العليمي: من المهم أن نحاول إصلاح المجتمع لكن دون أن يقف ذلك عقبة أمام التغيير والتطور

> عدن «الأيام» خاص:

> التقى د. رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأحد، أصحاب الفضيلة العلماء، والخطباء والدعاة والمرشدين، بحضور وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة.

وعبر رئيس مجلس القيادة باسمه وإخوانه أعضاء المجلس، عن عظيم إجلاله وتقديره للعلماء، والخطباء والمرشدين، والدعاة، ودورهم في تحصين الأمة، والسلم الاجتماعي، وحشد الطاقات وتوجيهها في خدمة المصلحة العامة للمواطنين، وقضاياهم المركزية، المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب الجماعة الحوثية، ومكافحة الإرهاب بأشكاله ومصادره المختلفة، وتحفيز جهود التنمية وتحسين الخدمات.

وخاطب أصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين، قائلًا أن لقاءهم ليس لتبادل المجاملات، وإنما من أجل نقاش مفتوح، ومسؤول حول تحدياتنا، ودور رجال الدين في مواجهتها باعتبارهم مخزون الأمة الأخلاقي والفكري.

أضاف"نحن نرى أن مهمة العلماء والدعاة، أكبر من مجرد الوعظ والإرشاد، إذ ننظر إليكم كمفكرين ومجددين، ومصلحين اجتماعيين في نفس الوقت".


وتطرق إلى أهمية التمييز بين التدين السلوكي، وبين الخطاب الديني، قائلًا "إن التدين السلوكي هو أمر متصل بعلاقة العبد وربه، أما الخطاب الديني فهو يتصل بالمصالح المرعية والمقاصد الشرعية، لذا فهو ليس شأنًا فرديًا وإنما شأنًا عامًا".

وأشار إلى أن التحدي اليوم أمام الفكر الديني يتعلق بكيفية الاقتداء بالسلف الصالح، دون الإصابة بالجمود، وكيفية التفاعل مع متغيرات المجتمع دون أن نصاب بالتفلت، موضحًا أن هذه المعادلة تتحقق بالعودة لتراث رواد الفقه الصالحين، والاقتباس من مناهجهم، ولكن دون التوقف عند مسائلهم.

أضاف "من المهم أن نحاول إصلاح المجتمع، وأن نحافظ على قيمه الأصيلة، لكن دون أن يقف ذلك عقبة أمام التغيير، والتطور".

وأكد على أن الخطاب الديني اليمني بحاجة اليوم إلى التركيز على عدة محاور، يأتي في مقدمتها الأخلاق وحسن المعاملة باعتبارهما جوهر الدين، مع أهمية مراعاة مقتضيات العصر واحتياجات الجيل الجديد، مثل استثمار الوقت، والابتكار، والعمل والإنتاج، والتنمية كجزء من الأخلاق والقيم الدينية.

كما شدد على أهمية التركيز على مسائل الترابط الأسري، في ظل الانتشار الملحوظ مؤخرًا لجرائم العنف الأسري.

وقال: "إنه ليس من المقبول أن يأتي أحدهم لممارسة الطقوس التعبدية وهو يتلقى الرشوة، أو يسرق الكهرباء".

كما أكد على أهمية أن يركز الخطاب في هذه المرحلة على تعزيز قيم التعايش والسلم المجتمعي، كما أن مفهوم ولي الأمر لم يعد يقصد به اليوم شخص الرئيس فقط بل أيضًا المؤسسات.

وحض على نبذ الفرقة سواء على أساس طائفي أو قبلي أو مناطقي، ونبذ كل العصبيات الجاهلية كما وصفها الرسول الكريم.

وحذر من خطورة إقحام مواضيع الخلاف السياسي في بيوت الله المخصصة للعبادة، لكنه أكد على حق الناس في التعبير عن رأيهم والنقد والاعتراض، طالما كان ذلك في ظل احترام قيم الدين، ومؤسسات الدولة، وعدم بث الفرقة.

ونبه إلى التركيز على خطر التيارات المتطرفة، وجماعات العنف الإرهابية الذين يشتركون جميعًا في رفض التجديد، وتزييف المصطلحات الشرعية، والموقف العدائي من مخالفيهم، فضلًا عن انتهاكهم ثوابت الدين بما يرتكبونه من جرائم الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، وفي مقدمة ذلك تأتي المليشيات الإرهابية الحوثية.

كما حث على مضاعفة جهود التوعية بمخاطر الانجرار وراء الشائعات وانعكاساتها الوخيمة على أمن المجتمعات وتنميتها، وتجريم المتاجرة بالآثار أو تهريبها باعتبارها موروثًا ثقافيًا، وملكًا للأجيال المتعاقبة.

كما أكد على حق المرأة في السفر وشغل الوظائف العليا في الدولة، وفقًا للدستور والقوانين النافذة ومرجعيات المرحلة القائمة.

وفي اللقاء تحدث وزير الأوقاف والإرشاد، وقيادات الوزارة، والعلماء والدعاة والخطباء والمرشدين بمداخلات، أشادت جميعها بموجهات الخطاب الديني التي جاءت في كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

كما تطرق أصحاب الفضيلة إلى متطلبات النهوض بالخطاب الديني والعمل الدعوي، وتفعيل دوره في دعم ولاة الأمر وسلطات إنفاذ القانون، ومكافحة التطرف والغلو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى