وزير دفاع إسرائيل في واشنطن لحسم مستقبل حرب غزة والمواجهة مع حزب الله

> ​واشنطن "الأيام" العرب:

> توجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إلى واشنطن، حيث سيجتمع بنظيره الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، لمناقشة المرحلة التالية للحرب في غزة وما يجري من تصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يؤجج تبادل لإطلاق النار مع حزب الله مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا.

وقال غالانت قبيل مغادرته البلاد “أغادر إلى الولايات المتحدة بدعوة من وزير الدفاع لويد أوستن. الولايات المتحدة هي حليفنا الأهم والمركزي، وعلاقاتنا مهمة بشكل خاص، ربما أكثر من أي وقت مضى، هذه الأيام”. وأكد أن الاجتماعات المرتقبة مع كبار المسؤولين الأميركيين ستكون “حاسمة بالنسبة لمستقبل الحرب”.

وأوضح “سألتقي في الولايات المتحدة بوزيري الدفاع والخارجية وغيرهما من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. سأناقش في هذه اللقاءات الوضع على جبهة غزة وعلى الجبهة اللبنانية، وهما أمران ذوا أهمية حاسمة في هذا الوقت”. وتابع غالانت “نحن مستعدون لأي إجراء قد يكون مطلوبا، سواء في غزة أو في لبنان أو في أماكن أخرى”. وأشار “سيتم التركيز في هذه الزيارة على عمليات تجهيز وإمداد إسرائيل بالعتاد والأسلحة، للحفاظ على تفوقها النوعي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب في غزة وعلى الجبهة الشمالية مع حزب الله وإعادة المختطفين”.

ويرى متابعون أن غالانت يريد تسريع حسم موضوع غزة للتركيز على الجبهة الشمالية، التي تشهد سخونة، وقد تنتهي بمواجهة شاملة بين الطرفين، وهو ما بدأ يتحضر له الجانبان عمليا.

وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين ربطوا بين تكثيف الجيش للتوغل حاليا في رفح جنوب قطاع غزة، حيث يقول إنه يستهدف آخر كتائب لحركة حماس، وبين احتمال التركيز بعد ذلك على الحدود مع لبنان. وقال غالانت “الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة له أهمية كبيرة. سأناقش هذا الانتقال مع المسؤولين الأميركيين، وكيف يحتمل أن تتيح أشياء إضافية، وأعلم أننا سنحقق تعاونا وثيقا مع الولايات المتحدة في هذا الصدد أيضا”.

ومن شأن تقلص العمليات في غزة أن يتيح للقوات التفرغ لمواجهة حزب الله، إذا ما احتاجت إسرائيل لشن هجوم بري أو تكثيف القصف الجوي. ووصف مسؤولون المرحلة الثالثة والأخيرة من الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنها تهدف إلى تقليص القتال مع تكثيف الجهود الرامية إلى تمكين إدارة ما بعد حماس والبدء في إعادة الإعمار في القطاع الذي دمرت الحرب معظمه.

واختلف غالانت عضو حزب ليكود مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتزعم الحزب، في الأشهر القليلة الماضية مطالبا بخطة أكثر وضوحا لما بعد الحرب في غزة لا تترك المسؤولية في القطاع في يد إسرائيل، وهو المطلب الذي صدر بالمثل عن البيت الأبيض.

ويواجه بنيامين نتنياهو مصاعب في مساعيه للحفاظ على حكومته متماسكة من خلال الموازنة بين مطالب المؤسسة الدفاعية، بما في ذلك جنرالات سابقون مثل غالانت، والشركاء في ائتلاف الحكومة من اليمين المتطرف الذين يقاومون أي إستراتيجية لما بعد حرب غزة يمكن أن تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين لإذاعة الجيش الأحد إن قتال حزب الله سيكون معقدا سواء عاجلا أم آجلا. وأضاف إدلشتاين، وهو أيضا عضو في حزب ليكود، “لسنا في وضع مناسب لخوض قتال على الجبهتين الجنوبية والشمالية. سيتعين علينا الانتشار بشكل مختلف في الجنوب من أجل القتال في الشمال”. وانتقد إدلشتاين مقطعا مصورا نشره نتنياهو الأسبوع الماضي قال فيه إن الإدارة الأميركية “تمنع الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”. وأثار المقطع خلافا مع البيت الأبيض.

وعلقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي شحنة قنابل لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق إزاء التأثير الذي يمكن أن تحدثه إذا استُخدمت في مناطق مكتظة بالسكان في غزة، لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات. وقال إدلشتاين “آمل أن تحقق المناقشات خلف الأبواب المغلقة أشياء أكثر بكثير من تلك التي تتحقق عبر محاولات الضغط باستخدام مقاطع الفيديو”، في إشارة إلى زيارة غالانت لواشنطن.

وشنت إسرائيل حملة برية وجوية على غزة بعد أن نفذت كتائب عزالدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تقول إحصائيات إسرائيلية إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وانخرط حزب الله منذ اليوم الثاني من اندلاع المواجهة بين حماس وإسرائيل، في عمليات استهداف للداخل الإسرائيلي، وهو ما قابلته إسرائيل برد قاس تمثل في استهداف قيادات ميدانيين للحزب كان أبرزهم طالب عبدالله. ويرى مراقبون أن إمكانية اندلاع حرب شاملة على الجبهة الشمالية باتت أقرب من أي وقت مضى وأن الطرفين يستعدان بالواضح لهكذا مواجهة.

وتضاربت أنباء في الساعات الماضية حول شحنات أسلحة تتدفق على مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. ونفى اتحاد النقل الجوي في لبنان الأحد ما ذكرته صحيفة التلغراف البريطانية بشأن وجود أسلحة وصواريخ في المطار. وقال بيان صادر عن الاتحاد “طالعتنا صحيفة التلغراف بخبر عن جود أسلحة وصواريخ في مطار بيروت، من دون تقديم أي دليل أو برهان، بل مجرد أكاذيب هدفها تعريض مطار بيروت والعاملين فيه، وكلهم مدنيون، والعابرين منه وإليه، وكلهم مدنيون، للخطر”.

وأوضح البيان “نحمل هذه الوسيلة الإعلامية، ومن ينقل عنها، كامل المسؤولية عن سلامتنا (العاملون في مطار بيروت بكامل منشآته، بمحطة الركاب مغادرة ووصول وساحة الطائرات والصيانة والشحن الجوي المدني). وأضاف “ندعو وسائل الإعلام كافة لبنانية وعربية وأجنبية إلى الحضور إلى مطار بيروت مع طواقم التصوير، والتأكد بأنفسهم”. ونشرت التلغراف تقريرا الأحد، تحدثت فيه أن حزب الله يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار المدني الرئيسي في بيروت، ونسبت تلك المعلومات إلى “مبلغين” من المطار.

وذكر تقرير الصحيفة أن المطار يضم صواريخ "غير موجهة" إيرانية الصنع، وصواريخ فاتح – 110 قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة، وصواريخ أم – 600 بمدى بين 150 و200 ميل، فضلا عن أسلحة أخرى. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن تلك المعلومات تثير مخاوف من أن يصبح مطار “رفيق الحريري”، الذي يقع على بعد 4 أميال فقط من وسط المدينة، هدفا عسكريا رئيسيا.

ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في المطار، رفض الكشف عن هويته، قوله “هذا أمر بالغ الخطورة. الصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل عبر رحلات مباشرة من إيران تشير إلى تدهور الوضع. عندما بدأت هذه الصناديق بالوصول إلى المطار، شعرنا بالخوف لأننا كنا نعلم أن هناك شيئا غريبا يحدث".

وحذر العامل من أن أي هجوم على المطار أو انفجار هناك قد يتسبب في أضرار جسيمة، مقارنة بالانفجار الذي دمر ميناء بيروت وألحق أضرارا كبيرة بمركز المدينة في عام 2020. وأضاف “سيتم عزل بيروت عن العالم، ناهيك عن عدد الضحايا والأضرار”، وقال إن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تحدث كارثة في المطار أيضا. وسبق وأن وجهت اتهامات لحزب الله باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى