> منذ أكثر من 25 عامًا ولا زال عادل سيف أحمد الشبح يخدم كمدرس في مديرية يهر، ثم انتقل إلى مكتب التربية بمديرية تبن وفرض نفسه بقوة نتيجة جهده ونشاطه ليتحمل مسؤولية قسم الوسائل التعليمية في التربية تبن.
رغم مرور السنوات وكبر سنه لازال يطمح عادل الشبحي لتحقيق حلمه باستكمال دراسته الجامعية إلا أن الظروف الأسرية والفقر والفاقة، وبُعد جامعة عدن عن سكنه حال دون تحقيق حلمه.

بعد إعلان إنشاء جامعة لحج، عاد الطموح يراود عادل الشبحي لاستكمال دراسته الجامعية بعد أن تجاوز العقد الخامس من العمر ليتحقق حلمه بالدراسة الأكاديمية في كلية العلوم الإدارية والمصرفية ليكون زميلا لابنه الذي يدرس في نفس القسم وبجانب مقعده في مبادرة أثارت إعجاب قيادة الجامعة من طموح وإصرار عادل الشبحي على الدراسة في الجامعة مع ابنه في السنة الأولى من الدراسة التي تستمر أربع سنوات.

"أنا وابني زملاء في الفصل"..

عبارة قالها عادل الشبحي بكل ثقة ودون حرج، مدركا بأن التعليم لا يقتصر على سن معين ولا يمكن أن يقف عند مستوى علمي محدد طالما وجدت النية والإرادة لذلك.

يقول الشبحي إن التعليم لا يزال في نظره هدف رغم فترة الزمن والعمل في الميدان، حيث لازال الهاجس موجود لكي أتعلم وأدرس في الجامعة، حيث أن هناك ظروف حالت دون إكمال الدراسة سابقًا منها الفقر والفاقة والأسرة المكونة من 13 فردا، إضافة إلى ظروف الإعاقة التي أعاني منها.

يشير عادل الشبحي أنه التحق بالتعليم الجامعي في كلية العلوم الإدارية والمصرفية في جامعه لحج، حيث كان عنده طموح منذ الصغر أن يتعلم إلا أنه لم يستطع مواصلة الدراسة الجامعية وتخرج بشهادة الدبلوم وعمل منذ 25 عاما ومازال يعمل.

يعبر عادل الشبحي عن سعادته بأن يكون أول عام دراسي يُدرس فيه مع ابنه في نفس القسم وقاعة واحدة وبكراسي مجاورة، قائلا "نحمد الله أن جعلني أنا وابني ندرس في قاعة واحدة وعلى كرسي واحد نعيش كزملاء نتعاون في المراجعة والمذاكرة للدروس، فأنا اشرح لابني بعض العبارات المعقدة وهو يساعدني على الكتابة أحيانا عندما أكون متعب أو لدي أعمال أخرى"، مشيرا إلى أن إنشاء جامعة لحج سهلت لهم الكثير في الدراسة وبدعم ومساندة من الزملاء والأصدقاء وقيادة الجامعة.
عادل الشبحي يمتلك من الطموح ما جعله يتجاوز إعاقته الحركية ليحقق حلمه الذي حالت دون تحقيقه ظروفه المعيشية الصعبة آنذاك.

التحق عادل الشبحي في كلية العلوم الإدارية والمصرفية بجامعة لحج بعد أن تهيأت له الظروف المناسبة لمواصلة دراسته الجامعية ومن بينها قرب الكلية من سكنه.

وفي الفصل يجلس عادل على إحدى المقاعد بجانب ابنه الذي هو الآخر تقدم في هذه الكلية وفي نفس التخصص، وتتجلى هذه الصورة الواقعية لأب وابنه كزملاء دراسة لتحمل قيم جمالية، ورمزية تظهر الطموح الذي بداخليهما وأن العلم هو الرسالة النبيلة التي ينبغي على الإنسان بلوغها لنيل أمانيه.

ويشكل الشبحي حضورًا لافتًا في مقدمة الفصل ولا يقتصر على مشاركته في النقاش فقط بل يظهر كمعلم واثق يرتجل أمام السبورة ليشرح ويوضح الكثير من المعلومات بطرق علمية من تجليات تخصصه ودراسته، حيث أكد أساتذة الكلية وزملاء عادل على الإرادة الفولاذية التي يحملها عادل الشبحي، ويشيروا إلى ما يتمتع به من ذكاء وتفوق.
الدكتور مراد عبدالله نائب عميد كلية العلوم الإدارية والمصرفية، أشار إلى أنه شي جميل وإيجابي أن تجد هذه الروح عند عادل الشبحي وأن يكون زميل ابنه وكنت أحد المشجعين له رغم كبر سنه بأن يدرس بجانب ابنه ويعتبر أنه يخوض نضال مع النفس وهي مبادرة أقدم عليها الشبحي وهي دافع للآخرين بأن التعليم لا حدود له أو سن.

وأشار الدكتور مراد أن باب جامعة لحج مفتوح لكل من يريد التعليم ونحن نشجع مثل هذه المبادرات المثابرة أكثر من بعض الشباب، مؤكدا أن الكلية ستكون عونًا ومشجعًا لا مثال عادل الشبحي ونتمنى له التوفيق.

الدكتور هياب علي من كلية المجتمع يقول: على الذين يعزفون عن الدراسة الجامعية عليهم الاقتداء بما قام به عادل الشبحي أب وابنه يدرسون في مقعد واحد بالجامعة ويعد عمل إيجابي ومشجع لكل الشباب، فالحياة مستمرة والتعليم مستمر ولا ينقطع وهو ما برهن عليه عادل الشبحي، حيث توجد عنده طاقة عملية إيجابية وعزيمة وإصرار على وحب للتعليم.

يقول الدكتور رئد القطيبي رئيس قسم إدارة الأعمال جامعه لحج، إن التعليم ليس مقصورًا على فئة عمرية أو جنس، حيث أن العملية المعرفية مفتوحة للجميع لمن أراد أن يتعلم ويطور من نفسه ويصل إلى مراحل متقدمة حتى يستطيع أن ينتشل نفسه وأسرته من دائرة الفقر، وأوضح أن التعليم الجامعي ليس محصورًا على خريجي الثانوية العامة.
عادل الشبحي كانت لديه ظروف حالت دون استكماله لدراسته الجامعية إلا أنه كان أحد الآباء المتميزين والمصرين على التعليم الجامعي في قسم المحاسبة.