اللا تربية واللا تعليم

> أنور الطيار

> المدارس الابتدائية والثانوية تحولت إلى جامعات، فالقاعات مكتظة بالتلاميذ والطلاب، والمعلم لا يقدم حصة دراسية ناجحة في ظل الاكتظاظ المتزايد، بل يقدم محاضرة (أي حاجة) من دون أن يستوعب التلاميذ سوى عنوان الدرس، وبالتالي تصبح معظم الحصص التعليمية للمعلم والمعلمة في أي مادة دراسية خاليةً من أي معطيات معرفية وعلمية وضمن الأهداف الخاصة والعامة والمضمونة في مواضيع الدروس المقررة في المنهاج الدراسي والمطلوب تعديله من الكثافة والتكرار.

إذن أين التعليم المأمول الذي أصبح مجرد (كليشة) وللأسف؟ وكما أن المدارس تفتقد إلى الأنشطة الذهنية والجسدية (المتنوعة والمتعددة نتيجة عدم توفر أدوات ومعدات هذه الأنشطة المتطورة والمتقدمة إلى أدنى مستواها مثل الأنشطة الرياضية بأنواعها، والافتقار الشديد إلى الملاعب والساحات التي تحولت في معظمها إلى مساكن عشوائية دون حسيب ورقيب، وهذا يعني إعدام إبداعات التلاميذ والطلاب وتدمير مواهبهم من الصقل والنمو، مما يؤدي إلى عرقلة تكوين الشخصية المتكاملة المتطورة والمتعددة الجوانب، فأين هي التربية إذن؟

نحن أولياء الأمور نرى مدارس مفتوحة أبوابها، والصفوف المكتظة بتجاوز مساحتها (الخمسين) طالباً وطالبة، فكل تلميذ في الصف الأول بحاجة إلى (دقيقة واحدة) من أجل تدريبه وتعليمه الحرف والرقم والحصة الدراسية زمنها محدد بـ (35 دقيقة) وإعداد الدرس مخطط على خطوات وهي (المقدمة – العرض – التقييم)، فكم من الزمن بحاجة إلى إنجاز هذا الإعداد وتقديم حصة دراسية ناجحة؟

وعندما تسأل مدير المدرسة عن سبب ذلك، يبرر بعدم التوسع الصفي الذي بحاجة إلى بناء مدارس إضافية، وبنفس هذا التبرير يطرح من قبل مدير عام مكتب التربية ووزير التربية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، الكل عاجز عن توفير إمكانيات بناء مدارس إضافية.
كل ما يجري داخل المدارس من تربية وتعليم هو مجرد تأدية واجب لا يسمن ولا يغني من جوع.
إضافة إلى كل ذلك، فالأهم هو تحسين المستوى المعيشي للمعلم حجر الزاوية للتعلم، والذي يستلم نصف راتب مراسل ومنظف في المرافق المستقلة مالياً وإدارياً، وهذا الوضع أغرب من الخيال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى