نجوم في سماء الزراعة اليمنية..أول مركز للبحوث الزراعية في السبعينات بأفكار شابان من حضرموت

> شابان من حضرموت بعد تخرجهما من كلية الزراعة في عام 1971م، سنحت لهما فرصة اللقاء بالسيد الرئيس الشهيد: سالم ربيع علي، وطرحا عليه فكرة إنشاء مركز للبحوث الزراعية في وادي حضرموت، الفكرة حصلت على ترحيب من الرئيس سالمين، فقد كان يولي أهمية خاصة لمصادر الأمن الغذائي كالزراعة والأسماك، لذلك بقي المهندسان على تواصل مع مكتب الرئيس لتذليل الصعاب التي كانت تعيق أو تأخر تنفيذ مهمتهم، ومن ذلك التاريخ بدأ العمل والإعداد والتجهيز لتحويل الفكرة إلى واقع، إنهما المهندسان:

مدراء محطة البحوث الزراعية بسيئون
مدراء محطة البحوث الزراعية بسيئون

1) الأستاذ المهندس محمد صالح باشراحيل، أول مدير عام لمركز البحوث الزراعية في محافظة حضرموت رحمة الله عليه.

2) الأستاذ المهندس عبدلله محمد باعشر، اختصاصي الحشرات الاقتصادية وأول من شغل رئيسا لقسم الوقاية في المحطة الذي تولى منصب مديرا عاما لمؤسسة الخدمات الزراعية بالجمهورية اليمنية للفترة من عام 1990 - 2013م.

إن مبادرة أولئك المهندسان وتحقيقها في ذلك الزمان دليل الطموح الواسع والقراءة الصحيحة لمستقبل الزراعة في البلد عامة وأجمل صور الإخلاص والمحبة للوطن والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة زراعيا، إنه جيل الزمن الجميل الذي تميز (بنكران الذات) كما قالها لي أستاذي القدير المهندس عبدالله باعشر، وقد كان محقًا فيما قاله ولك أن تتذكر جيل حضرموت الذهبي الذي أدار بعض الحكومات ووزارات مثل المالية والنفط والتخطيط ومصرف اليمن والمؤسسات الزراعية في دولتي ما قبل وبعد عام 1990م.

لقد أصبحت الفكرة واقعًا في يونيو من عام 1972م بإنشاء مركز البحوث الزراعية في محافظة حضرموت بمدينة سيئون ويعد المركز البحثي الزراعي الثاني في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد مركز أبحاث الكود في محافظة أبين، وهكذا تعاقبت الكوادر الحضرمية الاختصاصية ذات الصفات العالية أخلاقًا وعلمًا في إدارة هذا الصرح العلمي البحثي الزراعي والذي مازال صامدا إلى يومنا هذا رغم التحديات التي واجهها ويواجهها في العشر السنوات الأخيرة.

ما لفت انتباهي وإعجابي الشديد هي تلك الفكرة الرائعة التي تميز بها المهندس سالم محمد السقاف الذي تولى إدارة محطة البحوث الزراعية للفترة من 2013 - 2016م، حين وجه في إخراج لائحة شرف يزين صدرها أسماء وصور من تعاقبوا على إدارة محطة سيئون للبحوث الزراعية منذ التأسيس، إنها أروع صور الوفاء والاعتراف بجهود الناس وكسب القلوب وشاهد على العصر وأقل ما يقدم ويقال لكل من قاد هذا الصرح البحثي العلمي في زمانه.

المتأمل للائحة الشرف الخاصة بالمدراء الذين تعاقبوا على محطة سيئون للبحوث الزراعية محافظة حضرموت، يرى رجال يحق لنا نحن الحضارم أن نفخر بهم لقد جمعوا بين التفوق العلمي وإتقان الأعمال أقل ما يقال عنهم خبراء وطنيون من العيار الثقيل - ما شاء الله - حصلوا على شهادات الماجستير من جامعات أوروبية وأسيوية وعربية مرموقة ( بريطانيا، ألمانيا، أستراليا، كوريا الشمالية، مصر، العراق والسودان ) وهذا يدحض القول بإن الكوادر الجنوبية لا يتم ابتعاثها إلا إلى دول المعسكر الاشتراكي في ذلك الزمان، نسأل الله الرحمة لمن توفى منهم وطول العمر والعافية للبقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى