​مصادفة غير معقولة.. سفينة تجارية غامضة تقدم المعلومات للحوثيين

> دبي «الأيام» الحرة:

>
شكك خبراء بحريون في أن سفينة تجارية إيرانية غامضة تقوم بمساعدة المتمردين الحوثيين في اليمن، لاستهداف حركة المرور التجارية في البحر الأحمر، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وانتقلت سفينة "بهشاد"، التي تبدو ظاهريًا وكأنها ناقلة بضائع عادية، إلى خليج عدن في يناير، بعد سنوات في البحر الأحمر، مع تصاعد الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.

ومنذ ذلك الحين، اتبعت "بهشاد" مسارًا غير تقليدي وبطيئًا ومتعرجًا حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر، بحسب الصحيفة. ولاحظ الخبراء أيضًا انخفاضًا في هجمات الحوثيين خلال الشهر الماضي، عندما كانت "بهشاد" على ما يبدو خارج نطاق العمل.

وقال جون غاهاغان، وهو رئيس شركة "سيدنا غلوبال" المتخصصة في المخاطر البحرية، إنه بالنسبة لسفينة شحن مفترضة، فإن سلوك "بهشاد"، المسجلة في إيران وترفع علمها، كان "غير عادٍ للغاية".
وأضاف عن تحركاتها وصلاتها بالهجمات: "إنها تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية. إذا لم تزود نظام الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل؟".

وبعد سنوات من الثبات تقريبا في البحر الأحمر، أبحرت السفينة الإيرانية جنوبًا في 11 يناير عبر مضيق باب المندب الضيق إلى خليج عدن، حسبما تظهر معلومات من موقع "مارين ترافيك" لتتبع السفن.

وبعد هذه الخطوة مباشرة، وقعت سلسلة من الهجمات على السفن في تلك المياه جنوب اليمن، وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز"، التي أشارت إلى أن "حجم خليج عدن الأكبر يجعل من الصعب اكتشاف السفن واستهدافها هناك مقارنة بالبحر الأحمر الأصغر".

ومنذ نوفمبر الماضي، استهدفت جماعة الحوثي المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية، سفنًا تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، قائلين إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر. ومع ذلك، شن المتمردون هجمات حاولت استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل.

وأنشأت الولايات المتحدة في ديسمبر، تحالفًا بحريًّا متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر، في مواجهة هجمات الحوثيين التي أجبرت السفن التجارية على تحويل مسارها وتجنب الممر البحري الذي تعبره  12 بالمائة من التجارة العالمية.

وفي محاولة لردعهم و"حماية" الملاحة البحرية، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للمتمردين منذ 12 يناير. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق.

وتزايدت التكهنات بشأن تورط سفينة "بهشاد" في تقديم معلومات للحوثيين منذ الهجوم الذي وقع، الأربعاء، على سفينة "ترو كونفيدنس"، التي كانت تحمل الصلب والشاحنات من الصين إلى السعودية، مما أسفر عن مقتل 3 من أفراد طاقمها.

والخميس، توعدت الولايات المتحدة بـ"محاسبة" الحوثيين بعد مقتل 3 من طاقم السفينة التي استهدفوها في خليج عدن، وهي أول ضربة للمتمردين اليمنيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم.
وكانت "بهشاد" على بعد 43 ميلًا بحريًّا عندما تم ضرب سفينة "ترو كونفيدنس". وجاء هذا الهجوم بعد 6 هجمات أخرى في خليج عدن أو عند مدخل البحر الأحمر على مدى 15 يومًا فقط.

وأفاد بيان للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، السبت، بغرق سفينة الشحن "روبيمار" التي تركت في جنوب البحر الأحمر بعد أن استهدفها الحوثيون في 18 فبراير الماضي.
ويشير الخبراء أيضًا إلى تراجع وتيرة هجمات الحوثيين في فبراير، بعد الهجوم السيبراني على "بهشاد" الذي أوردته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.

وتُظهر البيانات الواردة من موقع تتبع السفن "مارين ترافيك" من ذلك الوقت تقريبًا، أن السفينة أمضت أكثر من أسبوعين بعيدًا عن منطقة إبحارها العادية.

وكان المسؤولون الأميركيون قد اتهموا إيران بتقديم "معلومات استخباراتية تكتيكية" للحوثيين، لدعم هجماتها على السفن التجارية. وتنفي إيران تقديم معلومات للحوثيين وتصر على أن الجماعة تتصرف بشكل مستقل عنها.
ومع ذلك، اعتبر غاهاغان أن الروابط بين تحركات "بهشاد" والهجمات الحوثية "صدفة غير معقولة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى