تاريخ الخدمات الصحية في عدن

> كتب/ خالد سيف سعيد

> اهتمت السلطات البريطانية بالمجال الصحي منذ الوهلة الأولى لاحتلالها عدن لهذا المجال العام في حياة السكان، عندما أمر القائد البريطاني "هينس" الأطباء والممرضين المرافقين للحملة العسكرية بمعالجة الجرحى العرب الذين أصيبوا برصاص جنود الاحتلال أثناء دفاعهم عن الميناء في الوحدة الصحية البريطانية القائمة على متن إحدى السفن.

وفي العام 1842م انتشرت حمى التيفوئيد في ميناء المخا اليمني على ساحل تهامة في الشاطئ الجنوبي للبحر الأحمر وأرسل الشريف حسين بن علي بن حيدرة حاكم المخا المرضى بالتيفوئيد على متن السفن الشراعية إلى عدن ليعالجهم الأطباء البريطانيون، فقد قدم الإنجليز العلاج المناسب لبعض المرضى وأنقذوا ما استطاعوا إنقاذه وكان العلاج يتم دون مقابل.

وفي العام 1867م أنشأ الإنجليز مستوصفات في كريتر فكان لعلاج جميع مرضى المستعمرة بعد تزايد عدد سكانها، أما العساكر من البريطانيين والهنود فقد خصصت لهم وحدات صحية داخل معسكرات الإنجليز في المدن: المعلا، التواهي، خورمكسر آنذاك.

وعند انتشار الأمراض المعدية بعدن بسبب القادمين إليها من المناطق اليمنية، تقوم السلطات البريطانية بتنظيف المدينة وقضاياها بتقديم الأمصال المضادة والتلقيح الضروري لهذه الأمراض وأيضا عملت السلطات على إقامة مراكز صحية عند بوابات الدخول إلى عدن لفحص القادمين من البر والبحر.

وفي العام 1875م أجرت السلطات البريطانية التلقيح الطبية للوقاية من أجل الأمراض المعدية كالجدري، والتيفوئيد، والسل.

وفي نهاية القرن التاسع عشر أولت السلطات البريطانية اهتمامها المتزايد بالمجال الصحي بإجراء تحسينات على الخدمات العلاجية والصحية بعدن عددا من الأسر في المستشفيات، واستحدثت قسما للصيدلة وأنشأت المعابر في المستوصفات التي شيدت من قبل.

وفي بداية القرن العشرين حكومة عدن البريطانية أسست مستوصفات كبيان أحدهما في المعلا بالقرب من الميناء البحري والآخر في الشيخ عثمان ويقدم في هده المستوصفات الطبي المجاني للعمال والسكان الذين يقصدونها، وتجرى العمليات الجراحية الصغرى.

في الثلاثينيات من القرن العشرين استمر الوضع على هذا المقبول مع إدخال بعض التحسينات في الأداء و التوعية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وبعد الحرب العالمية الثانية 1954م افتتحت مستشفى الملكة اليزابيث بحضور الملكة اليزابيث أثناء زيارتها لعدن، وذلك حضور صاحب السعادة الحاكم في عدن وأيضا الشخصيات ووجهاء عدن، وأمرت السلطات البريطانية ببناء المستشفيات الكبيرة خاصة بالمدنيين والأخرى بالعسكرين.

وفي الفترة ما بين 1954 - 1960م شيدت حكومة عدن البريطانية مستشفيين يعرف بمستشفى عدن، عُرف بمستشفى الكنين - بعدها سميت بالصين، وهي كلمة انكليزية تعني بدواء الملايا، والاخرى مستشفى "اليزابيت" إلى جانب ذلك بنيت "ثمانية مستوصفات" في مناطق المستعمرة بعدن وكانت مجهرة تجهيزا بكل معداتها الطبية، إلى جانب مستشفى الإرسالية الاسكتلندية بعدن مستشفى بمنطقة التواهي، وأخرى بمنطقة الشيخ عثمان وجهزتهما بالأسرّة والأقسام الأساسية، وفي نفس الفترة بناء مصفاة عدن البريطانية، حيث بنيت الشركة مستشفى خاصة للمهندسين والموظفين وعمال المصفاة على نفقة المصفاة، وأيضا في نفس الأعوام المشار إليها سلفا شيدت حكومة عدن مستشفيين مختصين الأولى لأمراض النساء والولادة بخورمكسر والأخرى بالشيخ عثمان خاص بأمراض الأطفال وزودت هاذين المستشفيين بطاقات الخدمات الصحية.

عندما تحولت عدن إلى قاعدة عسكرية مهمة سعت السلطات البريطانية إلى بناء مستشفى كبير مخصصة للجنود والضباط الإنجليز في جبل التواهي - حاليا "باصهيب" مجهزا تجهيزا راقيا وكان العاملون في الجهاز الطبي من العساكر والهنود الأطباء وممرضين بعد الاحتلال، وعندما شيدت المستوصفات الطبية أصبح الأطباء من الأوروبيين والهنود.

وبعد انتشار التعليم في عدن وخاصة التعليم المتوسط والثانوي بعثت حكومة عدن بعض الطلاب والتلاميذ للدراسة بالخارج إلى بريطانيا والهند.. إلخ بغرض تكوينهم، ومن ثم انتدابهم للعمل إلى مرافق عدن الصحية، فأصبح عدد الأطباء سنة 1960 (20 طبيبا)، ثم ارتفع إلى العدد سنة 1965م إلى (30 طبيبا)، وشيدت حكومة عدن في عام 1965 معهدا خاصا بالممرضين والمساعدين الصحيين لدراسة العلوم الصحية، ويستقبل خريجي المدارس المتوسطة ويمنح المعهد شهادة التمريض العملي بعد ثلاث سنوات من الدراسة، وإلى جانب ذلك دراسة صحية للطلبة الذين تخرجوا من الثانوية العامة لمدة ثلاث سنوات في مختلف التخصصات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى