إسرائيل توسّع رقعة غاراتها إلى بعلبك وبن غفير يدعو إلى بدء الحرب على لبنان الآن

> «الأيام» القدس العربي:

> تفاقم التصعيد على الجبهة الجنوبية اللبنانية وتوسع ليطال منطقة بعلبك للمرة الثانية منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، في ظل إشارات دولية تعبّر عن مخاوف من تسارع التهديدات ضد لبنان في حال عدم التوصل إلى حل سياسي، خصوصاً مع تضاؤل احتمالات الهدنة في غزة، وآخر ما عبّرت عنه إسرائيل في هذا الصدد هو حض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير زميله وزير الحرب يوآف غالانت على البدء بالحرب فوراً، إذ توجّه إليه بالقول “الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن”، مضيفاً “توقفوا عن نشر الفيديوهات وابدأوا بالرد والهجوم الآن”.

غير أن حزب الله أبدى استعداده للرد على أي عدوان، بحسب ما أعلن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال “إن الحزب مستعد بجهوزية عالية للرد على أي عدوان”، مضيفاً “العين بالعين والسن بالسن.. ولنترك الميدان يحسم الخيارات”.

وبعد غارات عنيفة شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي ليل الاثنين على منطقة بعلبك حيث استشهد المواطن مصطفى علي غريب، قصف حزب الله مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة “كيلع” والقاعدة الصاروخية والمدفعية في “يوآف” ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من 100 صاروخ كاتيوشا.

وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى سقوط 100 صاروخاً على هضبة الجولان من لبنان، وتحدثت عن “انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القرى الحدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان”. كذلك، تم إطلاق رشقة صاروخية باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا والسماقة وزبدين. واستهدف الحزب الأجهزة التجسسية في موقع بركة ريشا وموقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرة. كما أطلق صواريخ بركان في اتجاه مواقع الراهب وجل العلام والجرداح وبركة ريشا وحدب يارين وثكنة زرعيت وتصدّى لمسيّرة إسرائيلية. ودوّت صفارات الإنذار في مستوطنات “نهاريا” و”جعتون” و”كليل” في الجليل، ثم في “نتوعا” و”شتولا”.

بعلبك هدف للغارات

في المقابل، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مجدداً في غضون 24 ساعة على منطقة بعلبك، مستهدفاً مبنى سكنياً في محلة “ضهر العيرون” على طريق بعلبك رياق الدولية، بين بلدتي السفري وسرعين بالقرب من مؤسسة الموسوي، ما أدى إلى تدميره وسقوط شهيد و10 جرحى، بينهم عمال سوريون تم نقلهم إلى “مستشفى رياق العام” لتلقي العلاج. وبعد نحو 5 دقائق استهدفت مسيرة إسرائيلية مزرعة عند أطراف بلدة النبي شيت مؤلفة من 3 طبقات قرب مرقد أمين عام حزب الله الراحل عباس الموسوي. وأعلن جيش الاحتلال “تنفيذ غارات على مجمعات مهمة لحزب الله في بعلبك في العمق اللبناني”، مشيراً إلى “استهداف مقرين في بعلبك يستخدمهما حزب الله في تطوير الأسلحة”.

وأهاب قسم إعلام حزب الله في منطقة البقاع بالأهالي في بيان “من باب الحرص على سلامتهم، الابتعاد عن الأماكن التي يتم استهدافها وعدم الاقتراب منها أو التجمع في محيطها وترك الجهود الإغاثية للجهات المعنية المولجة بهذه المهمة”. وأضاف “أهلنا الأعزاء، غيرتكم مورد اعتزاز، لكن أرواحكم أغلى من كل شيء، وحفظها مسؤوليتنا جميعاً”.

كذلك، شنّ الطيران المعادي غارة على وادي بلدة برغز والدلافة في قضاء حاصبيا، وأغار على خراج بلدة السريرة ووادي السلوقي وأطراف عيتا الشعب وبلدة الخيام والناقورة وعلى المنطقة الواقعة بين العديسة والطيبة. وأدت غارة على بنت جبيل إلى إصابة شخص بجروح طفيفة صودف مروره لحظة حصول الغارة. واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدتي حولا ومركبا، كما سقطت قذيفتان على خراج سردا في البساتين، وسقطت مسيّرة إسرائيلية نتيجة خلل فني في بلدة حراجل المسيحية في أعالي كسروان من دون أن ينفجر الصاروخ الذي كان على متنها.

وكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي على منصة “اكس”: “أغارت طائرات حربية على ثلاث منصات إطلاق القذائف الصاروخية التي تم استخدامها في عمليات الإطلاق نحو منطقة هضبة الجولان”. وزعم أدرعي “أن سلاح الجو هاجم أكثر من 1200 هدف جواً وأكثر من 3100 هدف براً لحزب الله على الأراضي اللبنانية والسورية”. وقال “من بين الأهداف التي تمت مهاجمتها مستودعات وسائل قتالية ومبان عسكرية كانت مخصصة لنشاطات حزب الله الهجومية ومقرات قيادة عملياتية”. وأضاف “منذ نشوب الحرب قتلنا أكثر من 300 عنصر من الحزب وأصيب أكثر من 750 بينهم 5 قادة كبار”، معتبراً “أن الهجمات المكثفة في المنطقة الشمالية تمس بقدرات حزب الله الجوية والبرية وكذلك كبار قادته، ويعمل الجيش الاسرائيلي على زحزحة قوات حزب الله ومنظوماته عن منطقة جنوب لبنان”.

المقاومة بالمرصاد

وتعليقاً على الغارات الإسرائيلية على بعلبك، التي تجددت الثلاثاء، مستهدفة سرعين، كتب وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن: “بعلبك قلعة الشهداء وقسم ‎الامام الصدر إمام ‎المقاومة، وبقاعها قمح التضحية وبيادر العطاء. من بعلبك إلى كل الوطن ثلاثية ‎الجيش والشعب والمقاومة متأصلة وتنتصر”.

ورأى النائب ملحم الحجيري في العدوان الإسرائيلي على منطقة بعلبك الهرمل واستهدافه المدنيين، “إصراراً من قبل العدو على توسيع عدوانه على لبنان، وهي محاولات يسعى إليها للهروب إلى الأمام نتيجة فشله في مواجهة المقاومة في ميدان القتال”. وأكد “ان هذا العدوان على خزان المقاومة لن يبقى دون رد، وستقابل المقاومة توسيع العدو لدائرة استهدافاته للمناطق والمدنيين بتوسيع ردها، وسيدفع العدو ثمن إرهابه وجرائمه، وهو تمادٍ لن يخيف شعبنا ولن يرهبه”.

من جهته، تفقد النائب ينال صلح جرحى الغارة على مبنى سكني في بعلبك، ولفت إلى “ان هذه الاعتداءات الجبانة لا تخيفنا، ولا تدلل إلا على ضعف العدو ويأسه، وهي ايضاً دليل على المأزق الذي يعيشه لا سيما في معركته مع المقاومة”، مشدداً على “أن رد المقاومة على استهداف المدنيين سيكون موجعاً وهو حكماً يعرف ذلك”.

من ناحيته، أشار رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك إلى “أننا اعتدنا واعتاد المسلمون في شهر رمضان المبارك على الانتصار مهما غلت التضحيات والأثمان، وسنبقى في عزيمتنا لنواجه هذا العدو ونهزمه ومن يدعمه”، وقال “لمن يراهن على العدو لسلب قدراتنا وإمكاناتنا نقول إذا تجاوزوا الحدود نحن لهم بالمرصاد”، موضحاً “أن المقاومة الإسلامية لم تستخدم إلا جزءًا من قدرتها وهي حاضرة لمواجهة أي طيش وأي عدوان”، واضاف “سمعنا تهديدات العدو سابقًا ولم نهتم وسنبقى نساند أهلنا في فلسطين المحتلة ولن نتخلى عنهم”.

القرار 1701

بالموازاة، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأطلعته على الإحاطة الدورية لمجلس الأمن بشأن القرار 1701، وأبلغته أنها في صدد المغادرة إلى نيويورك لمناقشة هذا الملف، كذلك زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري للهدف ذاته.

تزامناً، تداول المكتب السياسي الكتائبي في اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل التدهور المتسارع في الوضع الميداني، وحذّر “من تمادي بقايا السلطة في الاستسلام لحزب الله وتبني مواقفه ونسبها إلى اللبنانيين في أي مفاوضات تقودها مع أي موفد خارجي، فهي إلى جانب كونها مغتصبة سلطة في غياب رئيس الجمهورية تساهم عن قصد في إدخال البلد في مواجهة قاتلة يستحيل عليه تحملها أو حتى إدارتها في ظل وضعه الحالي”. وحمّل المكتب السياسي “هؤلاء مسؤولية تحلل الدولة وانفلات الأوضاع نتيجة تخليهم عن حق الدولة في قرار الحرب والسلم وتسليمه إلى حزب الله ومنه إلى إيران وتحويل اللبنانيين أوراق مفاوضة خدمة لمشروع غريب عنهم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى