاري السيول نازحين هاربين من الحرب والصراع المسلح أو هروب من الجفاف أو عاملين في الاقتصاد الخدماتي.

يتذكر المزارع سالم محمد الأضرار التي حدثت في العام 82م جراء تدفق السيول حيث تضررت العديد من المنازل في قرى تبن وهو ما دفع الحكومة آنذاك في الجنوب إلى بناء مساكن شعبية للمتضررين في مدينة صبر.

يشير المزارع سالم أن عرض الوادي الكبير يصل إلى 400م اليوم لم يتبقى من عرض مساحة الوادي 30 متر أو أقل، وقال هناك مباني عشوائية بنيت في بطون الواديان الكبير والصغير تشمل خطر وكارثة وهناك الكثير من المناطق في تبن التي تم بناء مساكنها في بطون الأودية وهو ما يستدعي سرعة تدخل الجهات المختصة لتدارك الكارثة قبل أن يقع الفأس بالرأس حسب قوله.


صالح علي الملقب الروسي أحد الناشطين في مجال التواصل الاجتماعي أوضح انه سبق أن حذر من البناء على مجرى السيول، مشيرا أن هناك عشرات المنازل والمنشآت التي بنيت في بطون الوادي الكبير تحت سمع وعلم الجهات المختصة.

وقال أن مجرى السيل يعرف طريقة حتى ما بعد مائة عام، مشيرا أنه شاهد مدن سكنية في الوهط والعند والحسوه بنيت في بطن الوادي رغم معرفتهم بان هذا مجرى سيل مطالبا المواطنين بعدم البناء في مجرى السيول حتى لا تحدث الكارثة.

حسن يحيى أمين عام جمعية سد مجاهد يقول إنه خلال العام 82م واجهتهم سيول قوية أثناء ما كان عرض الوادي الكبير يصل إلى 200م تقريبا وإذا حدثت سيول بنفس ما حدث في العام 82 قد تحل الكارثة ونشبهه بما حدث في درنة.

وطالب أمين عام الجمعية السلطات المحلية والزراعة وضع المعالجات السريعة في عمل المصدات لتحويل المياه بعيدا عن السكان محمل في نفس الوقت الجهات المختصة مسؤولية ما حدث من أعمال بناء للمساكن في ظل صمت تلك الجهات وعدم تحركها في حينه، حيث توسعت أعمال البناء بشكل كبير لا نعلم هل تم بتصريح رسمي أم عشوائي وهو ما سوف يتم إثباته من قبل الجهات المختصة.


المهندس فتحي الصعو مدير مكتب حماية البيئة لحج، أشار إلى أن وضع البلاد وعدم توفر الإمكانيات اللازمة في حالة حدوث أي كارثة لا سمح الله خاصة مع التغيرات المناخية التي تشهدها العالم يتطلب من جميع السكان الحفاظ على سلامتهم وخاصة ممن يسكنون في بطون الأودية وحافاتها حيث تزيد معدلات سقوط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وهو ما يتطلب الانتقال إلى مناطق أكثر آمنا.


خلاصة..

ما حدث خلال السنوات الماضية واستغلال بعض المواطنين أوضاع البلاد الغير مستقرة دفعهم إلى ارتكاب المخالفات في بناء مساكنهم ببطون الأودية وخاصة في مديرية تبن وهو ما يستدعي اتخاذ الاجراءات القانونية وضبط المخالفين حرصا على حياتهم فاليوم لا سيول تتدفق أو هطول أمطار غزيرة ولكن قد تتغير بمشيئة الله سبحانه وتعالى في أي وقت ولحظة ونحن بدورنا في صحيفة "الأيام" طرحنا المشكلة والتحذيرات التي أطلقت في هذا لتقرير للجهات المختصة للتحرك وتجنب كارثة متوقعة في أي وقت لا سمح الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى