اتفاق.. ما بعده سلام !!

> في معظم دول العالم عندما يتم إبرام أي اتفاق يعتبر إيذانا بنهاية الحرب وبداية حقبة جديدة من السلام والبناء، أما في اليمن أصاب بالرعب من أي مفاوضات وعملية سلام لأنها مؤشر لحرب طويلة الأمد وفصل ممل ومرعب من فصول الحرب.

اليمنيون لديهم تاريخ سيئ مع الاتفاقات، فمنذ عام 1994 وما قبل مرورا بمسرحية توقيع العهد والاتفاق، إلى مؤتمر الحوار الوطني في 2013 وما تبعها من حرب، كان سببها رفض البعض لمخرجات ذلك الحوار، وها نحن اليوم نعيش العام السادس من الحرب، اليوم نعيش تحت تداعيات اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي الذي بسببه تشتعل الحرب في أبين إلى اللحظة.

على ما يبدو أن القوى السياسية لا تقوى على رفض التوقيع على الاتفاقات أو على ما يبدو أن خوض الحرب بين البيادق على الأرض عندهم أسهل من الجلوس لفترات أطول مع الخصوم، وبناء اتفاق قوي يوقف الحرب مجددا، أو أن الاتفاقات بالنسبة لنا فصل من فصول المعركة ليتم حسمها عسكريا إلى أن يستطيع الطرف الأخر العودة للحرب وتستمر الحروب إلى ما لا نهاية.

من وقع على اتفاق الرياض يسكنون جميعا في فندق واحد، وربما يتناولون الطعام في نفس المطعم والطاولة، وأنصارهم يخوضون معركة في شقرة والدماء تسيل، والاتفاق حسب زعمهم صامد. بعد سنوات عندما يسألنا الأجيال عما حدث اليوم سنجد صعوبة في شرح الأمر لهم، كيف لا ونحن اليوم نواجه صعوبة في إنكار هذا العبث.
ما يحدث في أبين شبيه بحلبة المراهنة عندما يقف مجموعة من رجال الأعمال والاغتيال في الشرفة يراقبون المتصارعين وهم يخوضون المعارك بينما يحتسون الشراب بتلذذ، لأنهم يعجزون عن خوض المعارك بأيديهم، يستأجرون من يراهنون به إرضاء لغرائزهم المريضة، وكان الأسهل لهم أن يتواجهوا في بهو الفندق لإنهاء الأمر.
لا يمكن تفسير ما يحدث اليوم في أبين بغير ما سبق، وإلاّ كيف نفّسر صمت قيادة الجانبين، وغياب ردة الفعل، رغم سقوط قتلي وجرحى، وأن الحرب مشتعلة دون موقف واضح مما يحدث يضع حدا لهذا العبث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى