مديرة مدرسة عمر المختار ترفض طلاب المناطق الشعبية ذات البشرة السوداء

> تقرير/ فردوس العلمي

>
أولياء أمور طلاب المناطق الشعبية.. ما ذنب أبنائنا؟
> الأهالي: رفض أطفالنا عنف موجه ضد أطفال المجتمعات الضعيفة والمحرومة

> مند اندلاع الحرب في 2015 يعاني التعليم والطلاب من التدهور والتشتت والكثير من المشاكل التي ترافقهما كل عام دراسي جديد، حيث يعاني طلاب مدارس المناطق الشعبية (السيلة والمحاريق والسيسبان) من التهميش والرفض بسبب إشكالية حصول اشتباكات في عام 2019، وعلى مدى أربعة أعوام يعاني الأهالي التبعات من نقل أبنائهم من مدرسة المصموم والتي كانوا يدرسون فيها إلى مدارس بعيدة، ونتيجة لهذه المشاكل رضخ الأهالي للأمر الواقع حتى لا يحرم أبناؤهم من التعليم وكثيرًا من أبنائهم تسربوا من المدارس نتيجة للبعد، وفي مطلع العام الدراسي وبعد أربع سنوات تم إعادة نقل الأبناء إلى مدرسة عمر المختار وهي أقرب مدرسة لمنطقة سكنهم، ولكنهم واجهوا بالرفض بحجة إن هؤلاء قادمون من مناطق شعبية كثيرة المشاكل، حيث رجحت مديرة مدرسة عمر المختار حسب قول الأهالي الرفض بسبب حصول مشاكل سابقة تتمثل بأحداث 2019 في مناطقهم، وأثرت على المدرسة وهذه المشاكل حسب رأي الأهالي عادت على رؤوس أبنائهم، لهذا يسأل أولياء أمور هؤلاء الطلاب ما ذنب أبناءنا؟

قدم أهالي هذه المناطق الشعبية بمديرية الشيخ عثمان مناشدة للرأي العام احتوت على مبررات رفض الأهالي لانتقال أطفالهم إلى مدارس بعيدة عن مواقع سكنهم بأن رفضهم يعد من تدابير الحماية لأطفالهم من الأذى والضرر المتوقع وقوعه عليهم في الظروف الحالية الخطرة وغير الآمنة وأن من أبرز معايير اتخاذ القرار وبدائل الحلول للمشكلات مراعاة التكلفة الاجتماعية ومناسبة القرار واتفاقه مع مشاعر الناس المتأثرين به وأن نتائج القرار السلبية كمؤشر خطير من شأنها أن تؤثر على أمن المجتمع مستقبلًا، باعتبار أن الأطفال هم شباب المستقبل، والمعاملة لا إنسانية ومهينة لأطفالنا وتحريض صريح على كراهيتهم، وإحدى صور العنف الموجه ضد أطفال المجتمعات الضعيفة والمحرومة. وأن هذا القرار يتعارض مع مبدأ عدم التمييز المبني على الاستثناء المناطقي الوارد في اتفاقية حقوق الطفل الدولية والتي صادقت عليها بلادنا، ويوجب تمتع جميع الأطفال بالمساواة وعدم التمييز، وتنص المادة (2) من الاتفاقية التزام الدول والأطراف بتوفير تكافؤ الفرص بين الأطفال.

كما يتعارض القرار مع مبدأ المصلحة الفضلى للطفل وأن الأطفال صغار السن منهم عرضة للأذى، وهم في حاجة إلى دعم خاص حتى يكونوا قادرين على التمتع بحقوقهم على الوجه الأكمل، ولا يجوز أن تكون مصالح الآباء أو الدولة الاعتبار الأهم على وجه الإطلاق لذلك من حق أطفالنا أن يتعلموا في أقرب مدرسة لمكان سكنهم وأن هذا القرار يمثل عقابًا جماعيًا لكل الأطفال ولا يلتزم بمبدأ المسؤولية الشخصية في العقاب ولا يجوز اتخاذ القرار بالعقاب بعد زوال مسبباته منذ أربع سنوات وأكثر، إلا إذا كانت هناك نية مبيتة لتشويه سمعة وصورة مناطقنا الشعبية المهمشة وأهاليها، وكما أن القرار يتعارض مع أبرز أبعاد الممارسة العامة في خدمة المجتمع وهو تحقيق مصالح الجماعات الضعيفة والمحرومة وتحسين الظروف الاجتماعية والخدمات.

ويتساءل الأهالي أين معلمي مدرسة المصموم التي تأسست للتعليم الأساسي، ولماذا لا يعيد تخطيط البيئة التعليمية فيها؟

ودعا أهالي الأطفال منظمات حقوق الإنسان والناشطين دعم قضية أطفالهم، فقالوا "ندعوهم إلى تفعيل الحماية لأطفالنا، مالم فإن من حقنا القيام بوقفات احتجاجية ورفع دعوى قضائية.

"الأيام" ترصد أراء أولياء أمور الطلاب في المناطق التي تضرر أطفالها من قرار الرفض وتبعاته.

* رئيس اللجنة المجتمعية بحي السيسبان عبد الملك أحمد سعيد قال عن هذه المشكلة "قدم أولياء أمور طلاب مدرسة المصموم شكوى عن حرمان أبنائهم الطلاب من الالتحاق بمدرسة عمر المختار الأقرب من موقع سكنهم نتيجة رفض مديرة المدرسة قبول هؤلاء الطلاب القادمين من مدرسة المصموم". سعيد

وأضاف "التقينا كلجان مجتمعية بمدير التربية بالمديرية لمعرفة الأسباب ووضح لنا مدير التربية بأن السبب هو المشاكل التي حصلت بين أبناء مدرسة المصموم وطلاب مدرسة عمر المختار بكود بيحان وهذه المشاكل كانت عام 2019م لهذا أصدر القرار بنقل طلاب مدرسة المصموم إلى مدرسة حاتم وخلال هذه الفترة لم نرَ أية مشاكل".

*محمد علي سعيد من منطقة المحاريق قال"نناشد مديرة التربية والتعليم د. نوال جواد ونبلغها اعتراضنا الكلي على ما تقوم به مديرة مدرسة عمر المختار برفض الطلاب للالتحاق بالمدرسة كون هذه المدرسة هي الأقرب لمناطقنا ونتيجة للظروف الأمنية نخاف على أبنائنا".
محمد علي سعيد
محمد علي سعيد


وقال "نريد حلولًا جذرية لهذه المشكلة التي يعاني منها الطلاب وأولياء الأمور من خلال إعادة نظام التعليم في مدرسة المصموم من أولى إلى تاسع كما كانت من سابق وإضافة مدرسين وعمل نظام الفترتين فترة للطالبات وفترة للطلاب حتى يتسنى لأبنائنا الاستمرار بتلقي التعليم".

* نادية محمد سعيد من منطقة المحاريق تقول "ابني صغير وتم تحويله إلى مدرسة حاتم وهي بعيدة جدًّا عن مناطقنا وكون ابني صغيرًا اضطررت أن أقوم الصباح وأوصله إلى المدرسة وأرجع له وقت الظهر للعودة فليس لدينا القدرة على استئجار سيارة".
نادية محمد سعيد
نادية محمد سعيد


وقالت "نرجو من الجهات المعنية بالتوجيه بأن يتم رفض القرار أو أن يعاد الطلاب إلى مدرسة المصموم بنفس نظامها السابق كون أطفالنا صغارًا".

وقالت "أخدت ابني إلى مدرسة عمر المختار كونها الأقرب ولكن للأسف مديرة المدرسة رفضت قبول ابني وحين سألت عن سبب الرفض كان ردها صادمًا حيث قالت "لا أقبل في مدرستي طلاب من منطقتي السيلة والمحاريق والسيسبان".

* علي عبدالله عوض من منطقة السيسبان قال: "نحن كأولياء أمور نعترض على نقل طلاب مدرسة المصموم إلى مدرسة حاتم فهؤلاء طلاب صغار "سنة سادس" ومدرسة حاتم بعيدة على هؤلاء الأطفال ومن الصعب جدًا أن يخرج الطالب الصباح للذَّهاب إلى مدرسة حاتم ونحن حقيقة نشعر بالقلق على أطفالنا ونحن نسأل لماذا لا يتم قبول طلابنا من مدرسة المصموم أو مدرسة عمر المختار كونها الأقرب لهم؟ هل ذنب أطفالنا أنهم من مناطق شعبية مهمشة ؟ نحن نطالب ببقاء أطفالنا في مدرسة المصموم إلى سنة تاسع بعدها الثانوية لا يهم سيكونون كبارًا وقادرين على حماية أنفسهم". copy

*ابتهال محمد عبيد يونس من منطقة السيسبان قالت "نريد توضيحًا صادقًا عن سبب اعتراض مديرة مدرسة عمر المختار عن قبول أطفالنا في المدرسة؟ خاصة وأن المشكلة انتهت ونطالب إدارة التربية والتعليم بإعادة نظام مدرسة المصموم إلى ما كان عليه فالوضع الأمني لا يساعد هؤلاء الأطفال لينتقلوا إلى مدرسة بعيده عن منازلهم ومواقع سكنهم".
ابتهال محمد عبيد
ابتهال محمد عبيد


* رئيس اللجنة المجتمعية بحي المحاريق فتيني عبدالله عياش هو الآخر يرفض ويستنكر القرار لأنه يعد عنفًا موجه ضد الأطفال المهمشين وقرار غير عقلاني ولا يلبي مصلحة الطفل".
فتيني عبدالله عياش
فتيني عبدالله عياش


وأضاف"أن الأسر بحي المحاريق أسر فقيرة لا تقدر على دفع تكاليف المواصلات لأبنائها إلى جانب المصروف اليومي والمتطلبات المدرسية، لذلك ستضطر الكثير من الأسر إلى تسريب الأطفال من المدرسة وحرمانهم من حق التعليم".

وقال بأن دراسة الطفل في مدرسة بعيدة عن منطقة سكنه تعرضه للأذى الجسدي والنفسي في ظل الأوضاع الأمنية السيئة ".

ويطالب فتيني بإلغاء القرار ويتساءل عن مصير مدرسي مدرسة المصموم التي كانت تدرس الأطفال حتى الصف التاسع ذكورًا وإناثا".

مؤكدًا"بأنه لا يوجد مبرر مقنع للقرار؛ لأن النزاعات المسلحة بين الشباب قد تم حلها في عام 2019م والأمور حاليًا طيبة لذلك لا يوجد سبب لسريانه".

* فهيم محمد أحمد شيخ منطقة السيلة نائب مدير العلاقات العامة للتنفيذية العليا للمفوضة الجنوبية المستقلة لمكافحة الفساد قال "نحن سكان منطقة السيلة لدينا مدرسة المصموم للتعليم الأساسي من أولى إلى تاسع وكان هذا هو النظام المعمول به من سابق؛ لكن صدر قرار بترحيل طلاب مدرسة المصموم من صف سادس إلى مدرسة عمر المختار وكان هذا معمول به سنوات طويلة ولكن حاليا تم رفضه ونقلهم إلى مدرسة بعيدة ".
فهيم محمد أحمد
فهيم محمد أحمد


مشيرًا إلى أن اعتراض مديرة مدرسة عمر المختار على قبول طلاب مدرسة المصموم يشكل خطورة على أطفالنا من الناحية الأمنية خاصة في ظل الأوضاع المتردية التي نعيشها".

ويطالب إدارة التربية بالمديرية والمحافظة بأن تعطي التوجيهات إلى مدرسة المصموم بعمل نظام فترتين هنا سيتم حل المشكلة وبقاء أطفالنا في أمان".

*أمل المقطري من منطقة السيلة تقول رفض مديرة مدرسة عمر المختار لقبول الطلاب شكل صدمة ومفاجئة لنا لعدم استيعاب أطفالنا كون هذه المدرسة هي الأقرب للحي وهذا القرار يشكل تفرقة بين المدارس الأخرى وتساءلت لماذا يتم رفض طلابنا ؟".
أمل المقطري
أمل المقطري


وأضافت "صعب على أطفالنا في هذه السنة الذهاب إلى مدارس بعيدة عن سكنهم خاصة وأنهم مازالوا أطفالًا، ونحن نخاف على أطفالنا في حالة الخروج في الصباح من التحرش ومن مضايقات الطريق".

* شروق يوسف غالب ناشطة مجتمعية قالت "نحن هنا لنتحدث عن المعاناة والظلم التي يعاني منها طلابنا من مدرسة المصموم وخاصة مناطق المحاريق والسيسبان والسيلة، حيث يحاسب هؤلاء الأطفال على مشكلة حصلت من فترة سابقة وانتهت واليوم يعاقب عليها هؤلاء الأطفال وعلى الرغم من انتهاء جذور المشكلة إلا أن هناك آخرين مازالت المشكلة شماعة يعلقون عليها رفضهم لهؤلاء الطلاب".
شروق يوسف غالب
شروق يوسف غالب


* الناشط الحقوقي والاجتماعي عادل فرج مبروك من حي السيسبان وعضو المجلس الاستشاري بحي السيسبان. يرفض قرار نقل الأطفال وقال "أرفض القرار رفضًا قاطعًا بصرف النظر عمن أصدره لأنه يتعارض مع نص مصلحة الطفل الوارد في اتفاقية حقوق الطفل الدولية المصادقة عليها بلادنا لأن الطفل من حقه أن يتعلم في أقرب مدرسة لمكان سكنه حتى لا يتعرض الطفل للأذى".
عادل مبروك فرج
عادل مبروك فرج


حسب قوله "بأن هذا القرار يعد عنفًا اجتماعيًا موجهًا لفئة محددة. وهم فئة الأطفال شديدي الفقر والمهمشين وصورة من صور الإساءة لمعاملة الطفل".

موضحًا "بأن هذه النظرة القاصرة تجاه هؤلاء الأطفال تتسبب في تسرب الطفل من المدرسة إلى الشارع أو إلى عمالة الطفل وتجنيد الطفل في الجماعات المسلحة. وفي الواقع لا يوجد مبرر لاتخاذ القرار، لأن القرار كما برر مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الشيخ كان ناتجًا عن عراك يحدث بين أطفالنا وأطفال كود بيحان وقسم سي بسبب نزاع مسلح بين الشباب حدث في عام 2019م وانتهى فلا يجوز اتخاذ قرار بأثر رجعي.".

وأضاف "أسأل مدير تربية الشيخ عثمان.. كانت مدرسة المصموم تعلم الأطفال ذكورًا وإناثًا حتى الصف التاسع وفيها 59 مدرسًا ومدرسة أين ذهب مدرسوها؟".

ويطالب الناشط الحقوقي والاجتماعي عادل فرج بضرورة إلغاء هذا القرار في العام الدراسي القادم حتى لا يتعرض أطفالنا للأذى في ظل الظروف الأمنية السيئة التي يعاني منها الوطن".

ويحمل مكتب التربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان أمام القضاء مسؤولية ما سيحدث مطالبًا بعودة التعليم كما كان بمدرسة المصموم".

* وعن أسباب النقل قال مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان الأستاذ أنور محضار راجح "بأن المنقولين هم الصف السادس إلى الصف السابع كون المدرسة خصصت للبنات وتم نقل طلاب المصموم حسب خطة توزيع للطلاب بداية كل عام ".
أنور محضار
أنور محضار


ويوضح "طلاب الصف السابع لمدرسة المصموم كنا نوزعهم على مدرسة عمر المختار القريبة لهم خلال الـ 10 السنوات الماضية من قبل الحرب ولكن خلال العام قبل الماضي كانت تحصل مشاجرات كبيرة بين طلاب منطقة المحاريق ومنطقة السيسبان أي مناطق استجلاب مدرسة المصموم مع طلاب كود بيحان الذي تطور الأمر إلى استخدام السلاح الأبيض أي السكاكين".

وأضاف "العام الماضي بعد هذه المشاكل تم توزيع طلاب المصموم لمدرسة حاتم واختفت هذه المشاكل نهائيًا ولم نسمع حدوث أي مشكلة خلال العام الماضي وهذا العام تم توزيعهم على نفس المدرسة تجنبًا لأي مشكلة ولكن هذا العام في ناس لا يحلو لهم أن طلابنا لم تحصل لهم أية مشاكل أو عراك وبدأوا بالكتابة على المديرة وعلينا حتى وأنهم طلاب ذات البشرة السمراء وحقوق الطفل ومن هذا الكلام الذي لا يستفيد منه أحد إلا الحاقدين.

ويسأل المحضار "هل يريدون استمرار المشاكل والعراك بين الطلاب؟".

ويستكمل حديثه قائلا" إضافة إلى الأعداد الكبيرة في هذه المرحلة التي وصل إلى مائة طالب بالصف الواحد لذا اضطرينا إلى نقلهم لمدرسة حاتم".

الجدير بالذكر صحيفة "الأيام" تواصلت مع مديرة مدرسة عمر المختار الأستاذة القديرة نوري عبدالواسع لتوضيح سبب الرفض للأسف لم نجد منها أى رد على الرغم من موافقتها السابقة على الرد والتواصل معها وطرح الأسئلة لكن لم نجد أي رد أو تجاوب منها للرد على ما تناوله الأهالي بأن سبب الرفض عنصري كون هؤلاء الطلاب ذات بشرة سودة على الرغم من انتظارنا الطويل لردها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى