في بداية التدهور المخيف للعملة المحلية "نكع" لنا واحد من أبرز الخبرات الاقتصادية والمالية الجنوبية في عدن يبرر ذلك الانهيار أنه بسبب شحة الأمطار على مناطق اليمن، وأمس الأول "نكع" لنا مسؤول جنوبي آخر من عقر دار الانتقالي يبرر لنا انطفاء الكهرباء وانهيار الخدمة أنه بسبب هجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي على السفن الإسرائيلية.

إذن إن كانت هذه هي سياسية "جماعتنا" في الجنوب فلا غرابة أن تتحفنا "القيادة الرشيدة" يومًا ما بخطاب أو بيان سياسي تعلن فيه فشل مشروع استعادة دولة الجنوب والتراجع عنه بسبب تزايد ملوحة المياه في البحر الميت، أو بسبب إصرار أثيوبيا على ملء سد النهضة، أو بسبب اتساع "الخزقة" في طبقة الأوزون، وكلها تبريرات منطقية بالقياس مع مبررات تجويع الناس اليوم، وبالقياس مع "أوساخ" السياسة التي أعمت مسؤولينا ودفعتهم نحو الكذب والاستخفاف بعقول الناس، واستثمار معاناة الجوعى، والتربح من أنين الغلابى ودموع المطحونين.