خالد راجح شيخ كادر اقتصادي جمع بين المؤهل الأكاديمي والعمق السياسي

> كان خالد راجح شيخ أحد الكوادر الاقتصادية التي أخذت تشق طريقها بثبات، وتقدم الدليل تلو الدليل على أن كادرًا اقتصاديًا من طراز يجمع بين المؤهل الأكاديمي والعمق السياسي، يسير بخطى قوية لإكساب العمل في الميدان الاقتصادي معنى، يليق بأهميته في تغيير وجه الحياة في بلد أخذ يعدّ خياراته ويؤهل موارده لتنمية اقتصادية واجتماعية شاملة في ظروف صعبة وغاية في التعقيد.

في تلك الفترة كان قطاع الاقتصاد يضم نخبة من الشباب المؤهلين علميًا، في مختلف مجالات الاقتصاد، وشكلوا على قلتهم عمود القطاع الاقتصادي الذي كان يدار في ذلك الوقت المبكر بقيادات بخبرات وطنية عملية غير أكاديمية.

كان الاقتصاد آخذ في التحول من طابعه الخدمي الذي تأثر سلبًا بإغلاق قناة السويس وخروج ميناء عدن من خط الملاحة الدولية، حيث أخذ الاهتمام بالقطاع الإنتاجي يتزايد، ليغير وجه الحياة في القطاع الزراعي الذي كان يضم أكثر من 70 ٪ من سكان البلاد.

ثم أخذت وظيفة الاقتصاد تستوعب في إطار من المضامين الاجتماعية التي تدعمها سياسة وطنية.

وكانت السياسة باعتبارها اقتصاد مكثف تواجه بعض القصور في أن تكون إقتصادًا مكثفًا إلا بما تقره السياسة حينذاك من أولويات، فتأخذ القرار وفقًا للحاجة الاجتماعية دون مراعاة للشروط الاقتصادية، كما يعرفها اقتصاد السوق، وأذكر الدور الذي لعبه هذا الكادر والأجهزة التي يقودونها في توفير الحلول لتوافقات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، تصدر عن مجلس الوزراء، واللجنة المركزية للحزب .

في إحدى الاجتماعات، على ما أذكر، كنا نناقش الشروط التي يكون فيها القرار بالموافقة على إنشاء مصنع ما، ممكنًا من عدمه.

وكان من الأفكار التي طرحت في ذلك الاجتماع، أنه علينا أن نفرق بين الشروط التي تطبق على القطاع الخاص، باعتبار الاستثمار هنا ربحيًا، وله بالطبع شروطه التي تغري المستثمر لإنشاء المصنع، وتلك التي تطبق على القطاع العام، حيث الحاجة إلى تنمية المجتمع واستيعاب البطالة، وخلق مناخ لتنمية شاملة تعظم دور الصناعة في الإنتاج المحلي، باعتبارها شرطًا لتطوير الإنتاج.

أتذكر إسهام خالد شيخ في ذلك النقاش الذي رفعت خلاصته إلى مركز القرار، والذي اعتمدته اللجنة المركزية في اجتماعها بالنص.

ثم تفرقت بنا السبل، بعد ذلك، لكنني ظللت أتابع أخباره في مختلف المواقع التي تبوأها لكفاءته، حتى وافاه الأجل اليوم في الكويت، حيث كان آخر عمل تولاه كخبير اقتصادي في الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأقول لنفسي لو أن بلدنا استقر كبقية بلاد الله، لكان له ولمثله من الكفاءات ما سيسجله التاريخ من أعمال جليلة في النهضة والبناء والتقدم.

رحم الله الدكتور خالد راجح شيخ، وأسكنه فسيح جناته.

خالص تعازينا لأولاده وأسرته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى