"شعبانية اليمن".. الأطفال يحتفلون بـ"يوم البهجة" رغم منغصات الحوثي

> «الأيام»"العين الإخبارية":

> موالد وطقوس صوفية اختفت ولم يبق سوى الحلويات ..
مناسبات تستحضر روحانيات رمضان في مهب الأزمات

يرفض أطفال اليمن الاستسلام لظروف الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي، ويتمسكون باحتفالاتهم وطقوسهم لا سيما يوم "الشعبانية" في النصف من شعبان.


وأحيا اليمنيون لليلة النصف من شعبان التي يعد عيداً متجذراً للأطفال في عموم البلاد غير أن المحافظات الساحلية تتفرد بطابع وعادات خاصة وتسميه بـ"يوم البهجة" و"الجدونة" ويتم إحياؤها بطقوس متنوعة للكبار والصغار.

وفيما يدخل الكبار يوم نصف شعبان في أجواء روحانية لتهيئة النفوس لشهر رمضان، يذهب الأطفال لارتداء الملابس الجديدة والطواف بين المنازل منذ ساعات الصباح الأولى، يقرعون الأبواب ويجمعون الهدايا.

ويطوف الأطفال وهم يرددون أهازيج البهجة والفرحة ويتجولون من منزل إلى منزل منها "جدونة وبيت هادي، جدونة بالفل والكاذي"، وجدونة تعني أعطونا.

وتعتاد الأسر على الاستعداد مسبقاً لهذه المناسبة بشراء الحلويات المتنوعة، وإعداد الحلويات والكعك والمكسرات، ويحصل كل طفل على نصيبه منها.


وتسهم تلك العطايا في التنافس بين الأطفال بالرغبة في الحصول على أكبر قدر من الحلويات، من خلال السباق للوصول إلى المنازل التي تكون قد جُهزّت بكميات منها.

وقال الناشط والإعلامي اليمني إسماعيل القاضي إن الأطفال هم أكثر الفئات فرحاً بهذا اليوم، والسبب في ذلك هو العطايا التي يحصلون عليها، إذ إن الأهالي يشترون كمية من الهدايا التي تُوزع على الأطفال خلال طوافهم بالمنازل.

روحانية شعبانية رمضان

يحتفل اليمنيون بهذا اليوم والذي يسميه غالبيتهم يوم "شعبانية رمضان" بمناسبة تحويل القبلة من القدس إلى مكة المكرمة، وهو احتفال يُقام في بلدان عربية أخرى ويحمل مسميات مختلفة في طقوس تكاد تكون متشابه.

وتُقام في هذا اليوم الصلوات والعبادات والأدعية وكذلك الموالد الدينية، والأذكار والصلاة على الرسول (ص)، فيما تُعد وجبة العشاء التي يتجمع حولها كافة أفراد الأسرة، كما لو أنه يوم عيد.

وجميع الأمسيات التي تُقام بعد صلاة العشاء تكون في دواوين عامة، أو منازل لأسر اعتادت على إقامة مثل هذا الموالد التي تعد الأقرب إلى الطقوس الصوفية.

وقال الناشط الإعلامي حسام بكري إن "عيد البهجة" في المناطق الساحلية لليمن، هو عبارة عن طقوس دينية وعادات سارية ومتوارثة.


وأضاف أن المواطنين يرددون التواشيح والأناشيد الدينية التي تخص المناسبة، وهي شبيهة بالرجبية التي تقام في 27 من شهر رجب، وتشتهر مدينة حيس جنوب الحديدة بإقامتها والاحتفال بها عن سائر البلدات الساحلية الأخرى.

أزمات الحوثي

لكن العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في هذه المناسبة، كإعداد الطعام وإحياء ليلتها بالذكر والموالد وترديد الأناشيد الصوفية، بدأت بالاختفاء مؤخراً ولم يتبق منها سوى فرحة الأطفال بحصولهم على الحلويات.

وبحسب اليوتيوبر اليمني أحمد النظاري، فإن الشعبانية لها أجواء روحانية خاصة غربي اليمن لا سيما الحديدة، عروس البحر الأحمر، غير أنها لم تعد موجودة إثر حرب مليشيا الحوثي الإرهابية والأزمات التي تفتعلها وأنهكت السكان.

وقال:"كانت الشعبانية ليلة النصف من شعبان وكأنها عيد، أيام الخير واستلام المرتبات، وكانت غالبية المحال التجارية تغلق أبوابها ويلبس الأطفال الملابس الجديدة والبيوت تطهو اللحمة ويتم استبدال وجبة الغداء بوجبة العشاء وفيها كل ما لذ وطاب".

موالد وطقوس صوفية اختفت ولم يبق سوى الحلويات ..
موالد وطقوس صوفية اختفت ولم يبق سوى الحلويات ..

وأضاف:"تبدأ الطقوس في المساء حيث يتم إحياء هذه الليلة المباركة بالذكر والصلاة على الحبيب وقراءة القرآن وسط أجواء روحانية لا مثيل لها، أما الآن وفي زمن الحوثي للأسف غالبية الناس في طوابير للغاز وتعيش أكبر محنة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى