​الصين تسجل وفيات جديدة بكورونا وسط "معركة مأساوية" ضد الفيروس

> بكين«الأيام»رويترز:

> أعلن المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الأربعاء، تسجيل 3 وفيات جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي الثلاثاء، مقارنة بوفاة واحدة في اليوم السابق، وسط تقارير تشير إلى خوض السلطات الصحية في البلاد "معركة مأساوية" ضد الفيروس.

ومع هذه الأرقام، صعد إجمالي عدد الوفيات في البلاد التي رفعت مطلع ديسمبر معظم إجراءات مكافحة الفيروس السارية منذ عام 2020، إلى 5 آلاف و245 حالة.

ومقارنة بالبلاد الأخرى التي تفشى فيها الوباء، يعتبر عدد الوفيات منخفضاً جداً في أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم. كما أنه توقف عند 5241 لفترة طويلة من الزمن.

ولكن خلال اليومين الماضيين، سجلت الصين 4 وفيات. ومنذ تخفيف قواعد "صفر كوفيد" في 7 ديسمبر، أعلنت عن وفاة 7 أشخاص، وهو نمط قد يؤشر إلى انتشار أكبر مما تعلن عنه السلطات الصينية، خصوصاً في ظل تقارير غربية مرفقة بصور وفيديوهات من داخل الصين، عن اكتظاظ المستشفيات، ومحارق الجثث في البلاد، مع تزايد الإصابات والوفيات.

وتعتمد الصين مقياساً مختلفاً في إحصاء الوفيات مقارنة بمعظم دول العالم. ويتم احتساب أي حالة وفاة يكون فيها الفيروس "سبباً أو مساهماً"، ضمن وفيات كورونا، في حين تحصي الصين الوفيات الناجمة من الالتهاب الرئوي أو فشل الجهاز التنفسي فقط ضمن وفيات كورونا.

"معركة مأسوية"

صحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت في تقرير نشر الثلاثاء، إلى أنه من الصعب قياس الحجم الفعلي لحالة الطوارئ الصحية التي تعانيها الصين، لأن الحكومة تخلصت من اختبارات فيروس كورونا، بعد أن رفعت فجأة إجراءات "صفر كوفيد" الصارمة في البلاد.

وتكثر الأسئلة أيضاً حول عدد الوفيات المرتبطة التي تبلغ عنها الصين، لأن المسؤولين يحسبون فقط أولئك الذين يموتون بسبب فشل الجهاز التنفسي المرتبط مباشرة بالعدوى. ولفتت الصحيفة إلى أن البيانات الصادرة عن السلطات المحلية في الأيام الأخيرة تؤكد تفشي الفيروس، مع تسجيل تقارير من عدة مدن ومحافظات، عن إصابة مئات الآلاف يومياً.

وفي هذا السياق، توقع أحد مستشفيات شنغهاي أن نصف سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليوناً، سيصابون في نهاية المطاف، وحذرت من "معركة مأسوية" في الأسابيع المقبلة، وفقاً لبيان تم حذفه، نشره المستشفى الأسبوع الماضي على منصة التواصل الاجتماعي "WeChat".

كما تعاني الصين من ضغوط وقلة في عدد الأطباء، ما أدى إلى استدعاء أطباء متقاعدين للعودة إلى العمل.

وأضافت الصحيفة أن طلاب الطب الذين يعملون كأطباء مقيمين ومتدربين في المستشفيات، احتجوا على تدهور ظروف العمل، وطالبوا بأجر متساو وحماية أفضل من الفيروس، إذ يعتبرون من بين العاملين الطبيين الأقل أجراً، رغم أنهم يعملون لساعات أطول، بحسب الصحيفة.

أكثر من مليون وفاة

صحيفة "واشنطن بوست" بدورها، تتبعت تأثير الموجة الحالية، والتي تشير التوقعات إلى أنها قد تودي بحياة أكثر من مليون شخص في عام 2023، من خلال منشورات تم رصدها على المنصات الصينية الشعبية، بما في ذلك تطبيقي "Weibo" و "Douyin".

ووجد التحليل الأولي للصحيفة دليلاً على اكتظاظ مرافق الرعاية الصحية في المدن الكبرى، لا سيما على طول الساحل الشرقي في البلاد.

وشهدت المدن الشمالية إصابات قياسية، إذ قالت السلطات الصحية في بكين في 11 من الشهر الجاري، إن 22 ألف شخص يزورون عيادات الحمى يومياً، بزيادة 16 مرة عن الأسبوع السابق.

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية الجمعة، أن قسم الطوارئ في مستشفى "تشونجشان"، أحد أبرز المستشفيات في الصين، كان يتعامل مع حوالى ألف مريض يومياً، بزيادة من 700 إلى 800 مقارنة بالوقت ذاته من العام الماضي.

وقال يانتشونج هوانج، المتخصص في مجال الصحة العالمية في "مجلس العلاقات الخارجية"، قال إن 40% فقط من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاماً أو أكثر في الصين تلقوا جرعة معززة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

وأثارت مستويات التطعيم غير الكافية في البلاد، فضلاً عن الافتقار إلى ما يسمى بـ"مناعة القطيع" مخاوفاً من أن تصل أعداد الوفيات إلى تلك التي سجلت سابقاً في دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، ومؤخراً في هونج كونج.

قلق غربي

وأجبر التفشي غير المسبوق الذي تشهده الصين، عدة بلدان على اتخاذ تدابير تتعلق بتقييد دخول المسافرين القادمين من الصين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة وتستعد لإعادة فتح حدودها أوائل يناير المقبل.

وكالة "بلومبرغ" نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ احتياطات جديدة لفيروس كورونا للقادمين من الصين، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تجدد خطر انتشار العدوى.

وقال المسؤولون الذين تحدثوا بشرط عدم كشف هويتهم إن الولايات المتحدة "تتبع علم ونصائح خبراء الصحة العامة، وتتشاور مع شركائها وتنظر في اتخاذ خطوات مماثلة لهم ... لحماية الشعب الأميركي"، في إشارة إلى القلق الذي أعربت عنه منظمة الصحة العالمية والإجراءات التي اتخذتها اليابان والهند وماليزيا.

كما تحركت اليابان الثلاثاء للإعلان عن خطوات تتطلب اختباراً سلبياً لكورونا عند الوصول، وذلك بعد وقت قصير من إعلان بكين أنها لن تخضع المسافرين الوافدين للحجر الصحي اعتباراً من 8 يناير.

وستطلب اليابان نتائج اختبار سلبية عند الوصول للزوار الذين كانوا في الصين خلال الأيام السبعة الماضية من الوصول، بينما سيتعين على أولئك الذين ثبتت إصابتهم الحجر الصحي لمدة أسبوع.

كما فرضت ماليزيا إجراءات جديدة للتتبع والمراقبة، فيما بدأت الهند اختباراً عشوائياً لنحو 2 % من المسافرين القادمين من دول أخرى في جميع المطارات قبل أسبوع، لتقليل مخاطر دخول أي متحور جديد إلى البلاد.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في وقت سابق، إن هناك "تناقضات كبيرة" في المعلومات الواردة من الصين.

تخفيف الإجراءات

وتعمل الصين، التي شهدت الشهر الماضي احتجاجات، على تخفيف إجراءاتها الصارمة المتعلقة بالوباء في مواجهة الاستياء من قواعد "صفر كوفيد"، ما أدى إلى تفشي المرض في جميع أنحاء البلاد.

من جهته، أشار "GISAID"، الكونسورتيوم العالمي الذي يحتفظ بقاعدة بيانات للعلماء في جميع أنحاء العالم لمشاركة تسلسل البيانات الجينومية الخاصة بفيروسات الإنفلونزا والفيروس التاجي المرتبط بكورونا، الثلاثاء، إلى أن الصين عززت مراقبتها وسط التفشي المستمر.

وأضاف أن جميع التسلسلات التي تشاركها السلطات الصحية الصينية تشير إلى أن الفيروسات التي تغذي التفشي الهائل في جميع أنحاء البلاد، تشبه إلى حد كبير المتحورات التي انتشرت في أنحاء العالم يوليو الماضي.

وتشهد الصين أكبر انتشار في العالم مع توقعات بإصابة حوالى 37 مليون شخص بالفيروس في يوم واحد الأسبوع الماضي، وفقاً لتقديرات مسؤولون في هيئة الصحة الحكومية العليا في الصين.

بدورها، قالت إدارة الهجرة الوطنية في الصين، في إعلان على تطبيق "WeChat" في وقت متأخر الاثنين، إن الصين ستبدأ في إصدار جوازات سفر جديدة، وتصاريح سفر من هونج كونج، لسكان البر الرئيسي.

وستستأنف نقاط التفتيش السريعة على الحدود مع هونج كونج وماكاو، بينما ستعاود الطلبات المقدمة من الأجانب لتمديد أو تجديد التأشيرات أيضاً كجزء من تخفيف الإجراءات في 8 يناير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى