​مَن المسؤول عن إتلاف الذاكرة الفنية والثقافية والتاريخية لعدن؟

>
​معظم إرشيف وتاريخ تراث الجنوب وعدن تحديدًا، المكتوب والمرئي والمسموع، كل صنوف الفلكلور تم نهبه والعبث به وسرقته وتدميره وطمس بعضه منذ غداة حرب 94م وحتى اللحظة.

فكلنا نتذكر واقعة نهب مكتبة تلفزيون وإذاعة عدن بعد تلك الحرب والذهاب بها إلى صنعاء تحت زعم ترميمها، ولا تزال مختفية بالتوازي مع الاعتداء على ما تبقى في عدن من تراث وأرشيفات ومكتبات وتسجيلات نادرة ووثائق ومقابلات وأفلام تخص مراحل نضالات الحركات الوطنية، واستهداف مبانٍ طالت حتى المساجد والمعابد والقلاع والمتاحف وغيرها وغيرها.

وظهرت بعض من تلك المسروقات الفنية بحوزة عدة جهات، فعلى سبيل المثال لا للحصر سطتْ قناة السعيدة على جزء كبير من الأرشيف الغنائي والوثائقي المملوكة لتلفزيون وإذاعة عدن إن لم نقل كله ونسبت تلك القناة كل الأغاني والمواد الفنية والتاريخية والثقافية وسواها من الوثائق التي وقعت تحت يدها نسبتها لنفسها ووضعت عليها ختم القناة بكل جُرأة، مع إن كل تلك المواد موجودة ومسجلة من قبل تأسيس القناة (السعيدة) بعدة عقود، سرقة على رؤوس الأشهاد.

أخشى أن يتم الإجهاز على ما تبقى وبيعه بسوق نخاسة السياسيين، من يتصور أن الفنان الخليجي عباد الجوهر يصير بقدرة قادر هو صاحب واحدة من أشهر أغاني عدن أغنية الفنان الراحل الكبير محمد سعد عبدالله "كلمة ولو جبر خاطر".

لا أستبعد أن نسمع غدًا أن أغنية "صدفة التقينا على  الساحل" من كلمات عبدالله بلخير وأداء راشد الماجد، طمس تاريخ الشعوب يعني بالضرورة انتزاع شريحة ذاكرته، وتزهمر ذهنه وتبلده، من يقبل على نفسه هذا؟

.. شيء مريع أن تقول قناة عدن المستقلة إنها غير مسؤولة عن نسب تلك الأغنية لغير صاحبها  الفنان الكبير محمد سعد عبدالله وأنها لا تعرف شيئًا  عن الأغنية، فيما هي أغنية أشهر من نار على علَم، يعرف الصغير والكبير  كلمات وألحان وأداء من هي؟ إلا إذا كان القائمون على القناة من الجهل إلى هذه الدرجة الخطيرة بأبرز نتاجنا الفني. فمن يأمن بعد ذلك على  تراثه وإرثه أن يكون بحوزة هؤلاء  الأطفال؟
ومع ذلك تظل الآمال موجودة ومُعلّقة على جهود الخيّرين وأصحاب العلاقة باستعادة ما نُهب وتصحيح ما تشوه والبحث عما طُمس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى