​حب الوطن شيء مختلف

> حسب الكثير من المعطيات لا نعاني من نقص في حملة المؤهلات ممن لديهم شهادات أكاديمية ونحوها لأن ذلك ليس هو المعيار، فالكثير من أصحاب المؤهلات مستعدون للعمل مع أي كان، فليس في حساباتهم وطن أو إخلاص له، فغالبًا ما يظهر هؤلاء قاعدة الغاية تبرر الوسيلة؛ بل لديهم نزعات مناطقية وأمراض سياسية يرون في ذاتهم كل شيء في حين أن الآخرين ما دونهم تمامًا.
نماذج هؤلاء كثيرة وهم في كل زمن في السلطة ومن المستشارين الذين يجيدون زرع الشقاق والتشكيك في غيرهم.

ما ينقصنا هم الذين يحبون الوطن ويضحون من أجله، هم من يعملون بكل صمت ولا ينتظرون العائد من جهدهم.
ما ينقصنا هم الشرفاء وإن كانوا من البسطاء وأصحاب المستويات العادية؛ لكنهم الأكثر عطاءً والأكثر نزاهة، لم يسعوا قط من أجل الحصول على شهادات عليا بطرق ملتوية لأنهم ببساطة لا يربطون عطاءهم بالمسميات والتي غالبًا هي مسميات جوفاء.

 في جيل الآباء عرفنا قيادات فذة مخلصة في وطنيتها وكان لهم تأثير ساحق، بل كانت لهم مكانة وهيبة وحضور لافت.. لم يكونوا أصحاب مستويات عليا؛ لكنهم لديهم خصال حميدة لهذا كانت لهم مكانة.

عمومًا لا انتقص من أصحاب المؤهلات فهناك الكثير من النماذج التي تحترم.. ما أردت قوله: إن معاناتنا مع بعض النماذج الذين هم مع ما يمثل مصالحهم كبيرة، واللافت أنهم في أغلب الأحيان أدعياء معرفة.. فمثلًا تجدهم يتخطون الثورة التقنية العصرية إلى الذكاء الصناعي كما لو أن لديهم ارتباط وثيق بحركة تطور المجتمعات في حين أن حدودهم المعرفية لا تتخطى الأولويات.. إلا إن قدرتهم على الترويج لأنفسهم مدهشة من منظور ما تراكمت لديهم من خبرات كيدية بحق الآخرين، من هنا تجدهم في كل المنعطفات.

فهل مشكلتنا تكمن أساسًا في الافتقار لذوي المؤهلات العالية مع أن الكثير منها تم الحصول عليها بطرق وأخرى ملتوية، أم أننا بحاجة للنزيهين الصادقين ممن يحبون أوطانهم ولا يتوانون في الدفاع عنها مهما كانت الصعوبات.. لا يغيرون منطقهم وقناعاتهم بحسب الطلب.. فمثل هؤلاء أصحاب جمع المال بغض النظر عن مصدره ولا يفكرون بأحوال العامة لأنهم يرون حالهم فوق الجميع للأسف..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى