عين على عدن والأخرى على مكة

> خارطة الطريق المسربة التي اتفقت المملكة العربية السعودية مع الحوثيين عليها، يرى فيها الحوثي الطريق التي توصله إلى أن يصبح السيد عبدالملك الحوثي، هو القيادة السياسية لليمن، وهو لا يرى إلا يمنًا واحدًا موحدًا، تؤهله خارطة الطريق وبرعاية أممية، لأن يكون قيادة الدولة، و باعتراف دولي وهو لا يكتفي باليمن فقط بل إن عينه على مكة المكرمة وبيت الله الحرام، فهو يرى أنه الأحق والأجدر بإدارتها.

هذا الشعور وهذه الرؤية الاستراتيجية المتغطرسة كانت بذورها موجودة في داخلهم، من حرب دماج وما قبلها في مواجهة الوهابية، ثم تعززت بفشل التحالف العربي في كسر المشروع الإيراني، وحاليًا ما يراه انتصارًا يحققه في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، مع عدالة القضية الفلسطينية التي يدعي أنه يحارب من أجلها وما حضي به موقفه هذا من تأييد شرق أوسطي وغربي، خصوصًا عند الشباب التقدمي،

كما أن موقفه هذا قد ساعده كثيرًا على تغطية الأوضاع المزرية التي يعيشها الناس في المناطق التي يسيطر عليها، أكان على صعيد الحياة المعيشية أو على صعيد الأمن والاستقرار ونشر الرعب بين صفوف الناس، وتفجير المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

خارطة الطريق ستجعل من الحركة الحوثية المدعومة من إيران دولة، سيكون لها علاقاتها الدولية السياسية والعسكرية والاقتصادية، وستفتح مطاراتها وموانئها أمام الملاحة الدولية، واستيراد الأسلحة وتصدير النفط، وستكون القيادة السياسية والدينية والعسكرية بيد عبدالملك الحوثي، وسوف يطور ملازم أبيه لتكون مناهج دراسية للطلاب.

بالتأكيد أن نجاحه في تحقيق رؤيته هذه صعب جدًا، لكن تظل المحرك والدافع له وللمفاوضات ومعيقة لأي تسوية سياسية، خصوصًا إذا ما أدركتها دول الجوار والقوى السياسية في المنطقة.

إن الحوثي لا يخلو من الدعم الأمريكي والغربي، ولكن لتحقيق هدفين فقط، الأول أن يظل شوكة في خاصرة دول المنطقة، تستخدمها متى أرادت، والثاني لتعزيز المذهب الشيعي، وخلف صراعًا سنيًا شيعيًا في الدول العربية والإسلامية، لشغلهم في ذاتهم كي تضمن مصالحها غير المشروعة في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى