الأرض التي اتسعت للجميع.. فكافئوها بالخنق والاختناق

> للجمال سنابل كنت أعرفها وأقطفها

ولون الورد والفل زهراوي أناقتها

والعطر سحر كان يأوي مفاتنها

سلام على ليال كان البحر موطنها

أطلقوا عليها بالرائدة ذات التنوع بمحيطها البحري والبري والساحلي والمدني وفضائات بلا حدود من الحب الأزلي والمكان العسلي والولاء الأصلي وأرض تتسع للجميع..

فجاء إليها كل الكون في رحيل وسفر ونزوح وعشق للبحث عن الخبز والمأوى ليستكين وينعم باتساعها ويعيش بداخل قلبها الذي لا يتوقف عن النبض..

أرض الاتساع المستباحة الفارغة من صكوك الملكية أو حق المنع لكل غازٍ أن يسري الليالي فيؤذيها وينهش جسدها

تصرخ المدينة بفنون المخرج وضجيج الفوضى الخلاقة...

جولات يقف فيها مئات الفتية مع حافلاتهم يروجون لزائريهم عن فنون الضيافة والكرم وحمل الركاب بظهورهم حتى الحافلة..

وطفلات يفترشن الطريق ينظفن زجاج السيارات ابتغاء لعطاء باتساع هذه الأرض..

وشابات منقبات من الكوكب الملون يطفن الأسواق مثل السائحات..

وحدائق حيوانات متنقلة ومتنوعة بالكلاب والحمير والقطط والجمال يصافحون أرضًا تتسع للجميع..

وطفلة سمراء في الرابعة تتمرد على ماسحات النوافذ تهيم لوحدها وتعلن التحدي والثورة وفتح جبهات المقاومة مع القمامة الحديدية فتبدأ النضال بسحب حديد أقوى منها فيصرعها فتغدو جثة هامدة

ومئات من علماء المناخ في رحلات مكوكية يبشرون بتنصيب النيازك والشهب في الفضاء ومعرفة الشتاء البارد من الصيف المعتدل لينعم الناس بنوم هانئ بلا كوابيس..

الرائدة اسمها..

وهي طفلة في ربيع العمر قالوا بأنها ملاذ الآمنين..

ومن عفويتها تبخترت فخورة بأنها قبلة الأرض لكل الضالين.. لقد كان حملًا ثقيلًا يتزايد ويتزاحم باتساع انتكاساتها..

براكين الثورة الحمراء تلك استكانت في عروشها..

واحتضنت انتفاخات كروشها..

وتزاحمت الحقائب والأوراق الخضراء والصفراء والحمراء بقروشها..

والأرض من حولهم بدت مخنوقة بنعوشها

يصدح الأذان من مسجد العيدروس..

فيهرول الناس نحو مدينة..

بلا رشاد

ولا معين

ولا أحمد

ولا حامد

ولا عامر ولا إعمار

ولا طارق..

ولا منقذ ولا مسعف..

أرض ضاقت من اتساع الأوهام والأحلام ووعود الوصال وعهود الرجال وربيعيات الأطلال

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى