> ​هاجرت يغبال أياليو مع ابنها في عام 2012 من إثيوبيا إلى إسرائيل حيث نشأ في وطنهما الجديد وكبر ودخل الخدمة العسكرية إلى أن قُتل في هجوم حماس في السابع من أكتوبر. وباكية تقول المرأة، التي فقدت ابنها الجندي البالغ 21 عاما، إنه كان “يحترم الجميع"، لافتة إلى أن ما تتمناه من السلطات الإسرائيلية هو أن تسهّل انتقال أقارب لها ما زالوا في إثيوبيا إلى الدولة العبرية للمّ شمل العائلة.


وكشفت أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يواسيها هو انتقال عائلتها وأقاربها من إثيوبيا للعيش في إسرائيل. وقالت “أدعو السلطات الإسرائيلية لنقلهم إلى هنا بعون الله”. وأوضحت “سيكون من الجيد أن تساعدني السلطات الإسرائيلية في هذا الأمر.. لقد وهب ابني حياته لهذا البلد”.

وانتقل معظم اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي وأوائل تسعيناته إبان مجاعة وحروب في منطقة القرن الأفريقي. وتطلق على هؤلاء تسمية “بيتا إسرائيل” والمقصود فيها يهود الحبشة. ومن بقوا في إثيوبيا غالبا ما تطلق عليهم تسمية “فلشمورا”، وهو مصطلح يعني “الضالين” لتسليط الضوء على أنهم من أصول يهودية وإنما اعتنقوا المسيحية، وكثر منهم بالإكراه، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وراهنا يعتبر هؤلاء أنفسهم يهودا إلا أن السلطات الحاخامية لا تعترف بهم على هذا النحو كما لا يحق لهم الهجرة بموجب قانون العودة الذي يمنح الجنسية الإسرائيلية لكل اليهود. وبدلا من ذلك تنظَّم لهؤلاء رحلات جوية إلى إسرائيل تحت شعار لمّ شمل العائلة، ولا يمكن أن يستفيد منها إلا من يعيش فرد من عائلته في إسرائيل.

وقالت الدكتورة في كلية بيت بيرل الإسرائيلية ليات ياخنيش التي تجري أبحاثا حول عائلات المهاجرين والمهاجرين الشبان المعرضة لمخاطر، إن هذا الواقع يسود في الكثير من العائلات الإثيوبية – الإسرائيلية. وأوضحت “ألتقي شبانا كثرا نشأوا في عائلات وكانوا يعتبرون ذويهم ضعفاء”. وأضافت “أعتقد أنهم يثمّنون عاليا قدرة التحمل، وكيف تعايش ذووهم مع الهجرة. لكن في الوقت نفسه، تعيّن عليهم مجابهة الحياة في إسرائيل بمفردهم”، من دون دعم عائلي كبير.


وقال الناشط الإثيوبي – الإسرائيلي غيل إلياس المقيم في عسقلان إنه يأمل بأن تسهم الحرب في تخفيف التوترات بين الجالية والمجتمع الإسرائيلي الأوسع نطاقا. ولفت إلى أن “الأرقام تبيّن التضحيات”، مشيرا إلى أن 24 من بين أكثر من 500 من قوات الأمن الإسرائيلية قتلوا إما في السابع من أكتوبر وإما في عمليات عسكرية مذّاك، يتحدّرون من أصول إثيوبية.

وأضاف "يشكّل الإثيوبيون 1.7 في المئة من سكان إسرائيل ونحو 5 في المئة من الجنود القتلى". وشدّد على أنه "منذ السابع من أكتوبر بتنا نفكّر أكثر في وحدة الصف. بتنا نكترث أكثر لبعضنا البعض ونبذنا حروبنا القديمة". كما أنه لا إحصاءات لدى الجيش الإسرائيلي في ما يتّصل بإتنيات جنوده.

لكن ياخنيش لفتت إلى أن الجيش ولا شك "هو آلية انتماء اجتماعية قوية جدا"، وهي ظاهرة جسّدها بوضوح سافهت فاردا، والد جندي جرح في السابع من أكتوبر. ففي سوق يرتادها إثيوبيون - إسرائيليون، عرض صورة لابنه برداء المستشفى خلال لقائه بيني غانتس، وزير الدفاع السابق والعضو في حكومة الحرب الإسرائيلية. وقال سافهت "نحن نحب بلدنا إسرائيل"، وأضاف "نفضّل الموت على أن تموت بلادنا".