بعد استغاثة إنسانية لم تلق استجابة.. الصقيع يودي بحياة سبعة أطفال في مخيمين يمنيين

> «الأيام» رصيف22:

> في غضون أيام، توفي نحو سبعة أطفال في اثنين من مخيمات النزوح بمحافظة مأرب (وسط البلاد) إثر موجة الصقيع والبرد القارس التي تضرب منطقة تستضيف أكبر تجمع للنازحين في البلد الذي يرزح تحت لهيب الحرب الأهلية منذ عام 2014.

ترتفع هذه الحصيلة عن جميع حالات وفيات الأطفال المسجلة في مخيمات النزوح بسبب الصقيع خلال عام 2021 بأكمله، وهي وفاة سبعة أطفال، وفق الوحدة التنفيذية المسؤولة عن إدارة هذه المخيمات.

وكانت الوحدة قد ناشدت الأمم المتحدة وكافة منظمات الإغاثة المعنية، نهاية الشهر الماضي، لـ"التدخل العاجل والطارئ" لمساعدة آلاف الأسر النازحة وإنقاذها من مخاطر الموت بسبب البرد والصقيع.

لا طعام ولا غطاء

وأفاد مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، سيف مثنى، في تصريحات للصحافة المحلية، بأنهم تلقوا بلاغات من مخيمي "المعاشير" و"سائلة الرميلة"، شرقي مأرب، بوفاة ستة أطفال في المخيم الأول، وطفلة سابعة في المخيم الثاني بسبب البرد الشديد خلال الأيام الماضية.

وبينما شدد على حاجة مخيمات النازحين في المحافظة الصحراوية الملحة إلى "وسائل التدفئة" للوقاية من موجات الصقيع، ذكّر مثنى بأن العام 2021 كان قد شهد وفاة ستة أطفال نازحين لم تحتمل أجسادهم الشتاء القارس. كما أشار إلى افتقار مأرب البنية التحتية الأساسية وخدمات الصحة وغيرها من مقومات المعيشة الضرورية في مثل هذا الطقس.

وناشد مثنى جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية وحثها على سرعة المساعدة في توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية التي تفتقر إليها مخيمات النازحين، وإمدادها بالمعونات، لافتاً إلى أن حياة أصحاب الأمراض المزمنة أيضاً على المحك.

وفي تقرير نشرته قناة "بلقيس" اليمنية أوضحت فيه أن "مناطق التماس في مأرب شهدت مواجهات هي الأعنف منذ أبريل الماضي مُنع بسببها السفر عبر الطريق الصحراوي شرق محافظة الجوف، وهو طريق حيوي يمر منه آلاف المواطنين يومياً خاصةً مع انقطاع الكثير من الطرق الرابطة بين صنعاء والمحافظات الجنوبية والغربية".

وأضافت: "عودة المواجهات إلى أطراف مأرب، التي نزح إليها ملايين الأشخاص خلال السنوات الماضية، يُنذر بتدهور أوضاعهم أكثر من أي وقت مضى خاصةً مع شح موارد عمليات الإغاثة الإنسانية".

يواجه وصول المساعدات إلى المخيمات صعوبة لأسباب من بينها الكوارث الطبيعية وما يترتب عليها من غلق بعض الطرق، ونقص التمويل، علاوة على الهجمات المستمرة من المتمردين الحوثيين، وفق التقرير.

وذكر محمد السعيدي، مدير التنسيق بوحدة النازحين بمأرب، للقناة أنه "مع موجة الصقيع التي تعرضت لها المحافظة، ازدادت معاناة النازحين، خاصة مع ضعف التدخلات (يقصد تقديم المساعدات) داخل المحافظة".

الأمم المتحدة تناشد الجهات المانحة

مراراً وتكراراً، ناشدت الأمم المتحدة الجهات المانحة زيادة الأموال المخصصة للاستجابة الإنسانية في اليمن. لكنها لم تحصد في المقابل سوى القليل.

في ديسمبر 2022، قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة: "إن أكثر من نصف عدد السكان، 17 مليون شخص، يواجهون انعدام أمن غذائي حاد، والملايين لا يزالون نازحين"، مضيفةً أن خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة باليمن - التي تتطلب 4.27 مليار دولار - لم تحصد سوى 55 % فقط من احتياجاتها.

وزادت بأن هذا "يمثل فجوة كبيرة بالنسبة للعمليات الإغاثية التي تدعم 10.5 مليون شخص شهرياً بالمساعدات المنقذة للحياة"، مذكّرةً بانهيار الخدمات الأساسية في البلاد بما فيها شبكات المياه ومرافق الصرف الصحي وغيرها.

برغم ذلك، قالت المتحدثة الأممية إن المجتمع الإنساني ماضٍ في العمل بلا كلل لتسليم المساعدات للأكثر ضعفاً في اليمن، وختمت: "نحن ممتنون لجميع الجهات المانحة التي قدمت مساهمة على الرغم من الأزمات المتعددة التي تتطلب الاهتمام، نحتاج إلى مواصلة الدعم لسكان اليمن".

ويعيش نحو 81 ألف أسرة نازحة في مخيمات مديريتي الوادي ومأرب التي تفتقد أدنى الخدمات الأساسية والمعيشية فيما تحتضن محافظة مأرب أكثر من مليوني نازح يمثلون 60 % من إجمالي عدد النازحين الفارّين من مناطق الاقتتال بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثيين، والبالغ عددهم أكثر من أربعة ملايين و300 ألف نازح/ ة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى