معاداة السامية حصان طروادة حديث!!
ملطالما لهجت ولاكت ألسن الغرب المتعجرف حكاية (معاداة السامية). والعجيب بل والفارق في ذلك المصطلح إنه يختزل السامية في اليهود فقط.
الشعوب السامية كثيرة ولغاتها ذات جذر واحد ومنطقتها تكاد تنحصر في شبه جزيرة العرب وبعض الجوار الأفريقي.
لا وبل لا يسقطون هذا المصطلح على شريحة اليهود الفلاشا والسفارديم. وهم يهود المشرق العربي والحبشة.
أولئك هم الأوروبيون ولا تزال أدبياتهم السابقة شاهدة، وتوثقها النظرة من خلال رواية أشهر الكتاب الإنجليز وهو وليم شيكسبير (تاجر البندقية / المرابي اليهودي شيلوك مثالًا صارخًا)
إن التاريخ لم يسجل للعرب أي نوع من الاضطهاد لليهود طوال تواجدهم وسط الشعوب العربية، بل إن العرب هم والمسلمون هم من حمى اليهود خلال الحروب التي نشبت في قرون مختلفة، بما فيها الحربين العالميتين الأولى والثانية.
يبدو أن المؤامرة الغربية على الوطن العربي حقيقة، وأن مصطلح معاداة السامية هو حصان طروادة عصري وحديث، لإعادة احتلال الوطن العربي، وإحلال كل الأشكناز اليهود البيض من جميع أصقاع الأرض، لاستكمال الكذبة التاريخية وهي إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.
حصر معاداة السامية في اليهود فقط بينما السامية تشمل العرب جميعًا، هو إرهاب مع سبق الإصرار والتعمد.
فهل السامية هي اليهود أو العبرانيون فقط؟؟
فلماذا اقتصر الأوروبيون ذوي الإرث الاستعماري البشع المصطلح في تلك العينة فقط؟
من الذي اضطهد اليهود وأقام المذابح، بل وفرض عليهم الإقامة في جيتوهات منعزلة خاصة بهم، بل وأجبرهم بتشريعات على ممارسة أعمال وحرف بعينها؟؟
الأوروبيون والذين طالما اضطهدوا اليهود لدورهم في الكيد للمسيح عليه السلام وصلبه أيام الإمبراطورية الرومانية.
وخير مثال ألمانيا النازية في القرن التاسع عشر (الهولوكوست) أما بريطانيا فقد سن اللورد بلفور في عام 1905م قانونًا يمنع هجرة اليهود إلى بريطانيا، ثم يحدث انقلاب مفاجئ في الموقف بإصدار وعد بلفور في 1917م، بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين العربية، فهل كان المال اليهودي الذي احتاجته بريطانيا (قدمته أسرة روتشيلد والوكالة اليهودية الصهيونية) السبب الوحيد لذلك الوعد المشؤوم؟ أم أن هاجس التخلص من شرور اليهود، وإيجاد قاعدة استعمارية دائمة ومتقدمة تنوب عنهم في تمزيق الوطن العربي، وإيذاء شعوبه وذلك في قلب الوطن العربي (فلسطين)، وخاصة أن المتحكم بذلك الكيان الصهيوني هم الأشكناز (معتنقي اليهودية من أعراق أوروبية عديدة).
ولكن يبدو أن العرق الأبيض الأوروبي سيظل حبيس عنصرية التفوق، فهو حينما يحصر مصطلح معاداة السامية فقط في اليهود (ويقصد بطبيعة الحال معتنقي اليهودية من الأعراق الأوروبية / الأشكناز)، إنما يسقط المصطلح بالدلالة على ذاته هو -أي العرق الأبيض- فنحن لم نقرأ أو نشهد أي التفاتة منهم نحو الاهتمام بالمثل على يهود الفلاشا والسفارديم، وكذلك بقية العرق السامي وأكبرهم العرق العربي والفلسطينيون أحدهم ؟!
حصر معاداة السامية في اليهود فقط بينما السامية تشمل العرب جميعًا، هو إرهاب مع سبق الإصرار والتعمد.