من عروس للفرح إلى مأوى للتسول والرعب

> المدن الجميلة بمياهها وبحارها ومواقعها وشواطئها وسحرها هبة من الرحمن ينبغي أن تزداد بهاءً وجمالًا لا أن تهيم في دنيا الشتات والضياع..

اليوم رائحة المدينة بدت كأنها لا تريد تعقد معي تلك اللقاءات، حيث كنت اشتم عطورًا وبخورًا.. وفجرٌ يصافح كل الأرض..

تصاب بالصدمة مما تشاهده من فوضى عارمة وأسلحة ونقاط ووفود عسكرية ومواجهات ومداهمات وثكنات عسكرية وشاصات..

أين أنا؟ إني أعرفها.. فهذه دياري يوم كنا كالطيور أحرارًا نحوم في بساتينها ونقطف خبزنا بكل يسر، ونضيئ شمعتنا، ونحيي ليالي السمر مثل الملوك، لا يؤرقنا تأخير راتب ولا فوضى عارمة تستبيح معيشتنا..

من تلك البحار البعيدة كانت تأتينا الحمام والبط والبجع لتستريح في مياهنا الدافئة وتقيم احتفالات للسمر والفرح..

لم يكن للعبث مكانًا بيننا فهذا أمر شاذ في بيئتنا ومدينتا وشوارعنا..

من الذي أحال عدن إلى مضياف كبير للتسول والشحاتين والنازحين الأفارقة، ونساء شابات وأطفال صغار بطريقة مؤذية وهدامة تسيئ إلى مدينة كانت يومًا من الأيام منارة للعزة والجمال والانضباط والاستقراطية والعمل والستر والاكتفاء..

إن كان هناك من يهتم لهؤلاء فليتم نقلهم لمخيمات وتوفير سبل المعيشة لهم فما أكثر منظمات الإغاثة..

اعملوا حلولًا عاجلة.. يكفي شعارات وأوهامًا، فالمدينة تختنق وتزدحم وتنزلق وتسقط وتختفي، وانقطاعات كهربائية وتدهور للعملة وطوابير للرواتب التي لا تكفي لأسبوع.. ناهيك أن أحوال أهالي عدن المعيشية في أسوأ حالاتها..

لو أن أعتى الظالمين والطغاة وأحقر الحاكمين الحاقدين مروا على عدن وحكموها عشر سنوات والله العظيم لتركوا للناس رغيفًا ومياهًا وكهرباء ورواتب.

لا سامح الله نفطًا واسترزاقًا استأثر بكل حياتنا وصرنا معه بلا أفق ولا انفراج ..

لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. والأيام دول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى