من نحن؟ ومن هؤلاء؟ وفي أي زمن نحن؟

> رأيتها تسعًا مريرة قاسية لا خير فيها ولا نفع للناس، فلقد أذاقت دياري وأهلي وشعبي كل مرارات الجوع والبكاء والدموع والشتات.

مرت أمامنا فقط اصطلاحات تحكي لنا روايات عن عواصف الحزم وبساتين الأمل، والإغاثة والإعمار والبناء ودمج الجيوش ودعم الاقتصاد والاستقرار.

لم نلمس منها أي عمل حقيقي يوقف الأزمات والحروب والجوع والفقر وصناعة السلام. إعصار مروع وحروب كارثية بلا توقف، لا تحمل أهدافًا ولا قيمًا ولا بدائل نافعة، سوى الاستنفار التام لبقاء الموت ساطعًا.

تكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب، فلا تدري من أصدقاؤك ومن أعداؤك؟ ومن يخطط ويعمل لمنع الشر والأذى والفوضى عنك؟

هناك تقف الأرض وحيدة باهتة مندهشة، وترى المدن والبحار والجبال والشوارع والأزهار والأشجار والأحجار والسواقي والسهول، وقد بدت عليها ملامح الريبة والعجب العجاب وتساؤلات، أين أهل البلدة الذين كانوا يمرون يوميًا من هنا؟ ولماذا لم يعد يشاهدون الاستئناس؟

طيور وعصافير وبلابل تقف هناك فوق أغصان ذابلة تحملق بعيونها، بحثًا عن أولئك الفتية الذين كانوا يمرحون معهم في صباحات الفجر والنسيم، وضحكاتهم تصل إلى كل أصقاع البلد.

قرأت يومًا روايتين:

تقول الأولى أنا أفكر إذن أنا موجود.. ثم طفت بعقلي تجاه كل الأحداث، فلم أجد لي ولا للأرض أي وجود.

وتقول الرواية الثانية: يومًا سيأتي زمان لا يعرف الناس ولا الناس تعرف الزمان.

وسيعيشون كالجاهليين الذين فقدوا عقولهم وبصرهم وبصائرهم ومشاعرهم، وسيتحركون كالأصنام والأحجار التي لا تفقه شيئًا مما يدور.

حالة عنيفة وشاذة يتم تنفيذها بقوة في هذا البلد، حالة أشبه بالإدمان على قهر الإنسان وإذلاله وتطويعه واحتقاره وكسر كرامته وإنسانيته، لقبول الفاحشة والمنكر وإشاعة الشر والقتل والتدمير.

أشعر بالرعب والهلع. يا إلهي، هل هذا هو الزمان أم أنا أهذي أو ماذا يحدث؟

لا أعلم شيئًا سوى أنني أفتقد للإنسان واشتقت إليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى