بمناسبة الذكرى السادسة عشرة ليوم التصالح والتسامح الجنوبي

> محمد فريد

> بمناسبة الذكرى السادسة عشرة ليوم التصالح والتسامح الجنوبي الذي أعلنه أحرار الجنوب من جمعية ردفان الخيرية من مقرها في عدن، نزف أحر التهاني القلبية لأبناء الجنوب من المهرة إلى باب المندب بهذه المناسبة العظيمة التي فاح نسيمها العاطر في كل بقعة من جنوبنا الحبيب.
هذه المناسبة العظيمة التي بوركت وباركها من يومها قيادات الجنوب التاريخية في مقدمتهم المناضل الرئيس علي ناصر محمد.

إن شعب الجنوب في هذا اليوم التاريخي حطم وشايات ودسائس ومؤامرات الأعداء الذين يتلذذون بتمزيق النسيج المجتمعي الجنوبي وقتال شعب الجنوب بعضه بعض منطلقين من أحداث عصفت بشعب الجنوب هم من صنعها ومنها أوجدوا طريق الاستحواذ ونهب الثروة الجنوبية، حيث خلال ثلاثين عاما من عهد الوحدة اليمنية عمدوا على هدم القيم والفكر والثقافة الجنوبية التي تشكلت كارثا حضاريا منذ الخطوة التصحيحية 22 مايو 1969 التي جسدت مسارات الثورة الثقافية والعلم والعمل مرحلة أنارت الطريق فكرا وثقافة صانعة الإنسان العصري المتحرر من قيود الجهل والتخلف، مرحلة بنت وعي الإنسان الجنوبي، جعلت منه حصنا حصينا تجاه الغزوات الفكرية والثقافية العتيقة المتخلفة.

المؤسف المحزن أن الوحدة اليمنية التي تغنى بها المواطن الجنوبي واندمجت في شرايين دماء ابن الجنوب اتخذت خلال ثلاثين عاما مسار الهدم للوعي الجنوبي ثقافة وفكرًا ودولةً ومؤسساتٍ، وحدة كانت بحق وحقيقة مع نخبة غارقة في وحول الجهل والتخلف لا تستحق الوحدة، نخبة يطلب من شعب الشمال أن يغسل يديه منها ولفضها ووضعها في مزبلة التاريخ، وها هنا الجنوب بشعبة وقواته المسلحة عونا لإخوتنا في الشمال.

نعم إن بذرة التصالح والتسامح التي نحتفي بذكراها السادسة عشرة في يومنا هذا الخميس 13 يناير 2022م قد أثمرت لترسم طريق استعادة الهوية الجنوبية أرضًا وإنساناً وثقافةً وفكرًا ودولةً، ذلك ما جسدته لحمة وانسجام المقاتل الجنوبي في جبهات المواجهة مع مليشيات الحوثي في شبوة من نخبة من القوات الجنوبية ممثلة بألوية العمالقة الأبطال الذين سطروا مع إخوانهم من أحرار شبوة بطولات متميزة في تحرير شبوة من مليشيات الحوثي بوقت قياسي مشهود له.

انتصارات ومعنويات تعانق الجبال الرواسي، ذكرت ابن الجنوب بهيبة القوات المسلحة الجنوبية عهد قبل الوحدة.
إن التصالح والتسامح المعلن من مقر جمعية ردفان في 13 يناير 2006 رسخ روابط الإخاء والمحبة بين أبناء الجنوب لأجل جنوب مشرق بعزة وكرامة وشموخ أبنائه وتضحيات الإنسان في جنوبنا الحبيب.

إن لغة التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان في 13 يناير 2006 هي تعبير صادق عن لسان حال كل جنوبي حر ينبغي تجسيدها سلوكا وعملا من كل فرد في المجتمع الجنوبي، وفي المقام الأول الساسة والمثقفين وحماة الوطن، وتقع مسؤولية ترسيخ وتجسيد التصالح والتسامح واقعًا وسلوكًا وممارسة على المجلس الانتقالي باعتباره حامل القضية الجنوبية مسؤوليةً تضعه أمام التاريخ، إذ ينبغي أن يضع المجلس الانتقالي أولوياته في تسوية أرضية الحفاض علي منجز التصالح والتسامح من خلال الدعوة إلي مؤتمر جنوبي عام يمثله كل الطيف الجنوبي، ينبثق عنه ميثاق وطني يحدد مسار ومصير الجنوب الجديد جنوب الإصلاحات السياسية والاقتصادية لا جنوب الثورية المتشددة.

وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول: نعم لعلو قيم التصالح والتسامح، لا للتشتيت والعبث بالنسيج المجتمعي الجنوبي.
عاش الجنوب حرًا ومزدهرًا، الرحمة لشهداء القضية الجنوبية، الشفاء للجرحى، العزة لشعب الجنوب وقواته المسلحة.

"عميد ودكتور حقوقي محمد، وأبو شهيد أول الحراك والتصالح والتسامح الجنوبي"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى