أول مرة في عدن.. فتاة تعمل سائقة الدباب على خط دار سعد الشيخ عثمان

> فردوس العلمي

> الظروف القاسية تجبر الإنسان على اتخاذ خطوات صعبة للسير في أزقة الحياة والبحث عن لقمة العيش الحلال، فكثير من الشباب من كل جنس اتجهوا إلى سوق العمل الحر رغم الشهادات الجامعية والدراسات العليا، ونتيجة لفقدان الأمل بوظيفة حكومية يقتاتون منها وتكون مصدر دخل ثابت لهم، فلم يقتصر العمل في البسطات أو المحلات التجارية أو سواقة الباصات أو بيع الأطعمة والمشروبات والملابس على الشباب فقط، بل اقتحمت الفتيات مؤخرًا سوق العمل.


لعل أبرز هؤلاء الفتيات كانت سهى الأشعري التي تعرفت عليها من أمام ملعب الحبيشي، عندما نادتني وأنا على الجانب الآخر من الملعب أمام مطابع قريش بصوت ناعم (شيخ يا كريمة) فاجأني صوتها ونعومته ورأيت أمامي شابة ترتدي عباية وحجاب وبرقع ابتعدت لكن شدني الفضول ورجعت لها أسألها أنت من ناداني ابتسمت وقالت نعم. وعندما رأت دهشتي وابتسامتي قالت "لقمة العيش ".

سهى الأشعري فتاة في مقتبل العمر من سكان مديرية الشيخ عثمان تعمل كسائقة دباب، سألت سهى هو عمل أو فقط مجرد سواقة لتقضي مشواير خاصة بك والأسرة؟

قالت "لا هو مصدر دخل لي أعمل عليه وشغلي على خط دار سعد الشيخ عثمان أو إلى الشعب ومرات أنزل إلى كريتر وأحيانا أخذ مشوار إنجيز".

تعليقات وتحدي وتجاوز

لا يخلى الأمر من التعليقات الموجعة أو الغريبة من بعض البشر وسهى الأشعري تواجه مثل تلك العبارات وحين سألتها كيف ينظر لك المارين في الشارع؟ وكيف تواجهي نظراتهم؟ "قالت ينظرون لي بدهشة واستغراب واسمع كلمات مختلفة لكن أهم شيء أنك تطنشي (تتجاهلي) كلماتهم حتى لا تحبطك أو توقفك، فهؤلاء لا يعلمون بحالك ولا وضعك ولا يأتون لدق باب بيتك يسألوك كيف تعيشي، لكن ينظرون لك بدهشة حين تخرجين للبحث عن لقمة عيش حلال".

وعن رأيها في سواقة النساء لوسيلة مواصلات ونقل ركاب من مختلف الشرائح قالت "لا يهم من يطلع معي في الدباب فأنا زي زي أي سائق دباب يطلع معك الصالح والطالح".

وتؤكد "عمل المرأة ليس عيب ولا حرام طالما هو في طريق الحلال فالإنسان أمامه طريقان يا طريق الحلال أو طريق الحرام وأنا عن نفسي كسهى الأشعري اختارت السير في طريق الحلال وأكل لقمة عيشي بالحلال وبعرق الجبين"

تفخر سهى الأشعري بموقف أسرتها وقالت "إخواني داعمين لي وكل أفراد أسرتي شجعوني ولم يقفوا في طريقي فنحن أسرة متفاهمة ومتماسكة ونثق في بعض "

وأضافت "السواقة تعد أولا هواية لي قبل أن تكون مصدر دخل وثانيا خلفها مصدر رزق ودخل حلال".

في هذا الوقت كثير من الفتيات نزلت للطرقات نتيجة للظروف والوضع الراهن الصعب الذي كشف حال الكثير من الأسر، لتشحت قوت يومهن بمد اليد، نجد سهى الأشعري تحارب الظروف للحصول على لقمة عيش بكرامة وقالت "ربي أعطاني الصحة والقوة والعقل لنفكر كيف نحصل على مصدر دخل بكرامة، مصدر دخل لا نهان فيه وطالما أني بصحتي وعافيتي سوف أكافح في سوق العمل بكرامة فلست مريض على السرير وصحتي تساعدني على كسب لقمة عيش لن احتاج لأحد ولن انذل لأحد"، وتقول أعمل ما يرضي الله وما يرضي نفسك أما عن الناس فرضى الناس غاية لا تدرك".

تقول سهى الأشعري "سواقة الدباب ليس أول عمل لي، فأنا عملت من قبل في عدد من المنظمات وعملت أيضا في أحد القنوت الإذاعية وحاليا مرتاحة في عمل الباص، تبتسم وتقول حاليا أنا مديرة نفسي ولا خصم ولا غياب وهذا هو جمالية الشغل الحر ".

طموحات وأمل وحلم

سهى الأشعري تأمل مستقبلاً في تحسين عملها وقالت "عندي طموح واحلم إذا تحسنت ظروفي وحصلت على رأس مالي أن افتح صالة رياضية للنساء أو كافتيريا في إحدى مدارس البنات".

وقالت سهي سواقتي للدباب لا أدعي فيها المساواة مع الرجل، فالرجال قوامون على النساء ونحن كنساء لا نستطيع أن نكون مثل الرجال لكن قادرين على اشياء جميلة وقوية أفضل من الذكور ونستطيع العمل في كل الظروف في الحرب والسلم والمرأة أفضل من ألف (ذكر) ممن يعتمدون على الأخرين في الحصول على لقمة عيش “.

في ختام حديثها معي، قالت "دائمًا أدعو كل صباح عند خروجي من المنزل بأن يوفقني الله ويكفيني شر الطريق وشر الناس ودائم أردد هذا الدعاء "اللهم إني استودعتك نفسي وأهلي اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك مِن أَن أضِلَّ أو أزِلَّ أو أظلِمَ أو أُظلَمَ أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ".

خاص لـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى