​الكذب شر لابد منه في بعض المهن والمناصب

>
​الكذب حالة تصاحب الإنسان في حياته، لا يوجد شخص لم يكذب في حياته، ولكن "هناك من لا يتعب من الكذب، لأنه يكذب بصدق"..! والكذب عاده سيئة وشر لابد منه في بعض المهن والمناصب، فالبائعون والسياسيون ومندوبو المبيعات في الشركات يصعب عليهم الحفاظ على مراكزهم والنجاح في أعمالهم إذا لم يكذبوا، وإن التزموا الصدق والأمانة، والكذب في اللغة العربية له عدة مرادفات منها: التمويه، الخداع  التلفيق، التضليل  الافتراء، الإفك، البهتان، التزييف، الغش، الفرية، التدويل، الاختلاق؛ والكاذبون أنواع: نوع يكذب وهو ذو موهبة، فالكذب عنده موهبة وصفة ملازمة له، ونوع الكذب عنده واقع، اعتنقوا الكذب وصار واقعًا لديهم ويتهمون الآخرين بالإلحاد، بمعنى أن هناك أناس يؤمنون بقضية ما، ولكنهم يعمدون إلى وسائل غير شريفة للدفاع عنها، والنوع الثاني لا يهمهم إلى مصالحهم فيكذبون ولا يهمهم إلا ما يجنونه من كذبهم.

وإذا جئنا إلى أكثر الناس كذبًا هم العرب وبحسب دراسات واستبيانات أن رجال الدين والسياسة هم أكثر الناس كذبًا، فبالنظر إلى المنطقة العربية لوجدنا أن الساسة هم أكثر الناس كذبًا وعلى مدى سنوات طويلة ومتابعة وتصريحات المسؤولين على مستوى الواقع العربي لخطط واستراتيجيات ومشاريع وتصريحات ووعود من كل صنف وتبشيرات بكذا وكذا، والتي لم يتحقق منها شيء؛ بمعنى أن النتيجة كذب في كذب وكلام في كلام ووعود في وعود حتى تعب الكلام من الكلام على رأي الشاعر نزار قباني.

وبات الكذب يملأ واقعنا حتى أصبح الكذب صناعة ومهنة وتجارة وخاصة في العالم الافتراضي وما أكثر الكذب المغلف بالصدق فيخاطب الشخص صديقه في العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي بالكذب وأصبح الكذب عندهم أكثر واقعية من الصدق، كم حقائق تتغير في العالم الافتراضي وغدت هي المحرك الأكبر لصناعة الكذب وساحة خصبة لشتى أنواع الكذب.

  وقد بلغ الكذب السياسي مبلغه في السنوات الأخيرة، والكاذبون يتكاثرون في كل مجال، وكأن كل الأطراف تؤمن بمقولة أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس، وهناك كاذبون لا يصدقون حتى لو قالوا صدقًا، والبعض يتلاعب بالكلام؛ مثلًا يقول "بصراحة" وفي الحقيقة" و"أكون صادقًا معك".. وبناءً عليه إن أردت أن تكذب مستقبلًا فأفعلها صح وتحاشى هذه المظاهر والحركات الفاضحة، وليغفر الله لي ولكم وسائر الكاذبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى